فلول «داعش» تعاود الظهور في بعض المناطق المحررة

العراق يبدأ تحصين الشريط الحدودي مع سوريا

■ القوات العراقية تقصف مواقع داعش بالموصل في صورة تعود إلى 11 مارس الماضي | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت القوات العراقية أمس، عملية تحصين الشريط الحدودي مع سوريا المجاورة في غربي البلاد، بعد يومين من إعلان رئيس الوزراء العراقي، النصر على تنظيم داعش، في وقت ظهرت فلول للتنظيم في الحويجة، رغم مرور شهرين على تحريرها.

وقال ضابط برتبة عميد ركن، إن «الجهد الهندسي في الجيش العراقي بدأ (الاثنين)، بعمل تحصينات للشريط الحدودي العراقي مع سوريا، بدءاً من شمالي مدينة القائم (غرب)، وصولاً إلى مدينة ربيعة في نينوى (شمال)». وأضاف أن «تلك التحصينات، تتمثل بإنشاء مواقع دفاعية وسواتر ترابية وخنادق، إضافة إلى نشر نقاط للجيش وحرس الحدود لصد أي هجوم أو تعرض لداعش من سوريا باتجاه الأراضي العراقية».

خطة أمنية

من جهته، قال القيادي في حشد محافظة الأنبار قطري العبيدي، إن قوات من الفرقة السابعة مسنودة بقوات من الحشد العشائري، تحركت من ناحية البغدادي بقضاء هيت غربي الأنبار، لمسك الشريط الحدودي مع سوريا، بعد الإعلان عن تطهيره بالكامل، وأن القيادات الأمنية أعدت خطة لنشر قوات أمنية على كافة المناطق الصحراوية التي تم تطهيرها، وصولاً إلى الشريط الحدودي مع سوريا، مبيناً أن "طيران الجيش كثف من طلعاته على الشريط الحدودي مع سوريا للمرة الأولى للحيلولة دون وقوع أي خرق أمني".

وأفاد مدير الشرطة النهرية في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار، النقيب سليمان علي الجغيفي، بأن لواء مغاوير، الفوج الأول من قوات البادية والجزيرة وبطارية مقاومة الطائرات، تحركتا من سد حديثة المائي لمسك الشريط الحدودي مع سوريا، بعد الإعلان عن تطهيره بالكامل من قبل القوات الأمنية والقوات الساندة لها، وبدعم من طيران الجيش.

وأن قوات من الجيش وحرس الحدود وقوات من الحشد العشائري، انتشرت في المناطق الصحراوية المؤدية إلى الشريط الحدودي مع سوريا للمرة الأولى، في خطوة تهدف إلى تأمين الشريط الحدود، ومنع أي حالة تسلل باتجاه المناطق المحررة.

وأكدت الحكومة، استمرار حاجتها إلى المستشارين الدوليين على صعيد تدريب وتأهيل القوات المسلحة، برغم إعلان النصر على «داعش»، مشددة على أن مسكها للحدود مع سوريا، منع تسلل الإرهابيين مرة أخرى إلى البلاد.

وعلى الرغم من إعلان النصر النهائي على «داعش»، وهو أمر لا يمكن التشكيك به، لأن «دولة داعش» المفترضة، انتهت كلياً، إلا أنه لا يمكن الجزم بانتهاء الإرهاب، ويعزو سياسيون وقادة عسكريون ذلك إلى استراتيجية «التخطي»، التي اتبعتها القوات العراقية، في تقدمها لاستعادة البلدات المهمة، وتركها المناطق «الرخوة» من دون معالجة جذرية، الأمر الذي يشكل مصدر قلق للعراقيين والقوات الأمنية.

ظهور خلايا

وكشفت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، عن تسلل خلايا داعش إلى قريتين على الحدود مع صلاح الدين، ما دفع إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى للحشد العشائري. وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، عبد الخالق العزاوي، إن «خلايا من تنظيم داعش، تسللت إلى قريتي البو جمعة والبو كنعان بين ديالى وصلاح الدين، لكنهما ضمن حدود الأخيرة».

مبيناً أن «القريتين خاليتان من سكانهما منذ أشهر طويلة بعد نزوحهم». وأضاف أن «تسلل داعش دفع إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى للحشد العشائري ضمن مناطق وقرى شمال ناحية العظيم القريبة جداً منها، وأن قوات الجيش قصفت بقذائف الهاون، بعض مواقع داعش في القريتين».

كما كشف النائب عن محافظة كركوك، شوان الداودي، عن وجود نحو 1000 مسلح ما زالوا طلقاء في أطراف الحويجة وباقي أطراف المحافظة. وقال إن «كل عناصر داعش الذين لم يسلموا أنفسهم إلى قوات البيشمركة، موجودون الآن في تلك المناطق».

وأكد برهان مزهر العاصي، الذي شارك مع مجموعة من مقاتلي عشيرته في تحرير الحويجة، أن «داعش استغل عملية التحرير السريعة وعدم إجراء عمليات تدقيق، ليختفي في المنازل، الأمر الذي يهدد قضاء الحويجة».

وقال العميد في قيادة جهاز الرد السريع، سعد أحمد الجنابي، إن «53 مسلحاً من داعش ألقوا أسلحتهم في منطقة الوادي التابعة لقضاء الحضر، 80 كيلو متراً إلى غرب الموصل، وسلموا أنفسهم إلى القوات الأمنية المشتركة، التي تنفذ عمليات تطهير واسعة لصحراء الجزيرة والبادية».

خطر ماثل

وذكرت الحكومة الألمانية، أنه لم يتم تحقيق نصر دائم ضد تنظيم داعش حتى الآن، على الرغم من أوجه النجاح التي تم تحقيقها في مكافحة التنظيم في العراق. وقال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية، راينر برويل، بالعاصمة الألمانية برلين، أمس، إنه تم «هزيمة التنظيم الإرهابي في المنطقة»، إلا أنه لا يزال يمثل «خطراً كبيراً غير متماثل في البلاد».

Email