قطر تتجسس على القبائل الليبية بعد الفشل في اختراقها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت مصادر من المجلس الأعلى للمدن والقبائل الليبية أن نظام الدوحة يحاول التجسس على مجالس القبائل الكبرى في البلاد، بسبب مواقفها الرافضة للإسلام السياسي، ولمحاولات التدخل القطري في شؤونها.

وأضافت أن قطر حاولت في مناسبات عدة اختراق القبائل الليبية الكبرى مثل ورفلة والمقارحة والصيعان وورشفانة والقذاذفة والعجيلات من خلال الإغراءات المالية لأشخاص تم استدراجهم لاجتماعات في تونس ومصر وتركيا وإيطاليا وبعض الدول الأخرى، إلا أن جميع تلك المحاولات فشلت، لأن التعامل مع قطر بات يمثل عاراً بنظر أغلبية الشعب الليبي وبخاصة القبائل.

وأبرزت المصادر أن نظام الدوحة يسعى منذ أشهر للبحث عن طرف خيط يوصله إلى مقر إقامة سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الليبي الراحل الذي غادر مكان احتجازه في مدينة الزنتان (غرب) في يونيو الماضي تنفيذاً لقرار العفو العام الصادر عن مجلس النواب المنتخب ومقره طبرق (غرب).

مضيفة أن قطر وحلفاءها من قيادات الإخوان والجماعة المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة، مستاؤون من موقف القبائل الليبية، سواء الموجودة في شرقي البلاد، والتي تدعم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، أو الموجودة في غربي البلاد وجنوبها، والتي لا يزال أغلبها موالياً للنظام السابق.

نظام منبوذ

وأبرزت المصادر أن النظام القطري يدرك أنه منبوذ من الشعب الليبي، ومتهم بالتآمر على البلاد والتورط في دعم الإرهاب وتدمير مؤسسات الدولة، كما بات يدرك أن حلفاءه من الإسلاميين مرفوضون من القبائل الليبية ذات الثقل الديموغرافي الفاعل والمؤثر في كامل أرجاء البلاد.

ولذلك سعى في مناسبات عدة لدعم الميليشيات المسلحة خلال هجوماتها الممنهجة على القبائل، ما تسبب في سقوط مئات الضحايا خلال السنوات السبع الماضية، وخاصة في بني وليد وسبها وورشفانة والعجيلات والمقارحة، كما كان التدخل القطري وراء المواجهات القبلية كالتي حدثت بين الطوارق والتبو، والقذاذفة أولاد سليمان، والزنتان والمشاشية، وهو ما أدركته القبائل الليبية التي نجحت في إخماد الفتنة الاجتماعية ووجهت كل قواها لمكافحة الإرهاب والتطرف المدعوم من نظام الدوحة.

وكان أعيان القبائل الليبية شجبوا الدور القطري في ليبيا، متهمين الدوحة بدعم الإرهاب في الداخل الليبي، وقال الشيخ الطيب الشريف: إن دولة قطر تتحرك في اتجاه زعزعة الاستقرار الليبي حيث تقدم الدعم للإرهابيين بالمال والسلاح.

وأوضح الشيخ عادل الفايدي، منسق القبائل الليبية، أن التدخل القطري في ليبيا أفسد الكثير من الجهود وقوضها، ولعل من ضمن أسباب تفاقم الوضع في ليبيا قطر وسياستها سواء بتدخلاتها في الشؤون الداخلية في ليبيا ودعمها للمتشددين والإرهابيين على الصعيد الداخلي أو بعرقلة أي توجه عربي ضمن جهود الجامعة العربية، مشدداً على أن القبائل في ليبيا وفي كل اجتماع تشير إلى التدخل القطري والدعم المقدم منها للإرهابيين والمتشددين.

أياد خفية

إلى ذلك، اتهم المتحدث السابق باسم الحكومة المؤقتة عبد الحكيم معتوق نظام الدوحة بالعمل على تدمير النسيج الاجتماعي للبلاد، مشيراً إلى وجود أياد قطرية خفية قامت بتحريض الأطراف القبلية على بعضها، والدفع بها إلى حالات الاحتراب، مشيراً إلى تنقل عناصر تنظيم داعش في ظل الأجواء المفتوحة والمطارات التي لا تزال غير مدنية على الرغم من محاولة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فرض سيطرته عليه مثل مطار معيتيقة في طرابلس.

ووصف معتوق ليبيا بحلم قطر لإقامة دولة الخلافة الإسلامية انطلاقاً منها، فالدور القطري في البلاد جزء من مشروع ولا يمكن اختزال 7 سنوات عجاف مرت بها في هذا الحراك المسلح الذي تقوم به التنظيمات العقدية.

وقال معتوق إن قطر أسست لجماعات مدنية سياسية وإعلامية تلقت أموالاً منها وهذه هي المشكلة والديدن الرئيس في حالة الانقسام الذي يحدث الآن في ليبيا، مبيناً بأن ما وصلت له البلاد اليوم نتيجة حتمية لسقوط الكثير من الواجهات خلال العامين 2011 و2012 في فخ الدوحة عندما استدرجتها واستوعبتها ووعدتها وقدمت لها الدعم المادي واللوجستي لتكون أدوات طيعة بيد قطر.

ثأر قبلي

ووفق مصادر قبلية ليبية، فإن النظام القطري حاول شراء ذمم بعض الأعيان لكنه فشل، كما أن كل من تعامل مع قطر خسر موقعه الاجتماعي داخل قبيلته، مضيفاً أن الوضع الليبي له خصوصياته، وأغلب القبائل باتت تعتقد أن لها ثأراً مع تنظيم الحمدين، خصوصاً وأن الأمر يتعلق بدماء سفكت، كما حدث في حالة العقيد معمر القذافي الذي كانت قطر وراء اغتياله بعد أسره حياً وهو زعيم قبلي، ينتمي إلى قبيلة القذاذفة ذات التحالفات الواسعة مع قبائل عدة مثل ورفلة والمقارحة وترهونة والصيعان وورشفانة، وكذلك في حالة وزير الدفاع الأسبق أبوبكر يونس جابر من قبيلة المجابرة، وعبد الفتاح يونس من قبيلة العبيدات. يضاف إلى ذلك أن القبائل الليبية أدركت حجم المؤامرة الإخوانية القطرية التي انطلقت منذ العام 2011 لتطيح بالدولة.

ويرى مراقبون أن هذا الوضع دفع بنظام الدوحة إلى اختراق النسيج القبلي المناوئ لها، ولكنها عجزت عن ذلك، وباتت تعمل على التجسس على القبائل ومجالسها الاجتماعية، وبخاصة على المجلس الأعلى للمدن والقبائل الليبية الذي ينشط في الداخل والخارج، ويقوم بتحرك كبير في العواصم العربية والأفريقية والأوروبية للتعريف بمواقفها الداعمة للمصالحة والرافضة رفضاً كاملاً لدور قطر وحلفائها.

Email