خبراء يؤكدون لـ«البيان» الطبيعة الإجرامية للميليشيات

تهديدات الحوثي بضرب الملاحة تعبير عن الهزيمة

Ⅶ أطفال يمنيون على أطراف الحديدة في حالة مزرية نتيجة لصوصية ميليشيات الحوثي الإيرانية | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء ومحللون سياسيون لـ«البيان» أن تهديدات الحوثيين بإيقاف الملاحة في البحر الأحمر إفلاس ومحاولة بائسة لإثبات الوجود، وتعكس الاضطراب والهزائم التي تعيشها ميليشيات إيران في ظل الانتصارات الكبيرة التي تحققها قوات الشرعية بإسناد من التحالف العربي.

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء عبد المنعم كاطو، إن تهديدات الحوثيين بإغلاق الممر الملاحي الاستراتيجي في البحر الأحمر إذا واصل التحالف تقدمه صوب ميناء الحديدة باعتبار ذلك ضمن ما وصفه الانقلابيون بـ«الخيارات الاستراتيجية» ما هي إلا محاولات بائسة للتغطية على هزائمهم وصعوبة موقفهم في الفترة الراهنة.

وشدد كاطو، في تصريح لـ«البيان» من القاهرة، على أن الحوثيين موقفهم صعب للغاية الآن، على اعتبار أن الجيش اليمني مدعوماً بقوات التحالف قد حقق انتصارات كبيرة جداً خلال الفترات الماضية، وقد أدرك الحوثيون صعوبة موقفهم واستحالة تمددهم ونجاحهم ميدانياً، ومن ثمّ يخوضوا حرباً نفسية في محاولة بائسة للتأثير على معنويات الجيش والشعب اليمني.

ويسعى الحوثيون من خلال تلك التهديدات إلى إثبات الوجود، وفق تعبير كاطو الذي شدد على أن تلك التهديدات تكشف إفلاسهم الكبير. ذلك في الوقت الذي أكد فيه الخبير العسكري المصري على أنه «لا يجب أن تقلقنا مثل تلك التصريحات أو نأخذها دائماً على محمل الجد، على اعتبار أنها جزء من الدعاية التي يقوم بها الحوثيون وعمليات التخويف والحرب النفسية».

وتابع الخبير العسكري والاستراتيجي المصري قائلاً: «القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية مدركة لكل التهديدات المحتملة في البحر الأحمر، وهناك يقظة شديدة، وخطط بكل الإجراءات التي يمكن أن تنفذ، ولا يجب أن نخشى أو نخاف من أي تهديد، وهناك تأمين على أعلى مستوى».

أهداف

بدوره، أكد عضو مجلس النواب الأردني، محمد أرسلان أن حماية الممرات المائية مسؤولية دولية بحسب القانون الدولي، ولا يحق لأي قوة أو الدولة أن توقف أو تمنع الاستفادة منها. فالمستفيد من هذه الممرات هو كل الدول وليس دولة بعينها، الميليشيات الحوثية منذ البداية كان من أهم أهدافها هو السيطرة على مداخل البحر الأحمر، من خلال الجزر الموجودة في مضيق باب المندب.

وأضاف أرسلان: «بالطبع هذه الأهداف تمثل رغبة إيرانية بالدرجة الأولى، تحققت من خلال الحوثيين لهم، للسيطرة على المدى البعيد على خطوط ناقلات النفط، وبالتالي تكون إيران قادرة على القيام بعمليات مضادة في حال وقع عليها المزيد من العقوبات والحصار. الآن مع المعطيات على الساحة الإيرانية وتقدم قوات التحالف العربي والجيش اليمني بالقرب من الحديدة، سنشهد في الفترة المقبلة المزيد من التصعيد خاصة بموضوع الشواطئ والجهة التي تسيطر عليها».

من جهته أوضح الكاتب الصحافي، جهاد أبو بيدر، أن «هذا التهديد لم يكن التهديد الأول من نوعه، وهو مؤشر عن حالة الاضطراب التي تعيشها الميليشيات وتحد واضح للقوانين الدولية والإنسانية. وقد شهدنا حالات كثيرة تم فيها استهداف السفن والبواخر. في الحقيقة التقدم الذي يحققه الجيش اليمني في أكثر من جبهة بدأ يشكل خناقاً على هذه الميليشيات، ومن هنا يصبح التهديد الوسيلة الوحيدة التي تعكس مخاوفهم».

وأضاف أبو بيدر: «في الحقيقة يجب أن يكون هنالك تحرك صارم من قبل الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية من اجل وضع حد لهذه التهديدات، ومحاولة السيطرة على المطارات والموانئ، فهذه الميليشيات تنتهك وترتكب الجرائم بلا توقف، وفي النهاية فإن الشعب اليمني هو المتضرر، فكيف سيحصل على الإغاثات في حال تضررت الملاحة».

طبيعة

وكان رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى في اليمن صالح الصماد أعلن عن إمكانية قطع المتمردين الحوثيين الملاحة في البحر الأحمر، في حال واصل التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية العمليات باتجاه الحديدة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد،.

فالتهديد جاء أثناء اجتماع الصماد مع نائب مبعوث الأمم المتحدة لليمن، معين شريم، في صنعاء، الأمر الذي يعد توثيقا جديدا للطبيعة الإرهابية لميليشيات الحوثي الإيرانية، وذلك بعد أقل من عام على تهديد آخر بتحويل البحر الأحمر إلى «ساحة حرب». ففي يوليو 2017، قال المتمردون الحوثيون في بيان لهم إنهم سيحولون «البحر الأحمر إلى ساحة حرب».

وجاء هذا البيان بعد يوم من استهدافهم ميناء المخا بواسطة قارب مسير محمل بالمتفجرات، اصطدم بالرصيف البحري للميناء، بالقرب من مجموعة من السفن الراسية، لكن من دون وقوع أضرار أو إصابات في الأرواح.

وسبق أن استهدفت ميليشيات الحوثي الإيرانية سفناً وبوارج في البحر الأحمر، وهذا السجل الأسود الذي يهدد الملاحة الدولية، دفع قوات الشرعية اليمنية والتحالف العربي لإطلاق معركة الساحل الغربي.

تدمير

كانت قوات التحالف العربي في اليمن أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري تدمير زورق حربي لميليشيات الحوثي، غرب ميناء الحديدة، الأحد الماضي، في وقت قتل العشرات من مسلحي الحوثي بقصف جوي. وقال التحالف إن الزورق كان يجوب مياه البحر الأحمر ويشكل تهديدا للملاحة البحرية، إذ كان يستهدف سفناً تجارية. وفي نوفمبر 2017، أعلن التحالف إحباط عمل وشيك كانت الميليشيات تعده لاستهداف الملاحة في البحر الأحمر.

Email