حاولت عن طريق أتباعها تأسيس مؤسسة للغاز الليبي لكنها فشلت

قطر دمّرت ليبيا للانفراد بسوق الغاز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد القائد العام للجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، أن قطر أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي ليس من أجل عيون الليبيين وإنما من أجل هدف آخر وهو ألا تنافسها ليبيا في سوق الغاز العالمي، بينما أوضح نائب رئيس الحكومة المؤقتة لشؤون الخدمات عبدالسلام البدري المسؤول عن قطاعي النفط والغاز.

أن قطر طامعة في ثروات ليبيا، وحاولت أثناء عهد النظام السابق الاستحواذ على الغاز الليبي لكنها فشلت، مشيراً إلى أن قطر نفذت إلى ليبيا خاصة في مجال الاستخراجات البترولية والغاز، من خلال شركة تملك فيها الدوحة أسهمًا كبيرة، موضحاً أن شركة روسية كادت تدخل لسوق النفط الليبي، وتبيّن فيما بعد أن قطر تملك أسهمًا كبيرة فيها لذلك تم رفضها.

وقال مدير المؤسسة الوطنية للنفط الليبية التابع للحكومة المؤقتة ناجى المغربي، إن قطر حاولت عن طريق رجالها في ليبيا تأسيس مؤسسة للغاز الليبي، ولكن فشلت محاولاتها، في محاولة واضحة للسيطرة على العصب الاقتصادي الليبي، حيث إن الغاز يمثل 85في المئة، من إنتاج ليبيا من الثروات الطبيعية.

بداية المؤامرة

ويقول الخبير الاقتصادي الليبي رمزي الجدي إن البداية كانت في كيوتو –اليابان بتاريخ 11 ديسمبر 1999 حين وقعت الدول الصناعية الكبرى، على اتفاقية خفض الانبعاث الحراري للغازات في الغلاف الجوي، والذي سبب في فقدان جزء كبير من طبقة الأوزون وتضرر العديد من الدول نتيجة الخلل المناخي.

ووفق هذه الاتفاقية اتجهت الدول الكبرى إلى الاعتماد على الغاز بدلاً من النفط. وألزم الاتحاد الأوروبي نفسه باتفاقية «كيوتو» وأصبح التحول إلى الغاز بديلا للنفط واقعاً مفروضاً، لكن مشكلة أوروبا كانت في روسيا صاحبة اكبر احتياطي غاز في العالم، فبعد أن وقع بوتين مرسوماً في 23 ديسمبر 2005 بتحرير سوق أسهمها، أصبحت شركة «غازبروم» صاحبة اكبر احتياطي للغاز في العالم الحاكم الفعلي لروسيا.

وكان لابد من البحث عن البديل. فاتجه الاوروبيون لوضع الخطط الإستراتيجية لتمديد أنابيب الغاز كخيار استراتيجي للحد من هيمنة روسيا على سوق الغاز الأوروبي بمرور الغاز عبر أنابيب من خلال مشروع عُرف باسم مشروع ( نابوكو) الذي حرك الحرب في سوريا.

حيث ظهر خلاف سياسي قانوني مستعص على الحل بين الدول المطلة على بحر قزوين افشل مشروع نابوكو لمد خط أنابيب عبر بحر قزوين وبالتالي اختفى المصدر الأساسي للغاز لمشروع نابوكو.

وبحسب رمزي الجدي، بدأت قطر تسييل الغاز للسوق الأوروبية لمنافسة الغاز الروسي ولكن عن طريق النقل البحري، وبتوقيع اتفاقية فى 6 يوليو 2006 أضحت شركة توتال الفرنسية تقوم سنويا بتزويد السوق الأوروبية بـ2.5 مليون طن متر مكعب من الغاز المسال المنتج من مشروع قطر غاز2 الذي يعد المشروع الأكبر عالمياً لإنتاج الغاز الطبيعي المسال .

وكان هذا المشروع سيجعل من قطر أحد أهم مصادر الغاز المسال الذي يصل إلى أوروبا، لولا اكتشاف حقل "أن سي7" في ليبيا وشراء شركة غازبروم الروسيا حقوق تسويق الغاز في نيجيريا.

اتفاقات

ومع تيقن مخططي المشروع من استحالته، اتجه التفكير في 2008 إلى مصادر بديلة، وفي 13 يوليو 2009 أبرمت تركيا ودول في الاتحاد الأوروبي اتفاقاً لإجازة مشروع خط أنابيب جديد لمشروع نابوكو الذي سيمد أوروبا بالغاز من الشرق الأوسط عبر تركيا.

وقد وقع رؤساء وزراء كل من تركيا والنمسا وبلغاريا ورومانيا والمجر على الاتفاق الذي يسمح للخط بالمرور عبر أراضيها وبتنفيذ تحالف من الشركات الخاصة خلال قمة نابوكو التي عقدت في العاصمة التركية أنقرة هدفه جمع غاز المنطقة في تركيا ليصدر لاحقا إلى أوروبا.

ورداً على قمة نابوكو سارعت غاز بروم الروسية بالإعلان عن توقيعها اتفاقاً مع نيجيريا صاحبة تاسع أكبر احتياطي من الغاز في العالم، بقيمة 2,5 مليار دولار يهدف إلى بناء مصافي غاز ضخمة، وأنابيب نقل ومحطات توليد طاقة فيها، وذلك بهدف تصدير الغاز نحو أوروبا بواسطة خط أنابيب يمرّ عبر ليبيا .

واكتشفت توتال الفرنسية قبل سنوات حقل الغاز الطبيعي العملاق في ليبيا (أن سي7) في حوض غدامس، والذي يحتوي على احتياطات تكفي لضمان حاجيات أوروبا لمدة 30 عاماً.

واتفقت مع المؤسسة الليبية للنفط على شراء حقوق الامتياز في الحقل بقيمة 140 مليون يورو، وتم توقيع بروتوكول الاتفاق في أغسطس من العام 2009 من قبل رئيس توتال كريستوف دو مارجيري، والرئيس السابق للشركة الوطنية الليبية للنفط شكري غانم.

عمليات اغتيال

وقد كان مثيراً للاستغراب أن تم اغتيال كل من شكري غانم وزير النفط الليبي وكريستوفر مارجيري مدير شركة توتال اللذين وقعا على الاتفاق الأول 2009، والذي كان يتضمن شرط ليبيا الوحيد، وهو ألا يدخل أي طرف ثالث مع الشركة الفرنسية.

في مارس 2013 فجرت القناة الفرنسية الشهيرة «كنال بلاس» قنبلة إعلامية، بكشفها حقائق ومعطيات خطيرة عن «الربيع العربي» والدور القطري فيه، الذي يعود إلى 2009 بدلاً من 2010 ويبدأ من ليبيا وليس من تونس.

وقال البرنامج الشهير على القناة «تحقيقات خاصة» اعتماداً على شهادات لرجال من المخابرات الفرنسية والبريطانية، إن قطر أرادت الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي منذ 2009،عبر لعبة دعم «الربيع العربي».

Email