وسائل للثورة شجعتها طهران ضد العرب ورفضتها في الداخل

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ وقوع ثورة الخميني في إيران 1979 وهي تشجع الشعوب العربية على الثورة ضد حكامها، مستخدمة عدداً من الشعارات تخبئ وراءها أهداف طهران في تنصيب نظم حكم جديدة موالية لها.

ونشطت إيران في هذا الأمر خاصة منذ ما يسمى بثورات الربيع العربي عام 2011، والتظاهرات التي أعقبتها خاصة في مصر وليبيا واليمن والبحرين، وكذلك مظاهرات موالية لإيران في دول خارج الشرق الأوسط مثل نيجيريا.

واستخدمت إيران وسائل عدة لتشجيع هذه التظاهرات حتى العنيفة منها، بتدخلها المباشر عبر الميليشيات وتمويل وسائل إعلام مؤيدة لها، وإصدار وزارة الخارجية بيانات تندد بما تصفه بقمع حكومات تلك الدول للمظاهرات.

في المقابل، عندما قامت مظاهرات ضد نظام الحكم في إيران، والتي اندلعت منذ الخميس الماضي، تحدثت إيران بلسان مختلف، رافضة كل ما قبلت به من المتظاهرين في دول أخرى.

التظاهر دون ترخيص

دأبت إيران على تشجيع التظاهرات التي تخرج دون ترخيص في الدول التي تستهدفها مثل مصر واليمن والبحرين ولبنان وغيرها، حتى وإن حمل بعض المتظاهرين السلاح ضد الدولة وأحرقوا مؤسساتها وأشاعوا القتل في البلاد، قائلة إن ذلك «من حقوق الشعوب لنيل حريتها».

ووصل الأمر بمرشد إيران علي خامنئي خلال المظاهرات وأحداث العنف التي شهدتها مصر عام 2011 إلى أن يخرج على الشعب المصري والشعوب العربية بخطبة خاصة موجهة لهم وهو يتحدث باللغة العربية - في سابقة لم تحدث من قبل - يحيي تلك التظاهرات، كونها أودت بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذي كان خصماً عنيداً لإيران.

في المقابل.. عندما خرجت المظاهرات في إيران حذّر وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي المتظاهرين من الخروج عن «الأطر القانونية» في المطالبة بحقوقهم، مطالباً إياهم بتفويت الفرصة على «بعض المخربين الذين يتسببون في إضرار للممتلكات والمال العام».

كما قال رحماني، في تصريحات للتلفزيون الرسمي: «سنحاسب المتظاهرين على أفعالهم وسنجعلهم يدفعون الثمن».

الشؤون الداخلية

دأبت إيران على التدخل المباشر وغير المباشر في شؤون الدول التي تستهدفها، سواء عبر الميليشيات المسلحة لنشر العنف والإرهاب وإضعاف الاقتصاد، أو عبر وسائل الإعلام التي تمولها لنشر السخط ضد الحكومات المستهدفة، أو عبر نشر مذهبها بطرق غير مشروعة.

ويصل الأمر لإصدار وزارة الخارجية الإيرانية بيانات تهاجم تلك الحكومات إذا ما ردعت التظاهرات المضادة لها.

في المقابل.. رفضت وزارة الخارجية الإيرانية أي تعليقات من دول أخرى تؤيد التظاهرات القائمة ضد حكم الملالي.

واعتبرت على سبيل المثال أن تصريحات نظيرتها الأميركية وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤيدة للتظاهرات تعد تدخلاً غير مقبول في شؤون إيران الداخلية.

صرخة المظلومين

دأبت إيران على تبرير دعمها للثورات والمظاهرات المناهضة لنظم الحكم المعادية لها بأنها «صرخة المظلومين»، وأن إيران باعتبارها «نصيرة المظلومين» و«قائدة للعالم الإسلامي» - وفق الادعاء الإيراني - فإن من واجبها نصرة هؤلاء «المظلومين» حتى ينجحوا في تنصيب نظم حكم موالية لـ«الثورة الإسلامية»، في إشارة لثورة الخميني.

في المقابل.. رفض قادة إيران أي تعاطف من الخارج مع المتظاهرين الذين خرجوا يحتجون على ارتفاع الأسعار والبطالة ونظام حكم الملالي.

واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن المظاهرات ليس دافعاً شعبياً خالصاً، بل نتيجة «مؤامرات الأعداء».

وقال العميد رمضان شريف من قادة ميليشيا الحرس الثوري إن «الأعداء يسعون لقلب نظام الجمهورية الإسلامية» حتى لا يتكرر نموذجها في دول أخرى.

الحكام الطواغيت

تصف إيران كل الأنظمة الحاكمة الرافضة للمشروع الإيراني الاحتلالي بأنهم حكام طواغيت وأنصار الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية، داعية شعوبهم للثورة عليهم.

وتجند في سبيل ذلك وسائل إعلامها المباشرة، أو تلك التي تمولها داخل الدول المستهدفة لنشر السخط والإحباط بين أبناء الشعب ضد حكامهم، واستغلال الأخطاء التي يقع فيها تلك الحكام لتحويلها إلى ثورة عارمة ضدهم.

كما تعلق على كل محاولة من تلك الأنظمة لردع المظاهرات بأنها «قمعية وديكتاتورية».

قمع

لم تتوانَ أجهزة الأمن الإيرانية عن التلويح باستخدام القوة ضد المتظاهرين المناهضين لها، حيث ذكَّر الحرس الثوري الإيراني المتظاهرين بأساليبه الشديدة التي استخدمها لقمع المظاهرات التي خرجت 2009 للاحتجاج على ما يقال إنه تزوير في الانتخابات الرئاسية التي حملت الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية.

Email