السعودية: القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأولى والتاريخية

«اللجنة الرباعية» تدين تأجيج إيران للطائفية في المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمحورت أعمال الدورة العادية الـ149 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري بالقاهرة والاجتماعات التي عقدت ضمن فعالياتها حول الملفات الرئيسية في المنطقة، وعلى رأسها دعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وإدانة التدخلات الإيرانية وتأجيجها الطائفية في المنطقة، ودعم الحل السياسي في سوريا واليمن والتنديد بممارسات ميليشيا الحوثي الانقلابية، إضافة إلى التطورات في العراق وليبيا، في وقت أكد وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان أن إيران نجحت في السيطرة على عدد كبير من الدول العربية ولكنها فشلت في المساس بوحدة دول الخليج.

ودانت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بتطورات الأزمة في إيران، استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية، مستنكرة في الوقت نفسه التصريحات الاستفزازية المستمرة من قبل المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية.

وأعربت اللجنة في بيان أصدرته في ختام اجتماعها الذي عُقد بمقر الجامعة العربية برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، عن قلقها البالغ إزاء ما تقوم به إيران من تأجيج طائفي في الدول العربية، بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في بعض الدول العربية وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة بما يهدد الأمن القومي العربي، ويعيق الجهود الإقليمية والدولية لحل قضايا وأزمات المنطقة بالطرق السلمية، وطالبتها بالكف عن ذلك.

كما دانت اللجنة الوزارية العربية الرباعية مواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية بالدول العربية بما في ذلك استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من داخل الأراضي اليمنية على المملكة العربية السعودية، مما يشكّل خرقًا سافرًا لقرار مجلس الأمن رقم 6216 الذي ينص على ضرورة الامتناع عن تسليح الميليشيات، مؤكدة دعمها للإجراءات التي تتخذها المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين من أجل التصدي لهذه الأعمال العدوانية حماية لأمنها واستقرارها.

واستنكرت اللجنة التدخلات والأعمال التخريبية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، مثمنة جهود مملكة البحرين في محاربة الإرهاب، وتمكن الأجهزة الأمنية البحرينية من إحباط عدد من الأعمال والمخططات الإرهابية.

واستهجنت اللجنة الوزارية العربية الرباعية استمرار إيران في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية ذات الطبيعة الهجومية، مستنكرة إطلاق الميليشيا الحوثية صواريخ إيرانية الصنع، لاستهداف مدن وقرى المملكة العربية السعودية، مما يشكّل تهديدًا جديًا للأمن والاستقرار في المنطقة.

وشددت اللجنة على ضرورة التزام إيران بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2231) فيما يتعلق ببرنامجها الصاروخي، وضرورة تطبيق آلية للتحقق من تنفيذ القرار والتفتيش والرقابة، وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال، حال انتهاك إيران لالتزاماتها بموجب هذا القرار، منوّهة بأهمية احترام إيران لكل مواثيق السلامة النووية، ومراعاة المشاكل البيئية للمنطقة، وما تضمنه ذات القرار من تأكيد على حظر إيران لإجراء التجارب الباليستية وتطويرها لصواريخ بعيدة المدى والصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.

أزمات ضاغطة

من جهته، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أن الوضع العربي إجمالاً «يواجه أزمات ضاغطة على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية».

وأوضح في كلمة له لدى افتتاح جلسة مجلس الجامعة أن الوضع العربي يواجه كذلك «تحديات جساماً في التعامل مع جواره الإقليمي ومع المنظومة الدولية التي تمر بحالة غير مسبوقة من السيولة واحتدام المنافسات والصراعات بين القوى الكبرى».

واستعرض في هذا السياق الأزمة السورية «بتطوراتها الأخيرة المؤسفة» وما تمثله من «جرح مستمر وغائر في قلب الأمة» مبيناً أن الإجماع العربي ما زال منعقداً على أن «الحل السياسي يمثل المخرج الوحيد لهذه الأزمة المستحكمة».

