زكي نسيبة: إنجازات الإمارات اعتمدت على قيادة تاريخية ناجحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي زكي أنور نسيبة، وزير دولة، أن قصة الإنجازات المشهودة للإمارات العربية المتحدة تعتمد على قيادة تاريخية ناجحة، استطاعت تسخير الطاقات الإبداعية لدى شعبها، للتغلب على جميع العقبات في الطريق المحوري المركزي في سياستها آنذاك، وكان بناء قيادة تخلفها قادرة على توجيه مصير الدولة نحو المستقبل.

جاء ذلك خلال مشاركة معاليه كمتحدث رئيس في أعمال ندوة الفكر الرابعة في غوا بالهند التي نظمتها مؤسسة الهند خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر الجاري، تحت عنوان «متطلبات القيادة للقرن الواحد والعشرين».

وحضر الندوة عدد من القادة والمسؤولين والدبلوماسيين وقادة الفكر والباحثين الأكاديميين الهنود والأجانب، كما حضر الندوة الدكتور أحمد عبد الرحمن البنا، سفير الدولة لدى جمهورية الهند.

وأضاف معاليه أنه عند إعادة النظر في تاريخنا الحديث، أعتقد أن من المناسب الرجوع إلى تصنيف ماكس ويبر للقيادة أو السلطة عند تحليل نمط القيادة الذي مكّن الآباء المؤسسين في الإمارات، تحت قيادة الشيخ زايد، رحمه الله، من تحقيق مثل هذا النجاح، لافتاً إلى أن ويبر يميز بين 3 أنواع من القيادة: السلطة «التقليدية» للحكم الوراثي، والسلطة «الكاريزمية» لزعيم سياسي ملهم، والسلطة «القانونية أو الرسمية» لرئيس مؤسسة.

تحديات

وركز معالي نسيبة، في كلمته، على التحديات الوجودية التي تواجه قادة العالم في القرن الواحد العشرين، مستشهداً بالقيادة التاريخية لدولة الإمارات، متمثلة في الشخصية الاستثنائية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي استطاعت، عند منعطف حاسم من تاريخ المنطقة في منتصف القرن الماضي، أن تنجح في تحويل دولة ناشئة من اتحاد صغير لسبع إمارات يقع في جزء خطر ومتقلب من الشرق الأوسط، تنقصها كل البنى التحتية الاقتصادية والأمنية والسياسية، إلى قصة نجاح غير مسبوقة تؤمّن فيه لشعبها وللملايين المقيمين على أراضيها من أكثر من 200 دولة الاستقرار والرفاهية.

وتحدّث معاليه عن كيف نجحت القيادة التاريخية للآباء المؤسسين في بناء جيل قوي من قادة المستقبل من الجيل الثاني يواصلون اليوم هذا الإرث العظيم، لتوجيه مصير الأمة نحو تحقيق أعلى مستويات التنمية المستدامة عن طريق إقامة الحكومة الذكية التي تطمح إلى أن تحوّل دولة الإمارات في المئوية الأولى 2071 إلى أفضل دولة في العالم.

نمط قيادي

وقال: «إن الشيخ زايد تمكن من دمج أنواع القيادة الثلاثة، ما جعل نمطه القيادي نمطاً فعالاً ومرناً للغاية، فقد كان حاكماً تقليدياً، فاز بولاء القبائل المحلية بفضل سلالة أسرته التاريخية الحاكمة، لكنه لم يتوقف عند هذه النقطة، وكان أيضاً قائداً ذا كاريزما، ألهم الشعوب في بلده وفي الخارج، من خلال رؤيته السياسية.

وبوصلته الأخلاقية القوية، وتفانيه في التخفيف من المعاناة البشرية، كما وضع الأسس المعيارية والمؤسسية لدولة حديثة، موفراً السلطة «القانونية أو الرسمية» الضرورية لإدارة ما بات يعرف اليوم بأنها واحدة من أكبر 30 اقتصاداً في العالم».

رؤية قوية للمستقبل

قال معالي زكي نسيبة إن الجيل الحالي من قادة الإمارات يمضي قدماً بتراث الآباء المؤسسين للإمارات، بطريقة تذكرنا بوصف هنري كيسنجر للزعيم الوطني بأنه الشخص القادر على صياغة رؤية قوية لمستقبل بلده، ويكون قادراً على قيادة شعبه لتحقيق تلك الرؤية، في هذه العملية يوسع القائد حدود الممكن في المجال السياسي والاجتماعي، والاقتصادي للمجتمع.

وبعبارة أخرى تعمل القيادة في طليعة الصفوف الأمامية، لكن القائد لا يبتعد كثيراً عن شعبه في مسيرته الطموحة، هو يتحدى الفرضيات القديمة، ويرعى أحداث التغيير في نهجه ومشاريعه الإصلاحية، لكن يحرص على أن يقوم بذلك عن طريق تحفيز شعبه إلى السير معه ومشاركته في رؤاه الطموحة والخلّاقة.

Email