بنس يؤكد عدم تخلي واشنطن عن حل الدولتين

العاهل الأردني: القدس عاصمة الدولة الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال مباحثات أجراها في عمان مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أمس، عن قلق بلاده من قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلاً: إن القدس يجب أن تكون عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية.

ووصل بنس برفقة زوجته كارين مساء السبت إلى العاصمة الأردنية، المحطة الثانية في جولته الشرق أوسطية، آتياً من القاهرة حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال الملك عبد الله لبنس عند بدء الاجتماع الذي أعقبه غداء عمل في قصر الحسينية، «إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي - بالنسبة للأردن وللمنطقة - يعتبر مصدراً رئيسياً لعدم الاستقرار. وهذا ما جعلنا نشعر بالتشجيع من التزام الرئيس بإيجاد حل لهذا الصراع المستمر منذ عقود». وأوضح: «مرة أخرى، بالنسبة لنا فإن القدس هي مفتاح للمسلمين والمسيحيين كما هي الحال بالنسبة لليهود. وهي مفتاح السلام في المنطقة ومفتاح لتمكين المسلمين من محاربة بعض أسباب جذور التطرف بشكل فعال».

وقال: «أنا واثق بأن زيارتك هذه هي من أجل إعادة بناء الثقة والالتزام، ليس فقط حول كيفية المضي قدماً في حل الدولتين على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة - ولكن أيضاً من أجل أن نعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل آمنة ومعترف بها وفقاً للقوانين الدولية ومبادرة السلام». وأضاف: «نحن نفهم التحديات ونأمل أن تصل الولايات المتحدة وتجد الطريق الصحيح للمضي قدماً في هذه الظروف الصعبة» مشيراً إلى وجود إمكانية لتحقيق ذلك.

من جهته، وصف بنس قرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس بأنه «تاريخي»، لكنه شدد في تصريح لصحافيين مرافقين له على أن الولايات المتحدة تحترم دور الأردن كوصي على الأماكن المقدسة في المدينة وتدعم حل الدولتين.

وبعد الأردن، سيتوجه بنس إلى فلسطين المحتلة لإجراء محادثات مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو، اليوم (الاثنين). وسيلقي كلمة في الكنيست ويلتقي الرئيس رؤوفين ريفلين خلال الزيارة التي تستمر ليومين.

وسيزور بنس المسيحي الملتزم حائط الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق)، كما سيزور نصب ضحايا المحرقة النازية (ياد فاشيم) في القدس المحتلة.

اتصال مرتقب

في سياق آخر، صرحت مصادر دبلوماسية إسرائيلية بأن اتصالات جرت في الأيام الأخيرة بين إسرائيل والأردن تمهيداً لمكالمة هاتفية متوقعة بين نتانياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن المصادر القول إن هناك أيضاً نية لعقد اجتماع بين نتانياهو والملك عبد الله الثاني في المرحلة التالية. وأضافت أن نتانياهو يؤكد الأهمية الاستراتيجية في الحفاظ على العلاقات مع الأردن.

حادث السفارة

إلى ذلك، قال مصدران إسرائيليان أمس، إن إسرائيل لن تحاكم حارس أمن في سفارتها في عمان قتل أردنيين اثنين في يوليو، كما تطالب المملكة منذ فترة طويلة.

وذكر مصدر دبلوماسي أن وزارة الخارجية وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) سيراجعان البروتوكولات الخاصة بتصرفات الحارس وسلوكه «ويطلعان الأردنيين على النتائج».

وأشار المصدر إلى أن تفاصيل أخرى في ثنايا اتفاق التسوية. وفجّر الحادث خلافاً تمت تسويته الأسبوع الماضي.

وقال الأردن: إن إسرائيل قدمت اعتذاراً رسمياً ودفعت تعويضات لأسر الشهداء «وتعهدت بتنفيذ ومتابعة الإجراءات القانونية» المتعلقة بالقضية.

ولم يتسن الاتصال بمسؤولين أردنيين للتعليق على ما قاله المصدر الدبلوماسي. ورفض ناطق باسم الخارجية الإسرائيلية التعقيب.

ورداً على سؤال حول إمكانية محاكمة الحارس جنائياً، قال مسؤول إسرائيلي لـ«رويترز» شريطة عدم نشر اسمه، إن ذلك «مستحيل». لكن استمرار عمل الحارس مع أجهزة الأمن الإسرائيلية ربما محل شك بعد أن نشرت صحيفة أردنية اسمه وصورته.

Email