الضحايا إلى 900 وتقارير عن هجوم بالكلور وفرنسا تلوّح مجدداً بالرد

النظام السوري يصعّد هجومه على الغوطة

مدنيون يتلقون العلاج في أحد مستشفيات شرق الغوطة إثر هجوم بالكلور | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثفت قوات النظام السوري، حملة القصف على الغوطة الشرقية لدمشق، تزامناً مع تقدمها برياً، وفصلها المنطقة إلى شطرين، وفتح ممر إنساني ثانٍ لخروج المدنيين، فيما تعذّر إدخال قافلة مساعدات أممية بسبب كثافة الغارات، والقصف والاشتباكات التي ذهب ضحيتها قتلى وجرحى جدد، ما رفع الحصيلة إلى أكثر من 900 منذ بدء الحملة، وسط تقارير عن هجوم جديد بغاز الكلور، مع تلويح فرنسي بعمل عسكري، حال ثبوت سقوط مدنيين في هجمات كيماوية.

وقالت وسائل إعلام سورية رسمية أمس، إن الحكومة فتحت ممراً ثانياً للخروج من الغوطة الشرقية المحاصرة. ونقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا)، عن مراسل لها، قوله «الحكومة السورية... هيأت ممراً جديداً لإخراج المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات المسلحة في الغوطة الشرقية، عبر طريق جسرين المليحة». ويقع الممر جنوبي الغوطة الشرقية، آخر جيب رئيس للمعارضة قرب دمشق.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل سبعة أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 26 آخرين، أمس، جراء تنفيذ طائرات حربية، غارات عدة على أماكن في بلدة زملكا، الواقعة بالقسم الغربي من الغوطة الشرقية. وقال المرصد، في بيان، إن عدد القتلى مرشح للارتفاع، لوجود بعض الجرحى بحالات خطرة. وأشار إلى أن مدن وبلدات عربين وكفربطنا وزملكا ومناطق أخرى بالقسم الغربي من الغوطة، تشهد عمليات نزوح مستمرة.

وتوشك قوات النظام وحلفاؤها على فصل مناطق سيطرة الفصائل إلى شطرين، شمالي يضم دوما وجنوبي تعد حمورية أبرز بلداته. ويضع ذلك الغوطة فعلياً، تحت سيطرة القوات الحكومية، إذ إن الجزء المتبقي منها، سيكون في مرمى نيران أسلحتها.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن: إن حصيلة القتلى الإجمالية منذ بدء قوات النظام هجومها في 18 فبراير، بلغت 905 مدنيين. وشهدت المنطقة المحاصرة يوماً دامياً أول من أمس، قتل فيه 91 مدنياً على الأقل، وفق المرصد.

وأصيب العشرات بحالات اختناق، إثر غارات استهدفت الغوطة، حسب ما أفاد المرصد، بينما تحدث أطباء عن هجوم كيميائي محتمل. وأشار المرصد إلى إصابة 60 شخصاً على الأقل بصعوبات في التنفس في وقت متأخر الأربعاء في بلدتي حمورية وسقبا، إثر ضربات جوية شنّها الطيران الحربي. وأكد أطباء في مؤسسة طبية في الغوطة، معالجة 29 مصابا على الأقل، ظهرت عليهم عوارض التعرض لغاز الكلور، بحسب الجمعية الطبية السورية الأميركية، وهي منظمة غير حكومية تقدم الدعم للمراكز الطبية في سوريا.

من جهته، طالب وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، روسيا وإيران، مجدداً، باستخدام نفوذهما على سوريا، لضمان احترامها قرار الأمم المتحدة الداعي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً. وقال الوزير أيضاً، إن فرنسا سترد إذا ثبت استخدام أسلحة كيماوية أدت لسقوط قتلى في سوريا.

إرجاء دخول قافلة

وأرجأت الأمم المتحدة، إدخال قافلة مساعدات إنسانية، تحمل مواد غذائية وإمدادات طبية إلى الغوطة، جراء القصف العنيف الذي تشنه قوات النظام، بموازاة تصعيد هجومها البري في هذه المنطقة المحاصرة. وقالت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنجي صدقي، إن «قافلة اليوم أرجئت»، مضيفة أن «تطور الوضع على الأرض.. لا يتيح لنا القيام بالعملية كما يجب». وكان من المقرر دخول هذه القافلة إلى مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية.

وعلى متنها مساعدات مخصصة لسبعين ألف شخص. كما أعلنت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابعة للأمم المتحدة في دمشق، ليندا توم «لم تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها من العودة إلى دوما، لأن السلطات السورية لم تمنح القافلة إذناً للتحرك جراء أسباب أمنية».

وجدد مجلس الأمن، المطالبة بتطبيق وقف إطلاق النار في سوريا، خلال جلسة مغلقة أول من أمس، تخللها، وفق مصدر دبلوماسي، دعم قوي لعرض قدمه الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، بالتوسط مع روسيا للسماح بإخراج «المجموعات الإرهابية» من الغوطة الشرقية، في إشارة إلى مقاتلي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة).

Email