تونسيون يطلقون حملة «مليون توقيع» لتجريم التطبيع

قمة إسلامية مسيحية في لبنان ترفض القرار الأميركي

من تظاهرات تونس ضد القرار الأميركي الأسبوع الفائت | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت قمة إسلامية - مسيحية، في لبنان، أمس، رفضها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، في حين أطلق ناشطون تونسيون حملة «مليون توقيع» لتجريم التطبيع مع إسرائيل، رداً على القرار الأميركي.

وطالبت القمة، التي عُقدت أمس في مقر البطريركية المارونية شمال شرقي بيروت، الرئيس الأميركي بالرجوع عن هذا القرار، معتبرةً أنه يسيء إلى ما ترمز إليه مدينة القدس، وهو مبني على حسابات سياسية، ويشكّل تحدياً لأكثر من 3 مليارات شخص.

ودعت القمة، في بيان، «المرجعيات السياسية العربية والدولية إلى العمل معاً بغية الضغط على الإدارة الأميركية، للتراجع عن هذا القرار الذي يفتقد الحكمة التي يحتاج إليها صانعو السلام الحقيقيون».

وأشارت القمة، التي ضمّت كبار المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية، إلى أن القدس، التي تزخر بمواقع تاريخية مقدسة لدى الديانات التوحيدية كالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ليست مجرد مدينة عادية كغيرها من مدن العالم، بل إن لها موقعاً مميزاً في ضمائر مؤمني هذه الديانات.

وأضافت: «إدراكاً من المجتمع الدولي لهذه الحقيقة واحتراماً لها، فقد التزمت دول العالم كلها بقرارات الأمم المتحدة التي تعتبر القدس وسائر الضفة الغربية أرضا محتلة، وإعراباً عن هذا الالتزام القانوني والأخلاقي فقد امتنعت هذه الدول عن إقامة سفارات لها في القدس المحتلة، وشاركت الولايات المتحدة المجتمع الدولي بهذا الالتزام إلى أن خرقه الرئيس ترامب بالقرار المشؤوم الذي أعلنه يوم السادس من ديسمبر الجاري».

صورة نبيلة

وأشارت إلى أن «تغيير هذه الصورة النبيلة للقدس، وتشويه رسالتها الروحية من خلال هذا القرار والتعامل معه كأمر واقع، يسيء إلى المؤمنين، ويشكّل تحدياً لمشاعرهم الدينية وحقوقهم الوطنية، ويعمّق جراحاتهم التي تنزف حزناً ودماً بدلاً من العمل على معالجتها بالعدل والحكمة، تحقيقاً لسلام يستجيب لحقوق الأطراف جميعاً، وخاصة الشعب الفلسطيني المشرد منذ أكثر من سبعة عقود».

وتوجه المجتمعون، بحسب البيان، «بالتقدير الكبير للشعب الفلسطيني، وخاصة أهل القدس لصمودهم وتصديهم ومقاومتهم الاحتلال ومحاولات تغيير الهوية الدينية والوطنية لمدينة القدس».

وناشد المجتمعون «المرجعيات السياسية العربية والدولية للعمل معاً بغية الضغط على الإدارة الأميركية للتراجع عن هذا القرار الذي يفتقد الحكمة التي يحتاج إليها صانعو السلام الحقيقيون».

وأكّدوا «تمسكهم بصيغة العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وتمسكهم بالمبادئ الوطنية التي أقرها الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني».

وأعربوا عـن دعمهــم للموقــف اللبنانـي الرسمي الرافض لقرار الرئيس الأميركــي الجائر، كما أعربوا عن تأييدهم للمشروع الذي طرحه الرئيس اللبناني ميشال عـون أمام الأمم المتحـدة، باعتبار لبنــان مركــزاً دولياً للحوار بيـن أهـل الأديـان والثقافـات المختلفة.

تجريم التطبيع

وفي تونس، أطلق نشطاء حملة لجمع مليون توقيع بهدف الضغط على البرلمان من أجل سن قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل، رداً على قرار الإدارة الأميركية اعتبار القدس عاصمةً لإسرائيل. وبدأت الحملة بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي في أكثر من ولاية تحت اسم «تونسيون ضد التطبيع لجمع مليون توقيع»، مرفقة بعريضة لجمع بيانات وإمضاءات المناصرين للحملة.

وقال منظمو الحملة، في بيان، إن «هذه الخطوة هي من أجل الضغط على الحكومة والبرلمان، وتأتي لإثبات دعم الشعب التونسي الكامل لقرار تجريم التطبيع من الكيان الصهيوني».

وجاء في البيان: «نحن إذ نجدد رفضنا للوجود الصهيوني على أرض فلسطين، ونؤكد عدم شرعية الاحتلال ومشروعيته، فإننا ندعو إلى الإمضاء على عريضة المليون توقيع لتمرير قانون لتجريم التطبيع في مجلس نواب الشعب (البرلمان) بتونس».

وكان عدد من نواب البرلمان تقدموا أيضاً، الاثنين، بعريضة تضم نحو مئة توقيع من أجل التسريع في النظر بمشروع القانون الذي طرح لأول مرة قبل عامين.

Email