خبراء يؤكدون لـ«البيان» إفلاس تنظيم الحمدين وعزلته عربياً ودولياً

اعتراض قطر طائرتين مدنيتين سلوك عدواني وتصعيد ممنهج للأزمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاءت عمليات اعتراض مقاتلات قطرية لطائرتين إماراتيتين مدنيتين اعتياديتين محددتي المسار سلفًا ومستوفيتين جميع الموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دولياً، ليؤكد بما لا يدع مجالًا للشك ضعف موقف دوحة الإرهاب، التي تعيش حالة من التخبط الواضح والمستمر مع استمرار المقاطعة وما تتكبده من خسائر باهظة تدفعها لردود أفعال انتقامية غير محسوبة وتمثل انتهاكًا صريحًا ومباشرًا للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

وعبّرت تلك الحالة صراحة عما تشهده الدوحة من اضطراب وتخبط ناتج عن ضعف الموقف وتأزمه بالنسبة لها، بينما في الجهة المقابلة يؤكد ذلك صحة وسلامة موقف دول المقاطعة التي حذّرت من الانتهاكات القطرية والتي راحت تضيف إليها الدوحة انتهاكات جديدة للقانون الدولي، بما يتطلب ردعًا لتلك الدولة التي تعتمد على سياسات خارجية عدائية وموالية وداعمة للعناصر والكيانات الإرهابية التي تمثل خطرًا على الأمن والسلم ليس في الإقليم فقط بل في العالم أجمع.

تحرش قطري

ويشير القانوني المصري ورئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، نجيب جبرائيل، إلى أن اعتراض قطر لطائرات مدنية إماراتية يعتبر نوعًا من أنواع محاولة استفزاز دولة الإمارات لما تقوم به من دورٍ كبير وفعّال في إطار مقاطعة قطر، وهو نوع من أنواع التحرش القطري بالإمارات «ولا أعتقد بأن تلك الممارسات التي تنتهك القانون الدولي قادرة أو سوف تكون مجدية أو تستطيع قطر من خلالها تحقيق شيء»، مشددًا على ما يبدو من اتفاق واسع بين الدول الأربع على الاستمرار في المقاطعة والوقوف بقوة في وجه السياسات العدائية القطرية.

ويستطرد: إن مجرد اعتراض طائرات إماراتية مدنية من قبل قطر هو موقف يعكس بوضوح تام ضعف الموقف القطري في الأزمة الراهنة. ويجب أن تدرك الدوحة أن دول المقاطعة على قلب رجل واحد، وأن الهجوم على الإمارات بالتصريحات المختلفة أو الاعتداء عليها مثل عمليات اعتراض الطائرات المدنية يمثل اعتداءً على باقي الدول التي تقف مع الإمارات بقوة. مشددًا في السياق ذاته على أن هنالك العديد من المسارات القانونية التي يمكن أن تسلكها الإمارات في مواجهة هذا الانتهاك القطري السافر للاتفاقيات الدولية المنظمة للطيران، وأن يتم تصعيد المسألة للأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة، فضلًا عن إمكانية دعوة مجلس التعاون الخليجي لاتخاذ قرارات ضد قطر.

ولقطر سجل حافل بالانتهاكات، تضم إليه بتلك الواقعة انتهاكًا جديدًا يُمكن أن يُستغل ضدها من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، في إطار ملاحقة قطر دوليًا في المسارات القانونية المتاحة المختلفة، وهو ما أكد عليه بيان هيئة الطيران المدني الإماراتية التي «تدرس الخيارات القانونية المتاحة لدى المنظمة الدولية للطيران المدني الايكاو والمنظمات الأخرى ذات الصلة».

