أكدت أن الخطوات تتم بالتنسيق مع دولة الإمارات

البحرين ترفع تقريراً إلى «إيكاو» للتحقيق في الاعتداء القطري

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفعت مملكة البحرين، بالتنسيق مع دولة الإمارات، تقريراً مفصلاً إلى منظمة الطيران المدني الدولية (إيكاو) حول اعتراض المقاتلات القطرية لطائرتي الإمارات، داعية إلى فتح تحقيق، بينما عرض تلفزيون المملكة تسجيلاً يوضح لحظة اعتراض الطائرتين، وسط إدانة سعودية للقرصنة القطرية، بينما قدمت منظمات حقوقية شكاوى ضد «تنظيم الحمدين» أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعد تعريض حياة المدنيين للخطر.

وأعلن وكيل وزارة المواصلات والاتصالات لشؤون الطيران المدني في البحرين، محمد ثامر الكعبي، أن المنامة رفعت تقريراً إلى «إيكاو» بشأن اعتراض مقاتلات قطرية طائرتين إماراتيتين في حادثين منفصلين.

وقال الكعبي في تصريحات للتلفزيون البحريني، أمس، إن مملكة البحرين خاطبت المدير الإقليمي لمكتب «إيكاو» في الشرق الأوسط بشأن الحادثين، واصفاً ما جرى بأنه «خطير».

وأوضح ذلك بالقول: أجرينا اتصالاتنا مع إيكاو للتواصل مع السلطات القطرية، ولفت انتباههم إلى خطورة ما قامت به المقاتلات القطرية، وخاطبنا رئيس مجلس إيكاو للتحقيق في الحادثة، وبدأت المنظمة التواصل مع السلطات القطرية ولفت انتباههم لخطورة ما حدث، وننتظر ردهم، لكننا طالبنا إيكاو بفتح تحقيق عاجل، لأن الطائرة تحمل ركاباً من جنسيات مختلفة.

وأشار إلى أن الخطوات البحرينية في هذا الإطار تتم بالتنسيق مع دولة الإمارات، وجميع الجهات المعنية بسلامة الطيران، معرباً عن أمله في أن تولي هذه الجهات هذه الحادثة الاهتمام الذي تستحقه.

تسجيل الرادار

من جهته، بثَّ التلفزيون البحريني، مقطعاً لتسجيل أجهزة الرادار يوضح لحظة اعتراض المقاتلات القطرية للطائرتين الإماراتيتين. وذكرت هيئة شؤون الطيران المدني في البحرين أنه «في تمام الساعة 9:35 بالتوقيت المحلي، قامت مقاتلتان عسكريتان لدولة قطر قادمتين من المجال الجوي لقطر، بقطع مسار طائرة الخطوط الجوية لطيران «الإمارات» رحلة رقم EK837 من طراز بوينغ 777 القادمة من مطار دبي الدولي ومتجهة إلى مطار البحرين الدولي وتسلك الممر الجوي UP 669 في رحلة اعتيادية مجدولة ومستوفية كافة الاشتراطات».

وجاء في تقرير الهيئة أن المقاتلات القطرية اقتربت لمسافة ميلَيْن تقريباً من طائرة «الإمارات»، الأمر الذي عرَّض حياة المسافرين وطاقم الطائرة للخطر، ما حتَّم على مراقبي الحركة الجوية بمملكة البحرين التدخل الفوري، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة الحركة الجوية.

وأوضح الكعبي أن الحادثة الثانية وقعت في تمام الساعة 10:21 صباحاً بتوقيت البحرين، حيث تتبعت مقاتلات قطرية طائرة تابعة لطيران «الاتحاد» كانت قادمة من مطار أبوظبي في طريقها إلى مطار البحرين. وأوضح أن المقاتلات القطرية تتبعت رحلة الاتحاد (EY23B) حوالي 3 أميال، الأمر الذي هدد سلامة ركابها من المدنيين، والمراقبان الجويان بدآ في تطبيق الإجراءات وتدخلوا وأوقفوا هبوط طائرة «الاتحاد».

من جهتها، دانت الخارجية السعودية، اعتراض مقاتلات قطرية طائرتين مدنيتين قادمتين من الإمارات إلى العاصمة البحرينية المنامة، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية «إدانة المملكة العربية السعودية لاعتراض مقاتلات قطرية لطائرتين مدنيتين إماراتيتين متجهتين إلى عاصمة مملكة البحرين المنامة، وذلك حسب ما جاء في بيان الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية».

واعتبر المصدر أن «هذا الإجراء يشكل تهديداً لسلامة الطيران المدني وخرقاً للقوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، مع الأخذ في الاعتبار أن بياني الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية، أكدا أن الرحلتين اعتيادية مجدولة ومعروفة المسار ومستوفية للموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دولياً».

شكوى حقوقية

في الأثناء، قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، والرابطة الخليجية للحقوق والحريات، في بيان، إن سلوك الدوحة يعد تهديداً للأمن الجوي واختراقاً للمعاهدات والقوانين الدولية بشأن سلامة الطيران وأبرزها معاهدة (شيكاغو) بشأن الطيران المدني وسلامته عام 1944.

وأعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا عن «مساندتها ودعمها للإجراءات القانونية اللازمة التي تتخذها مؤسستا الطيران في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مع الهيئات الدولية المعنية بخصوص هذه الحادثة التي هددت أمن الركاب وطاقم الطائرة».

كما أعلنت المنظمة العربية والرابطة الخليجية عن تقديم شكوى حقوقية ضد قطر لانتهاكها الخطير لحقوق وسلامة الركاب والعاملين بالطائرة، إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وإلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف وإلى منظمات حقوقية دولية، كما ستدعو مجلس حقوق الإنسان لمناقشة هذه الحادثة الخطيرة في الدورة 37 للمجلس.

إيران تهب لمساندة تابعها المأزوم

في الوقت الذي يجد نظام قطر نفسه في مأزق أشد خناقاً إثر قرصنته الجوية بحق طائرتين مدنيتين إماراتيتين، يهب النظام الإيراني لاستغلال الموقف - كعادته- ومحاولة إسناد تابعه القطري.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن إيران «كانت وستبقى إلى جانب حكومة قطر وشعبها»، وفق تعبيره، داعياً إلى «الاستفادة من الطاقات والقدرات المتاحة لتطوير العلاقات بين الجانبين». ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن روحاني القول، لدى استقباله رئيس البرلمان القطري أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود، إن «إيران وقطر بلدان صديقان وشقيقان، وقد أثبتا أخوتهما تجاه بعضهما بعضاً في السراء والضراء»، فيما يرى مراقبون أن العلاقة بينهما لا تتعدى الاستغلال والانتهازية السياسية، وفق علاقة المتبوع بالتابع. وأعرب رئيس البرلمان القطري عن تقديره لما أسماه «الدعم المؤثر» الذي تقدمه إيران لقطر في الظروف الأخيرة.

Email