«الإخوان» المرتبطة والممولة من قطر نموذجاً

الإسلام السياسي المتحوّل للتطرف عنوان مؤتمر في إيطاليا

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعقد في قصر سان جيورجون ماجيوري بمدينة البندقية الإيطالية اليوم وغداً مؤتمر دولي حول الإسلام السياسي في أوروبا ويركّز على جماعة الإخوان، أهم تنظيمات الإسلام السياسي المرتبطة بقطر والمموّلة منها، وفي الوقت ذاته يقيم أبرز قادتها في الدوحة في ضيافة وثيرة، وعلى رأسهم مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي، كما توضع تحت تصرفهم قناة الجزيرة وصحف ومراكز ترتدي ثوب «الأبحاث والدراسات».

وتعقد الندوة على مدار يومين بعنوان: «الإسلام والإسلام السياسي في أوروبا: مسارات التحول والتكيف»، بمُبادرة من «مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث» بمُشاركة معهد غرناطة الإسباني للبحوث والدراسات العُليا وهو:

مؤسسة أكاديمية ثقافية وفكرية مُستقلة، تهدف إلى الإسهام في بناء فضاء علمي تسوده ضوابط البحث العلمي الموضوعي وقيم التجديد الثقافي ومبادئ التعددية والتعايش السلمي، وكل من جامعة «بيومنتي أورينتالي»، والمركز الجامعي للثقافة والقانون والأديان بإيطاليا جامعة «بادوفا».

وكانت مؤسسة «مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث» ومقرها الرئيسي مدينة الرباط المغربية، استعدت لتنظيم المؤتمر منذ أكثر من عام بعد أن رصدت إشكاليات ثقافية وعقائدية وعُنصرية، ذات تأثيرات مُتشابكة بدأت خيوطها الأولى عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 على الإسلام والمسلمين في العالم، وبصفة خاصة مسلمي أوروبا.

محاور الندوة

ويناقش المؤتمر عدداً من المحاور حول «الإسلام والإسلام السياسي في أوروبا» أهمها: التاريخ والتحولات: حيث سيتم عرض واقع الإسلام والمسلمين في أوروبا، وتاريخ تشكل تيار إسلامي حركي موحّد فيها، وجدلية توظيف الغرب للإسلاميين واستفادتهم من السياق الأوروبي، ودوافع التكيف وأثره على استراتيجية ومنظور جماعات الإسلام السياسي في أوروبا، وانعكاسات هذه التحولات على خطاب الإسلام السياسي في العالم العربي.

ويلقي المؤتمر الضوء على رسم خريطة المؤسسات والمراكز والفاعلين في المشهد الإسلامي الحركي، وموقعهم وتأثيرهم على المجال الإسلامي في أوروبا، واستراتيجيات الانتشار والتسيّد، للبحث عن إجابات مٌقنعة لمحاور الداعمين لهم من الدول سياسياً واقتصادياً، وعلاقة الدعم باستراتيجيات الدول الإقليمية والدولية والمصالح المُشتركة بينهم، وأثر ذلك على المجال الإسلامي في أوروبا.

كما يعرض أهم المسارات والتحولات الإيديولوجية والتنظيرية التي طالت واقع الإسلام في القارة الأوروبية، موازاة مع المسارات والتحولات التي طالت على الخصوص المشهد الإسلامي الحركي («الإخوان» نموذجاً) من الناحية الفكرية والسياسية، وإبراز مدى الاتساق بين الفكر والممارسة السياسية، وأثر التحولات والتطورات التي طرأت عليهم نتيجة تفاعلهم مع السياق الأوروبي على الجماعة الأم.

ويناقش المشاركون الإسلام السياسي وإشكالية الاندماج في الدول الأوروبية: وأثر أدبيات واستراتيجيات مشاريع الإسلام السياسي واهتماماته وأهدافه وخطابه على واقع المسلمين في أوروبا واندماجهم الاجتماعي وصناعة الهوية، وتطورات هذه المسارات في ظل العولمة ودخول منافسين جدد ذوي منحى متطرف عنيف في «سوق» التنافس على «مشروعية» تمثيل الإسلام، بل اختطاف الإسلام والمرجعية الإسلامية.

ويحاول المؤتمرون تقديم رؤى استشرافية بخصوص مُستقبل الإسلام في أوروبا. كما يهدف إلى دراسة التحولات الجديدة في المجال الإسلامي الأوروبي بعد التطورات الدولية الأخيرة، وتصاعد موجات التطرف العنيف في أوروبا وخارجها وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، وأثر ذلك على المسلمين في أوروبا، وعلى مسارات التحول والتكيف لدى جماعات الإسلام السياسي تنظيمياً وسياسياً.

تحديات التحوّل

وجاء في أوراق المؤتمر أن المسلمين في أوروبا يواجهون تحديات كثيرة، خاصة في الزمن الراهن الذي اشتبكت فيه عناصر دينية وسياسية بشكل غير مسبوق، فأصبح الإسلام ورقة سياسية توظفها أطراف تزعم تمثيله، وأخرى تدعي أنها تنوب عن المجتمعات الأوروبية وحمايتها منه.

ورد أيضاً أن العولمة دفعت بجميع مكونات هذه الظاهرة إلى أقصى مدى، حيث لم يعد زوال الصفة الإقليمية يرتبط بانتقال الأشخاص فقط، بقدر ما بات يرتبط بانتقال الأفكار والمواد الثقافية. وتشير إلى قدرة تيارات متطرفة في استقطاب جزء من الشباب وشحنهم بأيديولوجيا الكراهية والعنف.

وتعيد للأذهان ما أوجزه الباحث الباكستاني شيما خان بعد اعتداءات 11 سبتمبر2001 بنيويورك وواشنطن، عندما حذّر من مغبة «اختطاف الإسلام»، إذ تم الانتقال من مرحلة الحركات الإسلامية (الدعوية والسياسية) إلى ركوب الحركات المتطرفة موجة الاختطاف بترسانة إيديولوجية عنيفة أغرقت بقاعاً غير قليلة من عالميْ الإسلام والغرب في غياهب التطرف والتطرف العنيف.

تلك التي تصاعدت والسعي إلى الاستفراد بتمثيله بشدة خاصة بعد أحداث «الربيع العربي» وظهور «داعش» و«القاعدة»، وغيرهما من التيارات الإرهابية، والتي ثبت أن قطر مولت ودعمت هذه الجماعات باشكال عدة.

«إخوان» أوروبا

أبدت حركات الإسلام السياسي ولا سيما «الإخوان» في أوروبا قدرة على التكيف مع مستجدات الأوضاع في السياق الأوروبي واستثماره لصالحها، كما أفادت هذه الفروع الخارجية في أوروبا الحركات الأم بتكتيكات واستراتيجيات فاعلة في الدول العربية ومنسجمة ظاهرياً مع السياق الغربي.

فانتقلت من معاداة الديمقراطية إلى المطالبة بها، كما دعمت خطابها بمطالب الحقوق والحريات السياسية، ما أضاف لوجودها واستراتيجياتها في تحقيق أهدافها مشروعية على المستوى الدولي.

Email