استنفاد الأدوات

ويعتقد عضو وفد مصر الدائم بالأمم المتحدة سابقا السفير جلال الرشيدي، بأن الدوحة استنفدت أدواتها كافة، وهي في ذلك الإطار تبدأ في اتخاذ إجراءات «مناكفة ومشاغبة» تستهدف من خلالها دول المقاطعة الأربع، وهو ما يمثل إيذانًا ببدء العديد من العمليات المشابهة التي تفتقد الحكمة، وهو نهج يعبر عن مدى التخبط الذي وصلت إليه الدوحة في تعاملها مع الأزمة، خاصة أنها كانت تراهن على مسألة الوقت وتعتقد بكون المقاطعة وآثارها سوف تنتهي مع مرور الوقت، غير أنها اصطدمت بواقع مغاير، وبالتالي تتخذ إجراءات من أجل استفزاز الدول الأربع.

وهي إجراءات وخطوات غير محسوبة العواقب.ويوضح الرشيدي أن الآثار الاقتصادية للمقاطعة ظهرت بقوة على قطر وكلما يمر الوقت تتعرض الدوحة لمزيد من الضغوط الاقتصادية، وهي في مواجهة ذلك تحاول أن ترد من جانبها، وقد جاءت عملية اعتراض طائرات إماراتية مدنية ضمن خطوات من المتوقع أن تتخذها قطر خلال المرحلة المقبلة في إطار المناكفة القطرية لدول المقاطعة، وعلى ما يبدو أن الدوحة تُشغِّل خبراء أجانب ليُديروا لها الأزمة ويرسمون لها خطواتها المستقبلية.

ويلفت الدبلوماسي المصري في السياق ذاته إلى أن قطر ظنّت أنها بما لديها من إمكانيات مادية أنه في استطاعتها أن تهزم دول المقاطعة، من خلال الترويج لنفسها في أوروبا ودفع بعض الدول للضغط على الدول الأربع، وهو رهان ثبت فشله، وعليه لن تجني قطر سوى المزيد من الخسائر والعزلة.

مشكلة مصطنعة

في الأثناء، قالت مصادر دبلوماسية عربية لـ«البيان» إن نظام الدوحة بات يصطنع المشاكل للفت الإنتباه إلى عزلته التي بات يشعر بتداعياتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية عليه، مشيرة إلى أن أكثر ما يرهق سلطات قطر هذه الأيام هو حالة التخبط التي بات يواجهها النظام، بعد أن أكدت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أنها تعتبر الأزمة مع قطر صغيرة، وغير جديرة بالتركيز عليها.

وأبرز ت المصادر أن النظام القطري كلما ران الصمت حوله، ووجد نفسه يلوك عزلته، يتجه للبحث عن فبركات أو أكاذيب حول دول المقاطعة، أو يعمل على إثارة مشاكل تلفت إليه الإنتباه، أنه تماما كالطفل الصغير الذي لا يجد غير المشاغبات وسيلة لفرض وجوده بين الكبار.

وأضافت المصادر أن قطر زعمت الأسبوع الماضي أن طائرة حربية إماراتية اخترقت مجالها الجوي في الثالث من يناير الجاري، وسعت إلى تدويل هذه الفرية عبر إعلانها عن توجيهها رسالتين متطابقتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن الدولي، بشأن قيام طائرة نقل جوي عسكرية إماراتية، قادمة من المجال الجوي لدولة الإمارات ومتجهة إلى البحرين، باختراق مجالها الجوي.

وتابعت المصادر أن قطر، وبعد أن فشلت في لفت أنظار العالم إليها بدعوى إنتهاك طائرة إماراتية لأجوائها، اتجهت هذه المرّة لتقلب المشهد، من خلال اعتراض مقاتلاتها طائرة مدنية إماراتية خلال رحلة اعتيادية إلى المنامة أثناء تحليقها في المسارات المعتادة، وهذا يعني أن نظام الدوحة بات يعمل على المزيد من التصعيد بعد أن خابت كل مساعيه السابقة للظهور في مظهر الضحية، حتى وإن كانت تصرفاته الصبيانية تهدد أمن وسلامة حركة الطيران المدني في المنطقة.

