سياسيون ومحللون لـ « البيان»: الأزمات التي تفتعلها قطر تلحق الضرر بالقضية الفلسطينية

قرقاش: التعرض للطيران المدني تصعيد يعكــس الارتباك والخوف من التهميش

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن تعرض قطر للطيران المدني الإماراتي تصعيد مصدره القلق والارتباك ومحاولة يائسة تخوفاً من التهميش في وقت أكد خبراء ومحللون لـ«البيان» أن تنظيم الحمدين يواجه عزلة إقليمية ودولية تدفعه إلى تحريك ملف الأزمة باتجاه التصعيد وليس الحل.


وكتب معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، تغريدة على تويتر تناول بها السلوك العدائي القطري تجاه الملاحة الجوية في الخليج العربي. وكتب معاليه: «في تطورات أزمة قطر خلال الأيام الأخيرة والتعرض للطيران المدني تفسيران، الأول أنه تصعيد مصدره القلق والارتباك، والثاني أنه محاولة يائسة تخوفاً من التهميش، ردنا سيكون متزناً وقانونياً وهدفه أمان الأجواء وأرواح الركاب».
عزلة الحمدين


في الأثناء، أكد خبراء ومحللون سياسيون لـ«البيان» أن قطر تلجأ إلى التصعيد في ملف الأزمة من أجل لفت الأنظار بسبب عزلتها الإقليمية والدولية.


تعكس القرصنة القطرية للطائرتين الإماراتيتين المتجهتين إلى العاصمة البحرينية المنامة، الحال التي وصل إليها نظام الحمدين من إفلاس وأزمة سياسية، فضلاً عن الشعور القاتل بالعزلة، بعد أن حسمت دول المقاطعة موقفها من نظام الدوحة البائس.


وبعيداً عن الجانب القانوني والشرعي الواضح في هذه المسألة، إذ يعتبر عدواناً وانتهاكاً للمواثيق الدولية، إلا أن هذا التصرف الأرعن يشير بالدرجة الأولى، إلى حالة من التخبط ومحاولة العودة إلى ساحة المشاكسات التي اعتادت قطر على ممارستها مع الأصدقاء والأشقاء.


وبحسب المراقبين للشأن القطري، فإن نظام الحمدين غارق في العزلة، ويحاول خلق المشكلات والأزمات مع دول الجوار، من أجل حلم العودة إلى التفاوض المجاني على عودته إلى الصف الخليجي، إلا أن المراقبين يؤكدون أن هذا بالنسبة لقطر وهم بعيد المنال، فالإجراءات التي اتخذتها دول المقاطعة حيال قطر، ساهمت في تحجيم هذه الدولة الصغيرة وأثمرت، وباتت قطر تتجه شرقاً وغرباً للخروج من القوقعة.
انتهاك للعهود


من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي السعودي إبراهيم ناظر في تصريح لـ«البيان» إن قطر لن تكف عن هذه الممارسات العدوانية، وهي تتجاوز بذلك الأعراف الدولية والبروتوكولات المعمول بها في مجال الطيران. وأضاف، مثل هذه الإجراءات يجب الرد عليها بقوة واتباع إجراءات دولية وخليجية صارمة، مشيراً إلى أن هذا التصرف يشير إلى أن الدوحة ما زالت تعمل على الإساءة لدول الخليج والعبث بأمن المدنيين.


وتساءل فيما إذا مرت حادثة اعتراض الطائرات القطرية للطائرتين المدنيتين دون حساب، هل ستتوقف قطر عن مثل هذه الممارسات، مؤكداً أن حياة المدنيين ليست لعبة أمام الإرهاب القطري، مشيراً إلى أن ذلك يتعلق بأمن المدنيين ويجب ألا يمر الأمر مرور الكرام.


