فرنسا تطالب بجلسة طارئة في مجلس الأمن وواشنطن تدعو لضبط النفس

الإمارات: تطورات عفرين تؤكد أهمية ترميم الأمن القومي العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار إشعال تركيا لسماء وأرض عفرين عبر إطلاقها عملية «غصن الزيتون»، ردود فعل دولية واسعة، ففي حين دعت واشنطن أنقرة إلى ضبط النفس، دعت باريس إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن، وضرورة وقف إطلاق النار في عفرين، بينما اعتبرتها مصر انتهاكاً للسيادة السورية، فيما دافعت أنقرة عنها مشيرة إلى أن كل من يعارض العملية التركية يأخذ جانب الإرهابيين.

وأعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية، معالي الدكتور أنور قرقاش، أن التطورات الأخيرة في مدينة عفرين السورية بعد العملية التركية، تؤكد أهمية العمل على إعادة بناء «مفهوم الأمن القومي العربي».

وقال معالي الوزير قرقاش، في تغريدة على «تويتر»، إن «التطورات المحيطة بعفرين تؤكد مجدداً ضرورة العمل على إعادة بناء وترميم مفهوم الأمن القومي العربي على أساس واقعي ومعاصر، فدون ذلك يهمّش العرب وتصبح أوطانهم مشاعاً».

في الأثناء، قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناويرت: «نحض تركيا على ممارسة ضبط النفس وضمان أن تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها، ودقيقة في أهدافها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين».

وأفادت الخارجية الأميركية بأن الوزير ريكس تيلرسون، أبلغ نظيريه التركي والروسي بأن بلاده قلقة للغاية بشأن الوضع في شمال غرب سوريا.

دعوة طارئة

وفي موقف فرنسي حازم، دعت باريس إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، لمناقشة التدهور العسكري في سوريا، داعية أنقرة إلى وقف هجومها على القوات الكردية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، على هامش اجتماع لمجموعة 5 + 5 لدول غرب حوض البحر المتوسط المنعقد في الجزائر، إن «فرنسا قلقة جداً إزاء الوضع في سوريا، وإزاء التدهور المفاجئ هناك». وتابع: «لهذا السبب طلبنا عقد اجتماع لمجلس الأمن لتقييم المخاطر الإنسانية الخطرة جداً»، داعياً إلى وقف المعارك وإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى الجميع.

معارك

وتحدث لودريان عن المعارك في منطقة عفرين السورية (شمال) التي دخلتها قوات تركية برية، كما أشار أيضاً إلى منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق التي تحاصرها قوات النظام السوري وتتعرض لقصف متواصل، وإلى منطقة إدلب التي تشهد نزوحاً كبيراً نتيجة المعارك فيها بين قوات النظام والمتشددين. كما دعت الخارجية الفرنسية في بيان تركيا إلى التحرك في إطار ضبط للنفس، مع الإشارة إلى أن فرنسا حريصة على أمن تركيا وسلامة أراضيها وحدودها.

وكان لودريان تحادث هاتفياً مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو، وتناولا الوضع في شمال سوريا بشكل خاص.

مطالبة

ولم يكتف بيان الخارجية الفرنسية بتناول الوضع في شمال سوريا، بل تطرق إلى الوضع في إدلب والغوطة الشرقية.

من جهتها، كانت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أكثر وضوحاً في مطالبتها تركيا بإنهاء عملياتها ضد الفصائل الكردية في سوريا، معتبرة أن ذلك يضر بجهود مكافحة تنظيم داعش.

أما روسيا، فأعلنت أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف بحث مع نظيره تيلرسون، الوضع المتوتر في شمال سوريا. وأضافت أن المحادثة الهاتفية تطرقت أيضاً إلى محادثات السلام المزمع إجراؤها في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود.

أما ألمانيا فحذرت على لسان وزير خارجيتها زيغمار غابريل، من مخاطر لا يمكن توقعها بسبب المواجهة العسكرية بين تركيا ووحدات كردية، في حين أكدت الخارجية الإيرانية أنها تتابع التطورات في عفرين بقلق بالغ، وأعربت عن أملها في إنهاء العمليات التركية ضد المدينة.

انتهاك للسيادة

عربياً، أعربت مصر عن رفضها للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في عفرين، معتبرة أنها تشكل انتهاكاً جديداً للسيادة السورية، وتقويضاً لجهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا. وجدد بيان للخارجية المصرية التأكيد على موقف مصر الثابت الرافض للحلول العسكرية، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري.

من جهته، وصف الرئيس السوري بشار الأسد التدخل التركي بأنه «عدوان غاشم».

بالمقابل، دافعت تركيا عن عمليتها العسكرية في عفرين، واعتبر وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو أن كل من يعارض العملية التركية يأخذ جانب الإرهابيين ويجب أن يعامل على هذا الأساس.

وأضاف تشاووش أوغلو الذي كان يتحدث للصحافيين خلال زيارة رسمية للعراق، أن أنقرة تتوقع أن تساند فرنسا العملية التركية.

Email