الملك سلمان: لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالا

ت + ت - الحجم الطبيعي

 شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على اعتزاز المملكة بقيمها وثوابتها مؤكدا أنه " لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالا ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه".. متوعدا بمحاسبة كل من يتجاوز ذلك حيث أن المملكة حامية الدين وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين.

وتطرق الملك سلمان في خطابه إلى الإرهاب وقال " لقد تعرضت كثير من دول العالم بما فيها المملكة للأعمال الإرهابية التي روعت المجتمعات ودمرت المنشآت وراح ضحيتها الكثير من الأبرياء وفي مواجهة هذه الظاهرة الإجرامية أسهمت حكومة المملكة في الجهود الدولية لمحارية الإرهاب وبادرت في تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحارية الإرهاب وإنشاء مركز عالمي لمكافحة الفكر المتطرف وترسيخ مفاهيم الاعتدال والتسامح ونتطلع إلى تعزيز وتكثيف الجهود الدولية لمحارية الإرهاب حتى يتم القضاء عليه وتجفيف منابعه".

وبخصوص القضية الفلسطينية أكد العاهل السعودي موقف المملكة الثابت من الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة مشيرا الى أن المملكة تعتبر القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتها وسيظل موقفها كما كان دائما مستندا إلى ثوابت ومرتكزات تهدف إلى تحقيق السلام العادل والشامل على أساس استرداد الشعب الفسطيني لحقوقه المشروعة بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية التي رحب بها المجتمع الدولي.

وقال خادم الحرمين الشريفين في خطابه في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى في الرياض اليوم إن المملكة تؤكد استنكارها وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها القرارات الدولية وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي.

وبالنسبة للأزمة اليمنية أوضح الملك سلمان أن عاصفة الحزم وإعادة الأمل لم تكن خيارا لدول التحالف لدعم الشرعية في اليمن بل كانت واجبا لنصرة أبناء الشعب اليمني وما زلنا ملتزمين بدعم الشرعية في اليمن لفرض سلطتها على كامل التراب اليمني ونحن نسعى في هذا الإطار لحل سياسي في اليمن وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني وأن يؤدي ذلك لبدء مرحلة انتقالية تحقق الاستقرار في اليمن ومن ثم إعادة الإعمار.

وقال أن المنطقة العربية تمر بمرحلة خطيرة تتعدد فيها الصراعات والأزمات الأمر الذي يستوجب اليقظة والحذر لكل ما يحاك ضد أمننا واستقرارنا ونعمل مع حلفائنا لمواجهة نزعة التدخل في شؤون دول المنطقة وتأجيج الفتن الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين ودعم الإرهاب.

وأضاف خادم الحرمين الشريفين " لقد قامت دولتكم منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز على تطبيق شرع الله والالتزام بالعقيدة الإسلامية وتعزيز مبدأ العدل وتسعى حكومتكم إلى تطوير الحاضر بما لايتعارض مع ثوابت عقيدتنا وقيمنا وتقاليدنا وترسيخ نهج الاعتدال والوسطية ونحمد الله الذي منّ علينا بشرف خدمة بيته الحرام ومسجد رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام".

وبين أن الفساد بكل أنواعه وأشكاله آفة خطيرة تقوض المجتمعات وتحول دون نهضتها وتنميتها وقد عزمنا على مواجهته بعدل وحزم لتنعم بلادنا بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن وفي هذا السياق جاء أمرنا بتشكيل لجنة عليا لقضايا الفساد ونحمد الله أن هؤلاء قلة قليلة وما بدر منهم لا ينال من نزاهة مواطني هذه البلاد من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال والموظفين والعاملين على كافة المستويات وفي مختلف مواقع المسؤولية في القطاعين العام والخاص وكذلك المقيمون بها من عاملين ومستثمرين الذين نعتز ونفخر بهم ونشد على أيديهم ونتمنى لهم التوفيق.

وأكد خادم الحرمين حرص واهتمام الحكومة على استمرارية التنمية ودعمها من خلال تواصل إزالة العوائق وتشجع الاستثمار المحلي والأجنبي وتتبنى استراتيجية التنوع الاقتصادي والسعى لتطوير بنية اقتصادية أكثر قدرة على المنافسة حيث ان استدامة التنمية تلبي احتياجات الجيل الحالي مع الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة وقد أكدت البيانات تراجع العجز المالي حتى الربع الثالث من عام 2017م بنسبة 40 في المائة مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي وطورت الدولة الاستثمار في الصناعات العسكرية والتحويلية والاستهلاكية لتقليل استيراد البضائع من خارج المملكة إضافة إلى التوسع في الخصخصة.

كما أكد ان الدولة ستستمر في دعم وتحفيز القطاع الخاص بجميع الوسائل ودعم وتنظيم النشاط العقاري غير الحكومي وتطويره لرفع كفاءته وتشجيع الاستثمار فيه بما يتفق مع أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

كلمات دالة:
  • السعودية،
  • خادم الحرمين،
  • التحالف الإسلامي،
  • اليمن ،
  • القدس،
  • القضية الفلسطينية
Email