تأكيد على ضرورة قطع أذرع إيران في بلاد الرافدين

استطلاع « البيان»: استقرار العراق مرهون بتفكيك الميليشيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يخطو العراق بخطى ثابتة نحو تحقيق الأمن والاستقرار، لا سيما عقب إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي، قبل أسبوع، عن سيطرة بلاده على الحدود مع سوريا، وانتهاء الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، وقد بدأت الدعوات إلى عراق قوي موحد تسيطر الدولة على كل مفاصله، تتعالى بعد أن ارتفعت المعنويات العراقية بدحر «داعش».

لكن هذه الدعوات تمر بالدرجة الأولى عبر التخلص من سطوة وسيطرة الميليشيات على المشهد العسكري والأمني في البلاد، وأظهر استطلاع للرأي، أجرته «البيان» على موقعها الإلكتروني وحسابها في «تويتر» و«فيسبوك»، أن ما بين 86 و92 في المئة من المستطلع آراؤهم يرون أن تفكيك الميليشيات سيكون بوابة الأمن في العراق.


وفي استطلاع «البيان» على الموقع الإلكتروني: «هل تفكيك الميليشيات سيكون بوابة الأمن في العراق»، اعتبر 92 في المئة من المستطلع آراؤهم أن نزع السلاح من كل الميليشيات العراقية إجراء من شأنه إعادة الاستقرار كلياً إلى العراق، على اعتبار أن الميليشيات، خاصة «الحشد الشعبي».

وجدت خلال الأعوام الأخيرة على وجه الخصوص الساحة مفتوحة لممارسة أدوار عسكرية متعددة وانتهاكات وتجاوزات في حق المدنيين العزل، فيما أكد 8 في المئة من المستطلع آراؤهم أن تفكيك الميليشيات من شأنه تحقيق استقرار نسبي، وليس كلياً، في ظل الخلافات السياسية التي ما تزال تؤثر في المشهد في العراق.


أما على حساب «البيان» في «تويتر»، فكانت النتائج مشابهة نوعاً للاستطلاع في الموقع، إذ اعتبرت نسبة 90 في المئة من المستطلع آراؤهم أن تفكيك الميليشيات ضروري جداً في هذه المرحلة في العراق.

لا سيما بعد دحر تنظيم داعش، بالتحذير من الخطر المحدق بدولة العراق في المستقبل، في حال بقيت هذه القوات المنفلتة خارج حدود القانون، في حين أشار 10 في المئة من المستطلع آراؤهم إلى أن حل الميليشيات لن يحل مشكلات العراق، فمن الضروري أن يتزامن ذلك التفكيك مع البدء في حوار وطني شامل.


ولم يكن هناك أي اختلاف في نتائج الاستطلاع على حساب «البيان» في «فيسبوك»، إذ أكد 86 في المئة من المستطلع آراؤهم أن استقرار العراق مرهون حالياً بتفكيك الميليشيات، وأن تجاوزاتها أصبحت حديث العالم، ما يستوجب حلها، في حين رأى 14 في المئة أن المستطلع آراؤهم أن الأزمة ستتواصل في العراق، بالرغم من توجه السلطات إلى حل الميليشيات، في ظل استمرار التجاذبات الطائفية.


ويشدد مستشار إدارة الشؤون المعنوية سابقاً بالقوات المسلحة المصرية الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء عبد المنعم كاطو، في تصريحات لـ«البيان»، ضرورة تفكيك الميليشيات من أجل عودة الأمن في العراق، مشيراً إلى أن الأمر قد يتطلب حسماً أمنياً وعسكرياً.
تغلغل إيراني
ويشير إلى أن تغلغل العامل الإيراني داخل العراق وما يفرزه من تحديات جمّة وصعوبات تفرز مخاطر واسعة، يلقي بظلاله على مستقبل العراق حتى بعد الانتصار على «داعش»، وهي عقبات تنتبه إليها الحكومة العراقية التي بدأت عمليات محاولة تضميد الجراح.


ويشير الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج، في تصريحات لـ«البيان»، إلى أنه أمام العراق فرصة سانحة من أجل إعادة ترتيب البيت الداخلي، والتغلب على العديد من المعوقات من بينها الميليشيات المسلحة، عقب الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي، وتحقيق ذلك الترتيب الداخلي ضروري من أجل استعادة الأمن للعراق.
وحدة العراق
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي عطيات يوسف، في تصريح لـ«البيان»، إن خطر الميليشيات الطائفية المتمثلة بالحشد الشعبي، سيكون الأكثر تهديداً لوحدة العراق وبسط سيطرة الدولة. وأضاف عطيات: «بعد الهزيمة التي مُني بها داعش عن طريق الجيش العراق ومشاركة بعض القوى من الحشد الشعبي، لا بد أن يعود العراق إلى عملية بناء الأجهزة الأمنية والعسكرية على أساس متين».


أما الكاتب والصحفي العراقي خالد النجار فرأى أن الفرصة الآن مواتية ليفرض رئيس الحكومة العراقية حيد العبادي سيطرته على الدولة العراقية، ويعمل على تحجيم عمل ودور هذه الميليشيات، خصوصاً أن الانتصارات على تنظيم داعش جاءت في عهده، ومن ثم يحق له أن يقطف ثمن النصر.


في الأثناء، قال خبير أردني د. أيمن أبو رمان إن تفكيك هذه الميليشيات يحتاج إلى وقت طويل الأمد وجهود محلية ودولية، فهذه الميليشيات متطرفة ومدعومة من قبل إيران بالسلاح والمال، وتسليمها للسلاح لن يكون بهذه السهولة، فإيران ستحاول جاهدة أن تحافظ على وكلائها في المنطقة.


المحلل السياسي علي نجم الدين يؤكد أن جميع الميليشيات الموجودة في العراق هي ميليشيات تابعة ومدعومة من قبل إيران، إضافة إلى أن تفكيكهم يعني الدخول معهم في مواجهات لن تكون سهلة، فهذه الميليشيات التي تضم قوات مسلحة اعتادت القتال، وأصبح التخريب والإرهاب بالنسبة إليهم عنواناً أساسياً لوجودهم، لذا سيكون أمراً معقداً، وسيزيد توتر العراق وعدم استقراره.
 

Email