استقبال استثنائي لمحمد بن سلمان في لندن.. وغداء الملكة يفتتح الزيارة

اتفاق سعودي بريطاني على التصدي للأنشطة الإيرانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أن العلاقة بين بلاده وبريطانيا علاقة تاريخية وتعود إلى تأسيس السعودية، مشيراً في فاتحة زيارة تاريخية يقوم بها حالياً إلى بريطانيا وبدأها في سابقة بروتوكولية بغداء مع الملكة إليزابيث الثانية، إلى أن المملكة العربية السعودية تعد مفتاح النجاح الاقتصادي في المنطقة.

وفيما أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيرزا ماي أن العلاقة مع السعودية تاريخية وأنقذت أرواح مئات الأشخاص، وفيما وقع البلدان اتفقيات للاستثمار والتبادل التجاري اعلنتا ان الحل السياسي هو السبيل الوحيد لانهاء الصراع في اليمن، كما شددتا على ضرورة التصدي للانشطة الايرانية المزعزعة لاستقرار المنطقة.

وأوضح ولي العهد السعودي أنه يأمل أن تكون الشركات البريطانية قادرة على الاستفادة من التغيرات العميقة التي تحدث في بلاده بعد إتمام مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأوضح في مقابلةٍ حصرية أجرتها معه صحيفة «التيلغراف» البريطانية، وأدارها الكاتب الصحافي في «التليغراف» كون كوغلين، قائلاً: «نحن نعتقد أن السعودية بحاجة إلى أن تكون جزءاً من الاقتصاد العالمي، فالشعب بحاجة إلى أن يكون قادراً على التحرك بحرية، كما أننا بحاجة إلى تطبيق المعايير المماثلة لبقية دول العالم»، وتابع: «بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ستكون هناك فرصٌ ضخمة لها عندنا، نتيجةً لرؤية 2030».

وقال: «بريطانيا تؤيدنا جداً في مخاوفنا المتعلقة بإيران وغيرها من مسائل الأمن الإقليمي. وهي دائماً حليف وفي صفنا». وتطرق ولي العهد بشكل موسع إلى تأكيد العلاقة الخاصة القائمة بين بريطانيا والمملكة، التي تعود إلى أكثر من 100 عام وإلى الوقت الذي ساعد فيه النقيب وليام شكسبير، المستكشف البريطاني، في رسم خريطة المناطق المجهولة في الجزيرة العربية التي تشكل الآن جزءاً من المملكة العربية السعودية».

وقال ولي العهد: «الشعبان البريطاني والسعودي إلى جانب بقية العالم، سيكونون أكثر أمناً إذا كانت لديك علاقة قوية مع السعودية، والمتطرفون والإرهابيون مرتبطون من خلال نشر أجندتهم». وأضاف: «نحن بحاجة إلى العمل لترويج الإسلام المعتدل.

ونريد أن نُحارب الإرهاب، والتطرف لأننا بحاجة إلى بناء الاستقرار في الشرق الأوسط. نريد نمواً اقتصادياً يساعد المنطقة على التطور. وبسبب موقعنا المهيمن، فإن السعودية هي مفتاح النجاح الاقتصادي في المنطقة».

من ناحيتها، قالت رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، إن العلاقات مع السعودية مهمة وتاريخية وأنقذت أرواحاً في بريطانيا. وقالت رداً على سؤال من جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال المعارض: «الصلة التي تربطنا بالسعودية تاريخية. إنها مهمة وأنقذت أرواح مئات الأشخاص على الأرجح في هذه الدولة».

وبحسب بيان لرئاسة وزراء بريطانية عقب مباحثات ولي العهد السعودي وتيريزا ماي ان البلدان وقعا اتفاقيات للتبادل التجاري والاستثمارات بقيمة 65 مليار جنيه استرليني.

وبحسب البيان أن ولي العهد السعودي ورئيسة الوزراء البريطانية أكدا أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لانهاء الأزمة في اليمن، كما اتفقا على تعزيز التعاون للتصدي للأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار بالمنطقة.

كما وصف مكتب رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى بلادها، بأنها «فصل جديد» في العلاقات مع الرياض، التي وصفتها بأنها واحدة من «أقدم الأصدقاء» في الشرق الأوسط، مشددة على أن المباحثات ستطال جوانب إقليمية، في مقدمها الأوضاع باليمن وسوريا والعراق.

وذكر بيان صادر عن مكتب ماي، إن الزيارة هي الأولى لابن سلمان منذ توليه منصب ولي العهد عام 2017، وهي السنة التي وضع عندها برنامجه للإصلاحات الداخلية الكبيرة في المملكة، التي وصفها البيان بأنها «القوة الأكبر سياسياً ودبلوماسية واقتصادياً في الشرق الأوسط».

وبحسب البيان، فإن مشروع الأمير محمد بن سلمان «رؤية 2030»، يحمل الكثير من الفرص لرجال الأعمال والقطاع التجاري البريطاني، وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والترفيه.

وبدأ ولي العهد السعودي زيارته للمملكة المتحدة بغداء مع الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام، وقد أقامت له بريطانيا استقبالاً ملكياً.

Email