دمشق تتوعّد وواشنطن تنفي نوايا إنشاء قوّة كردية

تركيا مصرّة على التدخّل في سوريا وتنسّق مع روسيا

Ⅶ أطفال سوريون يطلبون الدفء في معسكر للنازحين قرب معبر باب الهوى بعد فرارهم من القتال جنوب إدلب | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

فجّر الاعتزام التركي التدخّل في عفرين السورية الجدل في ثلاث عواصم، ففيما كشفت أنقرة عن جدية نواياها في القيام بعمل جوي، وأنّها ستنسّق مع روسيا لمنع وقوع حوادث، هدّدت دمشق بالتصدي الحازم لأي تحرّك عدواني، فيما نفت واشنطن وجود نوايا لإنشاء قوّة كردية.

وأكّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنّ بلاده تبحث مع روسيا وإيران احتمال تدخل أنقرة جواً في سوريا. ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن جاويش أوغلو القول: «نبحث مع روسيا وإيران استخدام المجال الجوي، إننا بحاجة للتنسيق من أجل تدخل جوي محتمل، هذا يتطلب تنسيقاً جيداً لمنع وقوع حوادث».

وحضّ الوزير التركي، روسيا على عدم معارضة العملية العسكرية التي تعتزم تركيا شنها على منطقة عفرين، وقال إنه سينسق مع موسكو بهذا الشأن. وفيما لم يحدّد أوغلو موعداً لانطلاق عملية عفرين، أشار إلى أن الجيش مستعد لانطلاقها في أي وقت. وشدّد الوزير التركي على أنّ بلاده ليست مقتنعة بتصريح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بأنّ الولايات المتحدة لا تعتزم تشكيل قوة على الحدود السورية التركية.

بدوره، قال نائب رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة بكر بوزداج، إن القوة المزمع إنشاؤها بدعم أميركي تمثّل تهديداً لأمن تركيا القومي وسلامة أراضيها وأمان مواطنيها، مردفاً:

أكدنا أن هذه الخطوة خطأ كبير، نفد صبرنا، يجب ألا يتوقع أحد من تركيا أن تتحلى بمزيد من الصبر، في حال عدم تنفيذ مطالب تركيا، فإننا سنتخذ خطوات محددة في عفرين ومناطق أخرى لحماية مصالحنا، سنتخذ هذه الخطوات دون أن نضع في الاعتبار ما يمكن أن يقوله أي أحد، متى سيحدث ذلك؟ فجأة«.

وعيد سوري

بدوره، أكّد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أنّ بلاده ستقابل أي تحرك تركي عدواني أو بدء عمل عسكري بالتصدي الملائم. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن المقداد قوله: «نحذّر القيادة التركية أنه في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في منطقة عفرين.

فإن ذلك سيعتبر عملاً عدوانياً من قبل الجيش التركي على سيادة أراضي سوريا طبقاً للقانون الدولي المعروف لدى الجانب التركي، ننبه إلى أن قوات الدفاع الجوية السورية استعادت قوتها الكاملة، وهي جاهزة لتدمير الأهداف الجوية التركية في سماء سوريا، وهذا يعني أنه في حال اعتداء الطيران التركي على سوريا فيجب عليه ألا يعتبر نفسه في نزهة».

إلى ذلك، أكّدت وزارة الخارجية السورية، أنّ دمشق ليست بحاجة إلى دولار واحد من الولايات المتحدة لإعادة الإعمار، مشيرة إلى أنّ سياسات واشنطن تخلق فقط الدمار والمعاناة.

واعتبرت الوزارة أنّ الوجود العسكري الأميركي على الأراضي السورية غير شرعي، ويشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي واعتداء على السيادة الوطنية.

سوء فهم

في السياق، نفى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أن تكون لدى بلاده أي نية لإنشاء قوة تنتشر على الحدود بين سوريا وتركيا، مشيراً إلى أنّ المسألة التي أغضبت أنقرة لم تطرح بالطريقة الملائمة. وأضاف تيلرسون: «هذا الموقف برمته أسيء طرحه وأسيء تفسيره، كان كلام البعض غير دقيق، نحن لا ننشئ قوة حدودية على الإطلاق».

وأكّد تيلرسون إن جيش بلاده سيظل منخرطاً في سوريا، داعياً إلى الصبر حتى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مردفاً: «لا يجب أن يكون الأسد جزءاً من الطريق المستقبلي في سوريا، يجب إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، نظام الأسد فاسد، وأساليبه في الحكم والتنمية الاقتصادية تستثني بشكل متزايد جماعات إثنية ودينية معينة، مثل هذا القمع لا يمكن أن يستمر للأبد».

تدريب

أكّدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أنّ الولايات المتحدة تدرّب حلفاءها الأكراد في قوات سوريا الديموقراطية، مشدّداً على أنّها لا تعتزم إنشاء جيش كردي.

ولفتت إلى أنّ واشنطن تواصل تدريب قوات أمن محلية للتركيز على مسائل الأمن الداخلي، من أجل منع مقاتلي داعش من مغادرة سوريا، ومن أجل تحسين الأمن في المناطق المحررة. وشددت «البنتاغون» على أن مخاوف تركيا مشروعة، إلّا أنّ بلاده ستبقى شفافة بالكامل مع تركيا في جهود هزيمة داعش.

 

Email