قائد عسكري روسي: أميركا تستعد لضرب أهداف للنظام بالصواريخ المجنحة

ممرات النزوح في الغوطة وعفرين تكتظ بالمدنيين

اكتظاظ سوريين محاصرين في الغوطة على إحدى بوابات النزوح باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

فر آلاف المدنيين من بلداتهم هرباً من معارك تستعر في عفرين والغوطة مع استمرار هجومين متزامنين تسببا في نزوح جماعي في الأيام القليلة الماضية رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف العمليات القتالية في كافة أنحاء سوريا، في وقت حذرت روسيا من أن الولايات المتحدة تستعد لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري عبر صواريخ مجنّحة.

وقال عاملون في الإنقاذ والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن جيبا لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية القريبة من العاصمة دمشق شهد ضربات جوية، كما نزحت موجة جديدة تضم عشرة آلاف شخص على الأقل نحو خطوط قوات النظام السوري.

وقالت وسائل إعلام رسمية إن عشرة آلاف مدني آخرين وصلوا إلى مواقع تابعة للجيش، فيما بدأ آخرون في المغادرة أيضاً من جيب حرستا في تدفق جديد للنازحين، وأضافت أن القوات السورية وخدمات الهلال الأحمر العربي السوري ستنقلهم إلى أماكن إيواء مؤقتة.

وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات لرجال ونساء وأطفال يعبرون جبهة القتال سيراً على الأقدام على طريق ترابي وهم يحملون حقائبهم. وحمل الكثير منهم أطفالاً على أكتافهم في حين واجه مسنون صعوبة في السير للوصول إلى وجهتهم. وقالت الأمم المتحدة إن الأعداد الدقيقة لمن يخرجون ليست معروفة ولا وجهة كل من خرجوا. وعبر عدد من سكان الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية عن خشيتهم من الفرار إلى مناطق سيطرة الحكومة خوفاً من الاعتقال أو التجنيد الإجباري، لكن استمرار التصعيد لم يترك أمامهم أي خيار آخر.

سوري يحمل علم النظام لدى خروجه من الغوطة | أ.ف.ب

 

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مركز في سوريا تديره وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 30 ألفاً غادروا أمس. ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد من خرجوا بـ 20 ألف نازح. وقال إن ضربات جوية على جيب لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية أسفرت عن مقتل 30 شخصاً على الأقل تجمعوا للخروج إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة.

وسيطرت قوات النظام السوري على بلدتين جديدتين في ما تبقى تحت سيطرة الفصائل المعارضة من الغوطة الشرقية قرب دمشق. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «تمكنت قوات النظام من السيطرة على بلدتي سقبا وكفر بطنا إثر معارك مع فصيل فيلق الرحمن» الذي يسيطر على الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية، ولم يعد يتواجد سوى في بضع بلدات فقط.

نزوح 200 ألف

وفي منطقة عفرين بشمالي البلاد، قالت قوات كردية سورية والمرصد السوري إن السكان فروا من اشتباكات تقترب من ديارهم مع هجوم القوات التركية وحلفائها من المعارضة المسلحة على عفرين وهي المدينة الرئيسية في المنطقة. وبلغ عدد الفارين من مدينة عفرين أكثر من مئتي ألف مدني شوهدوا في طوابير طويلة من السيارات المحملة بالأمتعة والناس على الطريق المؤدي إلى خارج المدينة.

وتمكن الجيش التركي من دفع وحدات حماية الشعب إلى التقهقر من المنطقة المحاذية للحدود وتقدم من على الجبهتين الغربية والشرقية نحو مدينة عفرين نفسها. وقالت سلطات كردية والمرصد إن قصفاً جوياً ومدفعياً تركياً انهمر على المنطقة خلال الليل في الأيام الماضية ما دفع عشرات الآلاف إلى الخروج من مدينة عفرين.

وقالت هيفي مصطفى، وهي عضو بارز في الهيئة المدنية التي تحكم عفرين، إن السكان فروا من المدينة الرئيسية إلى مناطق أخرى يسيطر عليها الأكراد في المنطقة ولمناطق تسيطر عليها الحكومة، وقالت إن الأوضاع مأساوية بالنسبة لمن هم في الداخل فيما يبقى من يخرجون من النازحين عن عفرين في العراء دون ملاذ أو طعام.

علم الجيش الحر يرفرف على طريق يسلكه النازحون من عفرين | أ.ف.ب

 

ضربة متوقعة

إلى ذلك، قال رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، سيرجي رودسكوي، إن الولايات المتحدة تحضر لتوجيه ضربات ضد أهداف حكومية سورية باستخدام الصواريخ المجنحة.

وأضاف رودسكوي خلال مؤتمر صحافي عقدته وزارة الدفاع الروسية، أن واشنطن دربت مسلحين في سوريا لتنفيذ استفزازات باستخدام أسلحة كيميائية، على حد زعمه، مضيفاً أن المسلحين لم يتوقفوا عن محاولاتهم الاستفزازية تلك، وأوضح أن المسلحين الموجودين جنوبي البلاد حصلوا على مواد كيميائية لتصنيع السلاح، تحت غطاء حمولات من المساعدات الإنسانية.

مسؤولية

حمّلت المعارضة السورية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مسؤولية الفشل في منع الجرائم في سوريا، بما في ذلك الهجوم على الغوطة الشرقية. وقال رئيس هيئة التفاوض في المعارضة نصر الحريري «هم يتحملون بشكل مباشر مسؤولية السكوت عن هذه الجرائم وعدم اتخاذ الإجراءات التي تمنع من حدوثها».

11

شارك نحو 11 ألف شخص في تظاهرة دعا إليها أكراد في مدينة هانوفر الألمانية للتنديد بالعملية العسكرية التركية في عفرين. وقال ناطق باسم الشرطة: إن الاحتجاجات سارت من دون تجاوزات، باستثناء رصد وقائع فردية.

Email