عشرات الجرحى في ثامن أيام الغضب الفلسطيني

■ الاحتلال يغرق متظاهرين قرب نابلس بقنابل الغاز المسيل للدموع | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن عشرات الفلسطينيين أصيبوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مواجهات عمت الأراضي الفلسطينية لليوم الثامن على التوالي رفضاً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل».

ففي مدينتي طولكرم ونابلس سقط قرابة 70 جريحاً في مواجهات اندلعت أمس في قريتي بورين والناقورة بنابلس وعلى أراضي جامعة خضوري غرب طولكرم.

وقال أحمد جبريل مسؤول الإسعاف والطوارئ في نابلس إن 27 إصابة جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع في منطقة الناقورة من بينهم إصابة الوزير وليد عساف بقنبلة غاز.

فيما أصيب العشرات من طلبة جامعة فلسطين التقنية خضوري والمدارس المحيطة بها، وسكان المنطقة الغربية لمدينة طولكرم، بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وتجددت المواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال في أراضي حرم جامعة خضوري لتتحول ظهر اليوم إلى بوابة حاجز سنعوز (نتانيا) غرب المدينة وسط تعزيزات مكثفة لدورياتها. وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه الشبان ما أدى إلى اختناقات في صفوفهم.

غضب القدس

وشهدت بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال وتحديداً في محيط جامعة القدس. وذكر شهود عيان بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وحاصرت مباني الجامعة ما أدى لاندلاع مواجهات تركزت في شارع المدارس ومحيط الجامعة.

واعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس ثلاثة مقدسيين خلال اقتحامها بلدة العيسوية شمال شرق القدس المحتلة.

جرى ذلك بالتوازي مع اقتحام عشرات المستوطنين وطلبة من المعاهد التلمودية - بلباسهم التلمودي التقليدي - المسجد الأقصى المبارك وسط حراسات مشددة من قوات الاحتلال. وأفاد شهود فلسطينيون عيان في مدينة القدس المحتلة أن الاقتحامات بدأت من باب المغاربة وعبر مجموعات متلاحقة في الوقت الذي ينفذ فيه المستوطنون جولات استفزازية مشبوهة في أرجاء المسجد.

ولفتوا إلى محاولة عدد من المستوطنين أداء حركات وشعائر تلمودية في منطقة باب الرحمة «المغلق» داخل المسجد فضلاً عن الاستماع إلى شروحات حول أسطورة وخرافة الهيكل المزعوم.

230 معتقلاً

وحذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من تزايد معدلات الاعتقال التي تجريها قوات الاحتلال بحق عشرات الفلسطينيين في مختلف المحافظات بالأخص منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس، حيث تخطت الاعتقالات الـ 230 حالة في أقل من أسبوع.

وقالت الهيئة في بيان لها أن ارتفاع أعداد المعتقلين اقترن بازدياد تعرضهم لواحد أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي أو المعاملة الحاطة بالكرامة من قبل قوات الاحتلال خلال عمليتي الاعتقال والتحقيق.

ونقلت الهيئة إفادات لمعتقلين تمت زيارتهم من قبل محاميها في عدد من مراكز التوقيف أنهم تركوا بلا ماء أو طعام أو أغطية لـ 24 ساعة ولم يعطوا المصابين منهم أية علاجات أو مسكنات.

وبينت الهيئة أن هذه الممارسات تشكل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حيث إن سلطات الاحتلال لم تلتزم بالضمانات الخاصة بحماية السكان المدنيين ولم تلتزم كذلك بالقواعد الناظمة لحقوق المحتجزين وأوضاعهم.

قصف غزة

وفيما أكدت مصادر أمنية فلسطينية أن فلسطينيين اثنين أصيبا أمس برصاص الاحتلال في المواجهات التي اندلعت شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، شن الطيران الإسرائيلي فجراً سلسلة غارات استهدفت القطاع. وذكر مصدر أمني في غزة ان «طائرات حربية إسرائيلية نفذت أكثر من عشر غارات جوية في ساعات الفجر الأولي استهدفت خلالها مواقع للمقاومة الفلسطينية» وأضاف ان هذه الغارات «أسفرت عن وقوع أضرار مادية كبيرة فيها وأضرار في عدد من منازل المواطنين المدنيين القريبة وإصابات بسيطة».

وذكر شهود عيان ان مواقع عسكرية تابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس تعرضت للقصف. وقال هؤلاء الشهود ان القصف استهدف مواقع «البحرية» جنوب غرب خان يونس (جنوب القطاع)، و«بدر» قرب مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة و«قريش» في منطقة تل الهوا (جنوب غرب مدينة غزة) و«أبو جراد» في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة.

وأضاف الشهود العيان ان موقعاً تابعاً للقسام في غرب دير البلح بجنوب قطاع غزة تعرض للقصف الجوي مرتين ما أسفر عن أضرار. وتابعوا ان القصف استهدف موقعاً لحركة الجهاد الإسلامي في خان يونس.

الاحتلال يغلق معبري الأفراد والبضائع إلى غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق معبري كرم أبو سالم للبضائع، وبيت حانون (إيريز) للأفراد، بين غزة وإسرائيل اعتباراً من أمس، «بسبب الحوادث والمخاطر على الصعيد الأمني».

وقالت «اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار»، إن إسرائيل تشدد حصار غزة بإغلاقها معابر القطاع بدعوى الرد على إطلاق قذائف صاروخية. وانتقدت اللجنة، في بيان، إغلاق سلطات الاحتلال معبري كرم أبو سالم وبيت حانون، واعتبرته تشديداً للحصار ومضاعفة لمعاناة قطاع غزة.

وقالت اللجنة، إن «الإغلاق يمنع دخول مئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمستلزمات الأساسية للسكان والقطاع التجاري والبناء وللمؤسسات الدولية وأبرزها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» التي تقدم وحدها مساعدات إنسانية لنحو مليون لاجئ يعيشون تحت خط الفقر في القطاع».

وأضافت «أعاق هذا الإغلاق حركة المسافرين المحدودة عبر معبر بيت حانون/إيريز، ما يعني مضاعفة المعاناة والإغلاق واستمرار التضييق المستمر على جميع أبناء الشعب الفلسطيني».

وأكدت اللجنة الشعبية «ضرورة استمرار عمل المعابر دون توقف باعتبارها الشريان الرئيسي للحياة في غزة، وأن الوضع يزداد تعقيداً مع استمرار الحصار وتأخر الإعمار وإغلاق المعابر وتفاقم المعاناة الإنسانية».

وكانت لجنة إدخال البضائع في السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، أعلنت الليلة قبل الماضية، أن سلطات الاحتلال أبلغتها بإغلاق معبر (كرم أبو سالم/كيرم شاليوم) المخصص لنقل البضائع و(بيت حانون/إيريز) بدءاً من الخميس حتى إشعار آخر.

Email