تقارير « البيان»

قوات الحرس تخلخل صفوف التمرد في الساحل الغربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت معركة الحديدة الأثر الكبير الذي تركته قوات الحرس الجمهوري في صفوف الانقلابيين وأعطت دلائل على المصير الذي ستؤول إليه بقية الجبهات بعد اغتيال ميليشيا إيران للرئيس السابق علي عبد الله صالح وتصفية العشرات من قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي.

وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي أن ما بعد اغتيال الرئيس السابق يختلف عما كان قبله، حيث انتزع الغطاء السياسي الذي كان المؤتمر الشعبي يمنحه لميليشيا إيران وأيضاً على الصعيد العسكري، حيث أصبح الشعب اليمني وقواه السياسية في مواجهة واضحة مع ميليشيات طائفية تعمل لصالح المشروع الإيراني.

ويؤكد مراقبون للشأن اليمني أن قوات الحرس الجمهوري التي كان عدد أفرادها يزيد على 45 ألف جندي قد غادر معظم هؤلاء معسكراتهم مع سيطرة الانقلابيين على العاصمة والمعسكرات وأن العدد المتبقي ظل في معسكراته لكن دون المشاركة في المواجهات باستثناء العشرات الذين تم استقطابهم بشكل فردي من قبل ميليشيات إيران.

ووفق هؤلاء فإن هذه الأعداد غادرت معسكراتها بعد مقتل قائد هذه القوات اللواء علي الجايفي في غارة بالخطأ استهدفت مجلس عزاء في صنعاء في حين التحق آخرون في معسكرات بدا يديرها العميد طارق صالح، وأن هؤلاء توزعوا على عدد من الجبهات .

وبالذات جبهات الساحل الغربي ومع البدء بالمواجهة مع ميليشيات إيران في صنعاء ومشاركة الآلاف في هذه المواجهة حدد منتسبو الحرس الجمهوري موقفهم الرافض لميليشيات إيران.

اتساع جبهة الشرعية

وبعد أيّام قليلة من انتهاء المواجهة في صنعاء لصالح التمرد الموالي لإيران سارع منتسبو قوات الحرس الجمهوري في مختلف المواقع للانضمام إلى قولت الشرعية وظهر دور هذه القوة في الساحل الغربي، حيث تَرَكُوا مواقع الميليشيا وقاتلوا إلى جانب المقاومة في تحرير مديريتي الخوخة وحيس، فيما يستعد آخرون للمشاركة في معركة صنعاء التي ستنطلق من جبهة الشرق في مديرية نهم وجنوب شرق العاصمة من مديرية خولان.

رفع الغطاء

وعلى الصعيد الاجتماعي فإن انضمام المؤتمر الشعبي وقواته العسكرية إلى تحالف دعم الشرعية سيرفع الغطاء عن ميليشيا إيران في المناطق القبلية المحيطة بالعاصمة والقريبة منها، حيث إن بقاء الحزب وقواته إلى جوار هذه الميليشيات كان يقدمها للمجتمع القبلي كطرف سياسي يمني، لكن انتهاءها التحالف الآني أظهر للمجتمع وللقبائل انها ميليشيا دخيلة تعمل لصالح المشروع الإيراني في المنطقة وضد المشروع العروبي الذي تعتبر اليمن الموطن الأول للعرب.

وحسب سياسيين يمنيين فإن الميليشيا تجردت من الغطاء السياسي والاجتماعي والعسكري وأن هذا الأمر سيسهل من إنهاء الانقلاب والحسم العسكري، إذ أصبحت كافة القوى السياسية والاجتماعية اليمنية في مواجهة مباشرة مع الحوثي ولم يعد هناك من يؤيد أي نقاش مع هذه المليشيات التي ارتكبت من الجرائم ما لم يعرفه اليمن عبر تاريخه المعاصر.

ووفق رؤية هؤلاء فإن التصفيات التي طالت قيادات في المؤتمر الشعبي ومنتسبي قوات الحرس الجمهوري وصحافيين وناشطين في صنعاء وحجة والمحويت واب، وسعت من صفوف المنتقمين من هذه الميليشيات وأكدت استحالة التعايش معها وغدرها وارتهانها للمشروع الإيراني.

Email