ولفتت المصادر إلى أن النظام القطري أثبت مرة أخرى عدوانيته، وأكد أنه مستعد لممارسة الإرهاب في الأرض والجو والبحر، دون أن يعلم أنه يسارع إلى نهايته بمثل هذه التصرفات الصبيانية، وأبرزت أن ما يهم قطر هو الفرقعات الإعلامية التي يحاول من خلالها الظهور، حيناً في صورة الجاني وأحياناً في صورة الضحية، وهي في كل الحالات تؤكد عجزها على الخروج من العزلة التي حُشرت فيها بسبب دعمها للإرهاب وتآمرها على أمن واستقرار المنطقة الخليجية والعربية وتحولها إلى أكبر ممول للخلايا والشبكات الإرهاب على مستوى العالم.

استغلال الملاحة

ووفق ذات المصادر، فإن نظام الدوحة يسعى إلى استغلال رحلات الطيران في خدمة مغامراته ومؤامراته، رغم أن منظمة الطيران المدنى الدولى «الإيكاو» وجهت إليه صفعة قوية أواخر يوليو الماضي عندما دعته إلى تجنب الخوض في الأمور السياسية والالتزام بالأمور الفنية التي هي من اختصاص منظمة «الإيكاو»، رداً على شكوى تقدم بها ضد الدول المقاطعة التي أعلنت عن تخصيص ممرات طوارئ جوية للطائرات القطرية، وقالت إن تخصيص الممرات الجوية للطائرات القطرية تم بالتوافق مع سلطات الطيران المدني، في كل من الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، لتستخدمها الشركات القطرية «كما هو معمول به في حالات إغلاق المجالات الجوية الإقليمية».

إلى ذلك، قال مراقبون إن اعتراض مقاتلات قطرية طائرتين مدنيتين إماراتيتين، يعبّر عن حالة التخبط التي يواجهها نظام الدوحة، بعد أن أدرك أن الدول المقاطعة لم تعد تعره أي إهتمام، وباتت تكرّس وقتها وجهودها لخدمة شعوبها وبناء مشاريعها الوطنية، وحماية أمنها الوطني والقومي، كما يأتي في سياق سعي حكام قطر إلى نفض غبار العزلة عن أنفسهم، بعد أن تبين للعالم أجمع حق الدول المقاطعة في جميع الإجراءات التي اتخذتها ضد النظام الإرهابي في الدوحة. ويرى المراقبون أن النفي القطري للحادثة يدخل في إطار الأسلوب ذاته التي سبق أن اعتمدته الدوحة منذ سنوات خلت.

فقد نفت تورطها في دعم الإرهاب وتمويل الميليشيات ودعم المتمردين واستقبال القتلة وتسليح العصابات وتخريب المجتمعات واحتضان الملاحقين أمنياً وقضائياً من دولهم، ونفت تآمرها ضد الدول العربية، وتورطها في إسقاط الأنظمة وتدمير البلدان، ونفت علاقاتها مع الصهاينة والقاعدة وداعش والإخوان ونظام الملالي في إيران والحوثيين، رغم أنها تدرك أنها فعلت كل ذلك، ولا تزال تسير على نفس المنهج العدواني مدفوعة بمشروعها التخريبي الذي جعلها اليوم في وضع الكيان المعزول من الجار والشقيق والصديق.

محاولات خبيثة

يقول المعارض القطري راشد المانعة لـ «البيان»: إن تلك العمليات هي محاولة قطرية لجذب أنظار المجتمع الدولي، وهذا ملاحظ جدًا من خلال محاولتها لتدويل جميع المواقف الإقليمية لصالحها بقصد تشكيل ضغط على رباعي المقاطعة. مردفًا: «أعتقد بأن رد الشقيقة الإمارات سيكون حاضرًا على جميع الأصعدة ابتداءً بالدبلوماسي».

ويشدد في السياق ذاته على أن أمير قطر بمحاولاته تلك «يزيد من شق الصف بين الأشقاء.. ويسير لوجهة مجهولة». «وهنا نسأل : أين كانت مقاتلاتنا التي اعترضت الطائرتين الإماراتيتين عندما اخترقت أجواؤنا من قبل المقاتلات الإماراتية كما يزعمون؟ أم أن إثبات القوة فقط يكون في مواجهة المدنيين العزّل؟!».

 

Email