واشنطن تشكّك بالانسحاب.. وموسكو قلقة من عودة الإرهابيين

القاذفات الروسية تعود إلى قواعدها في كالوغا

أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاش المشهد الميداني في سوريا تحوّلاً كبيراً ببدء قوات روسية الانسحاب، الأمر الذي شكّكت فيه الولايات المتحدة، مؤكّدة استمرار عمليات التحالف الدولي، فيما تنامى قلق موسكو من عودة متطرّفين من سوريا.

وكشفت وكالة الإعلام الروسية، عن أنّ قوات من الجيش الروسي المنتشر في سوريا بدأت بالانسحاب. ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع، سيرغي شويغو، قوله إن عناصر من القوة العسكرية الروسية بدأوا بالفعل العودة إلى روسيا، وذلك بعد وقت وجيز على أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بسحب قوات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القاذفات الاستراتيجية «تو 33» التي كانت تقصف مواقع داعش في سوريا انطلاقاً من أوسيتيا الشمالية، عادت إلى قواعدها في منطقة كالوغا قرب العاصمة موسكو.

بدوره، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، إنه لم تعد هناك حاجة لنشر قوات الجيش الروسي على نطاق واسع في سوريا. وأضاف بيسكوف أنّ روسيا ستواصل استخدام الضربات الموجهة ضد الإرهابيين في سوريا عند الحاجة، مؤكداً أنّ بلاده ستبقي على قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية، والقاعدة البحرية في ميناء طرطوس.

تشكيك

وعلى الفور، شكّكت وزارة الدفاع الأميركية بإعلان روسيا عن سحب قسم كبير من قواتها في سوريا. وأكّد الناطق باسم البنتاغون، أنّ تصريحات موسكو حول سحب قواتها لا تعني عادة تقليصاً فعلياً لعديد عسكرييها، ولا يؤثر على أولويات الولايات المتحدة في سوريا، مشيراً إلى أنّ التحالف الدولي سيستمر بالعمل في سوريا وتقديم الدعم للقوات المحلية ميدانياً.

2900

في الأثناء، أعربت أجهزة الاستخبارات الروسية عن قلقها من عودة متطرّفين من سوريا، غداة إعلان الرئيس فلاديمير بوتين سحب قسم كبير من قواته. وأضافت أنّ هناك نحو 2900 متطرّف روسي غالبيتهم من جمهوريات القوقاز حاربوا في العراق وفي سوريا، يضاف إليهم آلاف المقاتلين من دول آسيا الوسطى التي يقيم عدد كبير من مواطنيها في روسيا.

وصرح مدير الاستخبارات الكسندر بورتنيكوف خلال اجتماع للجنة مكافحة الإرهاب في روسيا، أنّ عودة مقاتلين سابقين ضمن جماعات مسلحة مخالفة للقانون يشكّل خطراً حقيقياً إذ يمكن أن يلتحقوا بعصابات إجرامية وخلايا أو حتى المشاركة في تجنيد مقاتلين آخرين.

إحباط ولفت بورتنيكوف إلى أنّه ومع تحرير المعاقل الأخيرة لتنظيم داعش من قبل قوات النظام السوري بدعم من الجيش الروسي، فإنّ قياديي التنظيم ومقاتليه سيسعون إلى البحث عن سبل لمواصلة نشاطاتهم الإرهابية على أراضي دول أخرى بما فيها روسيا، وفق ما نقلت عنه وكالة انترفاكس. وكشف بورتنيكوف عن أنّ أجهزة الأمن الروسية أحبطت 18 مخططاً في 2017، وأوقفت أكثر من ألف مشتبه بينما تم القضاء على 78 آخرين.

خطّة انتخابية

رأت صحيفة إسرائيلية، أمس، أن إعلان بوتين الانسحاب من سوريا جزء من خطته الانتخابية، وأنّه أراد أن يطمئن مواطنيه أنّ أبناءهم سيعودون قريباً من هذه الحرب.

وربطت صحيفة «هآرتس» بين إعلان بوتين قبل أيام نيته خوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، وزيارته المفاجئة لسوريا والتي أعطى فيها أوامره بسحب القسم الأكبر من القوات الروسية من البلاد. وأشارت إلى أن الإعلان يأتي في بداية أسبوع سيشهد مؤتمر بوتين الصحافي السنوي المتلفز، الذي يحضره أكثر من ألف صحافي ليسمعوا منه ملخصاً لنتائج العام.

واعتبرت الصحيفة أنّ ما فعله بوتين من تعهد بإنهاء صراع من أجل إعادة انتخابه تكتيك سياسي قديم، مشدّدة على أنّ ما قام به بوتين هو نزع قابس حرب أكسبته احترام مواطنيه وخوف خصومه.

Email