التخبط القطري، ظهر جلياً بالنفي المرتبك وغير المنطقي، خصوصاً وأن الرادارات البحرينية ضبطت هذه الطائرات العدوانية، إذ أعلنت وزارة المواصلات والاتصالات البحرينية ورود تقرير يؤكد وقوع الحادثة.

موضحة أن المقاتلات القطرية اقتربت لمسافة ميلين من الطائرة التابعة لطيران الإمارات (رحلة رقم EK837 من طراز بوينغ 777 القادمة من مطار دبي الدولي ومتجهة إلى مطار البحرين الدولي)، الأمر الذي عرض حياة المسافرين وطاقم الطائرة للخطر، ما حتم على مراقبي الحركة الجوية بالبحرين التدخل الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة الحركة الجوية.


ورغم الدقة في بيان وزارة المواصلات والاتصالات، إلا أن الدوحة تمسكت بالنفي الكاذب، في محاولة للهروب من المحاسبة والملاحقة الدولية، خصوصاً وأن قطر باتت في أسوء سمعة دولية لها على كل المستويات، وتحاول من خلال النفي لملمة الفضيحة في مجال الطيران.
ضرورة العقاب


ويرى الكاتب السعودي الدكتور محمد العربي، في تعليق له على القرصنة الجوية القطرية، أن هذا ليس بغريب على سلوك الدوحة الإرهابي، فالدويلة التي تغذي الجماعات الإرهابية وتقوم بتبنيهم على أراضيها وخارج أراضيها، لا تتوانى عن إيذاء مسار الطائرات المدنية، مؤكداً أن قطر تعيش اليوم حالة من اليأس السياسي.


وأضاف الحربي؛ أن قطر بدأت بعد كل هذه العزلة بسياسة الانتحار على المستويات كافة، وهي الآن في ورطة وتريد أن تعود لأساليب المشاكسة، لكنها في كل مرة تخطئ في خياراتها. فالإمارات ليست بالدولة التي تقبل بمرور مثل هذه البلطجات القطرية.


وأكد على أهمية لجم قطر ووضعها عند حدها لوقف مثل هذه الممارسات الصبيانية، التي تؤكد إفلاس على كل المستويات، معتبراً أن هذا التصرف يعود إلى إرهاب الطائرات في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.


الخروج عن القوانين
هذه الممارسات القطرية، ضربت عرض الحائط بالعهود والمواثيق الدولية، وبهذا السلوك البلطجي، تكون قطر خرجت عن إعلان بغداد لمكافحة الأعمال غير المشروعة ضد سلامة الطيران المدني، الموقع من وزراء النقل العرب في الدورة الـ5 لمجلسهم الوزاري، باعتراضها الطائرتين المدنيتين، بعد 29 عاماً من توقيع قطر على الإعلان الذي جاء إدراكاً للمخاطر الأمنية الناجمة عن الأعمال غير المشروعة ضد سلامة الطائرات المدنية وتعريض الركاب للخطر،.

إضافة إلى أخذه التأثير السلبي لهذه العمليات على نشاط النقل الجوي، الذي صنف التهديد باستخدام القوة للاستيلاء على طائرة مدنية أو تهديدها، أو استخدام أي نمط من أنماط الإكراه مهما كان الدافع، أو المشاركة فيها، أمراً غير مشروع ضد سلامة الطيران المدني.


وقد ضبطت قطر بالجرم المشهود، إذ يشكل إخلالها بالتعاون في مكافحة الأعمال غير المشروعة ضد سلامة الطيران المدني بإعلان بغداد، من خلال عدم اتخاذها الإجراءات التي تحول دون حدوث أعمال غير مشروعة ضمن أقاليمها، إضافة إلى التهديد السافر للملاحة الجوية في الخليج العربي، كل ذلك يعتبر ظاهرة خطيرة تستوجب موقفاً خليجياً وعربياً موحداً، ذلك أن الدوحة يمكن أن تقوم بهذا العمل مرة أخرى وبحق دولة عربية أخرى.