وأشار في كلمته إلى أن الأزمات في اليمن وليبيا «ما زالت تراوح مكانها من دون أفق واضح للحل السياسي الذي يمثل الضمان الوحيد للاستقرار» مبيناً أنه «من المؤسف استمرار تمترس القوى الانقلابية وإمعانها في فرض سيطرتها بقوة السلاح على السكان ورفضها لأي حوار سياسي يجنب اليمن التكلفة الفادحة لاستمرار النزاع».

ولفت أبو الغيط في كلمته إلى أن القضية الفلسطينية تشغل مكان الصدارة على الأجندة السياسية للمجلس الوزاري الذي اجتمعت كلمته «على التصدي للتبعات السلبية للقرار الأميركي الخطير وغير القانوني بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل».

وأوضح في مؤتمر صحافي بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب، أنّ «الاجتماع أكّد الموقف العربي الرافض للاعتراف الأميركي بالقدس​ عاصمة لإسرائيل​».

التدخلات الإيرانية

في الأثناء، دعا وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد التدخلات الإيرانية في المنطقة. وتسلم قطان رئاسة الدورة الجديدة لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري خلفاً لجمهورية جيبوتي.

وأوضح قطان في كلمة له أمام جلسة أعمال الدورة العادية الـ149 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري أن السعودية ما زالت تطالب باتخاذ «إجراءات حازمة تجاه التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية والأعمال السلبية التي تقوم بها إيران من دعم للإرهاب ومحاولة زعزعة أمن بعض الدول في المنطقة وزرع الخلايا الإرهابية في دولنا وانتهاك الاتفاقيات الدولية فيما يخص الصواريخ الباليستية».

وأكد أن إقامة علاقات طبيعية مع إيران أمر «يعتمد على امتناعها عن التدخل في شؤون دول المنطقة والكف عن الانتهاكات والأعمال الاستفزازية ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية».

تجاوزات إيران

وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، قال أحمد بن عبد العزيز قطان: «لن نسمح بتجاوزات إيران في المنطقة العربية ولن نسمح لهم بالتعدي علينا»، مضيفًا: «للأسف الشديد هم يخوضون حربًا ويحاولون تفتيت الدول العربية وللأسف نجحوا في السيطرة على عدد كبير من الدول العربية ولكنهم فشلوا في المساس بوحدة دول الخليج».

وأضاف وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية، خلال مؤتمر صحافي له من مقر جامعة الدول العربية، أن الرباعي العربي اجتمع حول إيران، ولكن وللأسف هناك بعض الدول العربية التي تدعو إلى التفاهم مع طهران رغم ما تفعله.

وتابع: «نحن ليس لدينا مانع أن نتحاور مع دولة وليس ميليشيا. إذا كانت إيران ترغب في التفاهم فعليها التوقف عن التدخلات في شؤوننا الداخلية والشبكات الجاسوسية ومحاولات زعزعة أنظم الحكم وغيرها من الأمور وهذا إذا كنا نتحدث عن دولة وليس ميليشيا».

قضية العرب

كما أكد وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أن القضية الفلسطينية ستظل «قضية العرب الأولى والتاريخية»، مشدداً على موقف بلاده الثابت بما يتعلق بالقدس الشريف عاصمة أبدية لدولة فلسطين.

وفيما يتعلق باليمن أشار قطان إلى أن دول التحالف العربي تبذل كل الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار هناك تحت قيادته الشرعية، وأعرب عن تطلعه لجمع اليمنيين بمختلف أطيافهم السياسية «ممن لديهم الرغبة في المحافظة على أمن واستقرار اليمن» للاجتماع في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب.

وبما يتعلق بالأزمة السورية أكد قطان أن المجتمع الدولي لايزال عاجزاً عن اتخاذ القرارات الحاسمة لإنقاذ الشعب السوري وتخفيف معاناته «نتيجة تردي الأوضاع الأمنية والإنسانية».

Email