اجتماع طارئ لمجلس الأمن اليوم..و«ضرب الأسد» خيار أميركي

«هدنة روسيا» ترفع قتلى الغوطة إلى 800 قتيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنت قوات النظام السوري غارات جديدة على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق رفعت حصيلة الضحايا إلى 800 مدني، بالتزامن مع معارك قلصت مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، فيما طالبت فرنسا وبريطانيا بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث كيفية لجم هذا التدهور، وسط تقارير عن تقييم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القيام بعمل عسكري جديد ضد النظام السوري بعد التقارير الأخيرة حول استخدامه أسلحة كيمياوية.

وواصل النظام السوري قصف مناطق الغوطة المحاصرة رغم الهدنة الروسية المؤقتة التي تسري منذ أسبوع يومياً لخمس ساعات فقط، ويُفتح خلالها معبر لخروج المدنيين. إلا أن أي مدني لم يغادر طوال الأيام الماضية. ووثق المرصد السوري أمس مقتل 19 مدنياً على الأقل، بينهم أربعة أطفال في الغارات. وخلال أكثر من أسبوعين من القصف الجوي والصاروخي والمدفعي العنيف، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 800 مدني، بينهم 177 طفلاً في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق والمحاصر منذ العام 2013.

واستغل متطوعون في الدفاع المدني بعض الهدوء أمس لانتشال جثة شخص قتل في القصف منذ أيام. وقبل أن تتساقط القذائف، خرج بعض المدنيين لنقل الحاجيات من منازلهم إلى الأقبية التي لجأوا اليها، وبعضهم جمع أثاث المنازل الذي تكسر جراء القصف لاستخدامه للتدفئة أو للطبخ أو حتى لبيعه للأغراض ذاتها.

إلى جانب الحملة الجوية العنيفة المستمرة منذ 18 فبراير، يشنّ الجيش السوري هجوماً برياً من الجبهة الشرقية. وحقق تقدماً سريعاً وبات يسيطر على 40 في المئة من المنطقة المحاصرة، بعدما استعاد بلدة المحمدية.

أراضٍ زراعية

ويعود التقدم السريع، وفق مراقبين، إلى أن العمليات العسكرية تدور في منطقة زراعية ذات كثافة سكانية منخفضة، وهي تهدف إلى تقسيم الغوطة الشرقية إلى جزأين شمالي حيث تقع دوما، وجنوبي حيث حمورية. وأقر فصيل جيش الإسلام قبل يومين بانسحاب مقاتليه من الجهة الشرقية، موضحاً أنها «منطقة زراعية مكشوفة ليس فيها تحصينات كالأبنية».

إلى ذلك، أعلن الجيش الروسي أن «الممر الإنساني» الذي كان مخصصاً للمدنيين خلال هدنة الساعات الخمس «فتح هذه المرة للمقاتلين مع عائلاتهم» على أن يكتفوا بسلاحهم الفردي.

وكانت روسيا أعلنت سابقاً أنها طلبت من الفصائل المعارضة إجلاء الغوطة الشرقية على غرار ما حصل في مدينة حلب في نهاية العام 2016، الأمر الذي ترفضه الفصائل.

وأفاد المرصد ليلاً عن 18 حالة اختناق بعد قصف لقوات النظام استهدف حمورية، من دون أن يتمكن من تحديد الأسباب، فيما اتهم ناشطون معارضون الجيش السوري باستخدام الغازات السامة. ووصف الإعلام الرسمي اتهام الحكومة السورية بـ«مسرحية الكيماوي».

خيار الضربة

في السياق، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس القيام بعمل عسكري جديد ضد النظام السوري، بعد التقارير الأخيرة حول استخدامه أسلحة كيمياوية. ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من الإدارة أن الرئيس ترمب طلب خيارات لمعاقبة نظام بشار الأسد بعد التقارير عن الهجمات بغاز الكلور وأسلحة كيمياوية أخرى في مناطق تسيطر عليها المعارضة. وتحدثت تقارير كثيرة عن تكرار استخدام قنابل الكلور الشهر الماضي في الغوطة الشرقية، المنطقة القريبة من دمشق.

بدوره، قال الكرملين، رداً على سؤال عن احتمال توجيه ضربة أميركية للنظام السوري، بسبب هجمات كيمياوية: «نأمل ألا يقع أي انتهاك للقانون الدولي». وأضاف إنه: «لا يمكن التحقق من مزاعم استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا».

جلسة طارئة

ويأتي التصعيد رغم تبني مجلس الأمن الدولي قبل عشرة أيام لقرار ينص على وقف شامل لإطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوماً، إلا إنه لم يطبق حتى اللحظة.

وطلبت فرنسا وبريطانيا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث فشل تطبيق وقف إطلاق النار، ويتوقع أن يعقد الاجتماع اليوم ليبحث أيضاً الضربات الجوية والاشتباكات المتواصلة في الغوطة الشرقية.

طائرة روسية

قي الأثناء، تحطمت طائرة نقل عسكري روسية في سوريا أمس مما أدى إلى مقتل 39 شخصا في حادث يرفع بشكل كبير عدد قتلى العملية التي يقوم بها الكرملين في سوريا. ونسبت الوكالات إلى وزارة الدفاع الروسية قولها إن الطائرة وهي من طراز أنتونوف-26 سقطت في قاعدة حميميم الجوية الروسية بمحافظة اللاذقية وأن المعلومات الأولية تشير إلى أن سقوط الطائرة ربما نجم عن خلل فني.

«قسد» تنقل 1700 مقاتل إلى عفرين

سحبت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) 1700 من مقاتليها من الخطوط الأمامية على جبهة القتال ضد تنظيم داعش شرق سوريا وأرسلتهم إلى منطقة عفرين التي تتعرض لهجوم تركي عنيف منذ 46 يوماً.

وقال الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية التي تساندها الولايات المتحدة أبو عمر الإدلبي: «سحبنا 1700 عنصر في الرقة ودير الزور والحسكة وسنتوجه إلى عفرين للدفاع عن مناطق عفرين ضد الإرهاب». وأضاف في مؤتمر صحافي في الرقة بعد إعلان نقل القوات أن 700 من المقاتلين تحركوا بالفعل إلى عفرين.

وانتقلت القوات من الخطوط الأمامية للقتال إلى الشرق حيث سيطرت قوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية على مساحة كبيرة من الأراضي من داعش العام الماضي بمساعدة طائرات وقوات خاصة أميركية. وقال الإدلبي: إن القوات من حلب وإدلب في الأصل.

وأضاف قائلاً: «أهالينا محاصرين في نصف عفرين. بعد تخاذل المجتمع الدولي وعدم لجمه لحكومة أردوغان اضطررنا آسفين إلى سحب قواتنا المرابطة على جبهات داعش».

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن الهجوم الذي تشنه تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تساندها الولايات المتحدة في منطقة عفرين أثر على الحرب ضد تنظيم داعش وأدى إلى «توقف للعمليات» في شرق سوريا. وقال الناطق باسم الوزارة الكولونيل روبرت مانينغ: إن بعض العمليات البرية لقوات سوريا الديمقراطية توقف بشكل مؤقت.

Email