ويرى باحثون وخبراء قانونيون أن خروج قطر عن المادة الـ23 من اتفاقية تحرير النقل الجوي بين الدول العربية التابع لـ«الهيئة العربية للطيران المدني»، يشكل ظاهرة مريبة تستدعي للقلق من نظام الحمدين، خصوصاً وأن مسألة الطيران مسألة حساسة، ولا يستبعدون توظيف نظام الحمدين لأذرع الإرهاب مرة أخرى، الأمر الذي ينعكس على أمن المدنيين في المنطقة والعالم.


ويرى الخبراء، أن هذا السلوك القطري اليوم سيكون أمام «الإيكاو» الجهة المعنية بسلامة وأمن الطيران، وعلى هذه الجهة أن تردع قطر عن مثل هذه الممارسات حتى لا تدب الفوضى في قطاع الطيران على يد دولة الإرهاب ونظامها المتمثل بنظام الحمدين.
تأجيج الخلافات


في السياق، اعتبر سياسيون فلسطينيون أن السلوك القطر تجاه الملاحة الجوية مرفوض ومدان ويعبر عن سياسية خطيرة تجاه جيران قطر، التي تسعى إلى تسعير الخلافات في الفترة الأخيرة.


وقالت عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ماجدة المصري، أنها ترفض هذا الأمر الخطير جداً، وان الشعوب العربية ليست بحاجة إلى تسعير الخلافات، وان الجميع يهتم بإنهائها خاصة أنها تتعلق بشعوب عربية من جهة، ومحاور رئيسية في الدول العربية.


وأضافت:«هذه الخطوة مدانة، وأي خطوة مشابهة من الممكن أن تؤجج الصراع العربي الداخلي، وسينعكس ذلك على الصراع الفلسطيني مع إسرائيل والمشروع الأميركي المطروح في هذه المرحلة، وبذلك يحاولون لفت النظر إلى أشياء بعيدة عن القدس».


من جهتها، قالت النائبة في المجلس التشريعي عن حركة فتح نعيمة الشيخ علي، إنها تقف مع الوحدة العربية، وعدم التعدي من أي طرف على الآخر، وتؤيد الاستقرار في الدول العربية، وان تعود قطر لعروبتها وحاضنتها الخليجية. معتبرة تعدي المقاتلات القطريات بالسافر على الطائرات المدنية الإماراتية، وان هذا التصرف القطري يؤثر فينا كفلسطينيين، لأننا في وضع صعب وقضيتنا على المحك.
وبينت أن هذه التصرفات القطرية زادت عن حدها تجاه إخوانهم العرب، خاصة أن قطر تتدخل في أكثر من دولة عربية بطريقة غير محترمة.


وأضافت: «المشكلة أساساً بين القطريين وبين أغلب الدول العربية، لأن القطريين يتدخلون في كل الدول العربية، ومن بينها مصر وسوريا واليمن والخليج، ويمتدون في كل مكان، وهو بالأساس تدخل غير إيجابي، في حين تقود فضائية الجزيرة عملية الإرباك في الشارع العربي، وعلى قطر أن تعود إلى حاضنتها العربية».


وأشارت إلى أن الفلسطينيين وقضيتهم الخاصة بالقدس، تنادي الوحدة العربية للتصدي لهذا التعنت والغطرسة الأميركية والإسرائيلية، ولولا التفكك العربي والفلسطيني لما تجرأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الإقدام على هذه الخطوة، التي أعلن عنها في وقت كانت فيه الأرضية خصبة نتيجة الخلافات العربية الداخلية بضم القدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل.


وتابعت: «في هذا الوقت بالذات ندق ناقوس الخطر، ويجب أن تعود اللحمة العربية إلى سابق عهدها لمواجهة التغول الإسرائيلي والأميركي، وما فعلته قطر هو لفت للأنظار عن القدس والقضية الفلسطينية».

Email