اجتماع في الرباط لرؤساء البرلمانات لبحث قرار ترامب

دعوة عربية لإعادة النظر في الموقف الأميركي

مشاركون في القمة | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب رئيس البرلمان العربي د. مشعل السلمي أمس، مجلس النواب الأميركي بإعادة النظر في قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس وما يتضمنه من اعتراف بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل، فيما دعت الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي إلى العمل الجاد على الصعيد البرلماني الدولي من أجل التصدي للقرار الأميركي.

وفي رسالة رسمية وجهها إلى رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين، أكد السلمي رفض الأمة العربية؛ مسلميها ومسيحييها، القاطع لقرار الإدارة الأميركية باعتماد القانون الذي سنّه الكونغرس سنة 1995، والذي يعد مخالفة وتحدياً صارخاً للمواثيق والأعراف والقرارات الدولية، ويهدد الأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم ويستفز مشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين وأحرار العالم.

وشدد السلمي على ضرورة التزام الولايات المتحدة باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي بما أقرته الأمم المتحدة ووافقت عليه واشنطن من قرارات بشأن القدس، وكذلك مبادرة السلام العربية. وعبر السلمي باسم الشعب العربي عن الرفض القاطع لهذا القرار الذي أخرج الولايات المتحدة عن الإجماع الدولي وجعلها معزولة عن العالم ووسيطاً غير مقبول في مفاوضات السلام.

موقف إماراتي

ودعت الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي إلى العمل الجاد على الصعيد البرلماني الدولي من أجل التصدي للقرار الأميركي. وطالبت الشعبة باحتواء تبعات هذا القرار من خلال التصدي للمساعي الإسرائيلية الرامية إلى إقناع دول أخرى بإصدار قرارات مماثلة ونقل سفاراتها إلى القدس، في محاولة مرفوضة لإيجاد واقع ضاغط يقوض فرص الحل العادل والشامل.

جاء ذلك خلال كلمة وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية التي ألقاها رئيس الوفد عبدالعزيز عبدالله الزعابي النائب الثاني لرئيسة المجلس الوطني الاتحادي، نيابة عن معالي د. أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس، خلال مشاركته في قمة رؤساء المجالس البرلمانية العربية، لبحث التطورات الأخيرة المرتبطة بوضع القدس، والتي عقدت أمس بمقر مجلس النواب في الرباط.

ويضم الوفد في عضويته أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، أعضاء الاتحاد البرلماني العربي كلاً من: أحمد يوسف النعيمي، وسالم عبدالله الشامسي، وأحمد محمد الحمودي.

وأكدت الشعبة البرلمانية على ضرورة العمل والتنسيق مع الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، ولاسيما البرلمان الأوروبي وكذلك دول الاتحاد الأوروبي الرافضة للقرار الأميركي لدعم وقيادة تحرك عالمي يتصدى لهذا القرار، وضرورة تشجيع الاتحاد الأوروبي على القيام بالدور المنوط به كشريك رئيسي فاعل ومؤثر في عملية السلام. وأشارت إلى أن القدس تمثل جوهر عملية السلام التي تشكل الضامن الأساسي للاستقرار، وأنه بدونها فإن المنطقة والعالم سيكونان مهدّدين بغياب السلم والأمن والاستقرار.

مواجهة التداعيات

وأضافت أنه يتعين على البرلمانات العربية مسؤولية تاريخية في مواجهة تداعيات هذا القرار عبر آليات وخطط سياسية فاعلة ومدروسة، لافتة إلى أن هذه الجهود يجب أن تؤسس على اعتبار أن القرار الأميركي لا يمكن أن يترتب عليه أي أثر قانوني، حيث إن قرارات الأمم المتحدة، والفتاوى القانونية لمحكمة العدل الدولية، تؤكد جميعها الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للقدس، واعتبارها أرضاً محتلة، ومن ثم لا يجوز لسلطة الاحتلال وفق القانون الدولي تغيير الطبيعة القانونية أو التاريخية لأي أرض محتلة. لذا يجب التركيز على مخاطبة العالم بهذه الأسس القانونية عوضاً عن لغة الإدانة والشجب والاستنكار فقط.

وأكد الزعابي خلال الكلمة أن الإرادة المنفردة للقرار الأميركي تصطدم بالشرعية والمرجعيات الدولية، وتتنافر مع إرادة بقية أعضاء المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن القرار الأميركي يستفز مشاعر العرب والمسلمين في توقيت يبدو العالم فيه أحوج ما يكون إلى الحكمة والتعاون وإعلاء قيم التعايش والتسامح في مواجهة ثقافة الكراهية والتحريض والتطرف والإرهاب، وهذا ما تؤكده القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، حيث إن هذا القرار يُمَكن خطاب التطرف وفق ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، كما يمثل هذا القرار «طوق نجاة للجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة التي بدأت تخسر قواعدها في المنطقة» وفق ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأوضح الزعابي أن القرار الأميركي يمثل اختباراً للأمم المتحدة لتثبت فاعلية قراراتها وحدود مسؤوليتها القانونية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وكذلك اختباراً لنا كعرب للتحرك بشكل فاعل من خلال الدبلوماسيتين البرلمانية والرسمية، والتحدث بخطاب سياسي واحد يعكس موقفاً موحداً دفاعاً عن القدس.

وتابع أن القرار يمثل كذلك تحدياً صارخاً وانتهاكاً لأسس ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. وقال: إن القرار الأميركي فرض نفسه على أولوياتنا بحكم مكانة المدينة ورمزيتها، معتبراً أن الخطوة الأميركية من شأنها طمس هوية القدس الإسلامية والعربية.

مخاطبة الكونغرس

ودعا رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، إلى إصدار بيان موجه للاتحاد البرلماني الدولي، لدعوته إلى القيام بمسؤوليته، إزاء القرار الأميركي. وطرح الغانم خارطة طريق تتضمن عدداً من الخطوات بشأن التحركات لمواجهة تداعيات القرار الأميركي، من بينها مخاطبة أعضاء الكونغرس الأميركي.

وأكد ضرورة دعم الجهود الرامية، لترسيخ المصالحة الفلسطينية، ودعم الصمود الفلسطيني والجهود العربية، خاصة جهود العاهل المغربي باعتباره رئيسًا للجنة القدس، وكذلك جهود المملكة الأردنية، باعتبارها صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، لحماية المدينة المقدسة، وهوية مقدساتها الإسلامية والمسيحية.

كما دعا إلى تفويض لجنة دعم صمود الشعب الفلسطيني، لزيارة المنظمات البرلمانية والبرلمانات الدولية، داعيًا إلى توجيه رسائل شكر للبرلمانات المؤيدة للقضية الفلسطينية، والتواصل مع برلمانات الدول المحايدة، وإعطاء الأولوية لموضوع القدس في المباحثات الثنائية للبرلمانات العربية.

Email