سياسيون وخبراء لـ «البيان»:قمة إسطنبــــول الإسلامية مطالبة بآليات عملية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع برلمانيون وخبراء سياسيون على أنهم ينتظرون من القمة الإسلامية المزمعة في إسطنبول أن تتخذ موقفاً جاداً وأن تضع آليات قانونية لإبطال القرار الأميركي بشأن القدس، كونه مخالفاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وطالبوا بأن يكون التمثيل في القمة على مستوى القادة.

وذلك لإرسال رسالة قوية للولايات المتحدة بأن قادة الدول الإسلامية التي يشكل عدد سكانها قرابة الـ 24% من سكان العالم يعتبرون القدس خطاً أحمر وتمثل قلب العالم الإسلامي ولن يقبلوا بأن يكون عاصمة لإسرائيل.

وقال عضو مجلس الشورى السعودي السابق د. محمد آل الزلفة إن المطلوب من القمة الإسلامية أن تتخذ موقفاً أكثر من مجرد بيان للتنديد والشجب، مثل وضع آليات قانونية لإبطال القرار الأميركي كونه مخالفاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وأضاف أنه يجب على العالم الإسلامي أن يعمل على توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية ودعمها سياسياً ومادياً وإنجاز المصالحة الفلسطينية ليتمكن الشعب الفلسطيني من مواجهة القرار الذي جاء في إطار ما يعرف بصفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

محكمة الجنايات

من جانبه دعا د. حسن صالح عسيري أستاذ العلاقات الدولية بجامعة المجمعة القمة الإسلامية إلى توجيه القيادة الفلسطينية ودعمها في اللجوء إلى محكمة الجنايات الدولية في كل ما يخص القدس والمستوطنات وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات وممارسات احتلالية، ودعوة هيئة الأمم المتحدة للاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين، حيث يمكن في هذه الهيئة الحصول على أغلبية.

وأضاف أن على قاده الدول الإسلامية دعم خطة العمل الفلسطينية لمواجهة القرار الأميركي، والاتفاق مع الجانب الفلسطيني على إلغاء اتفاق أوسلو ووقف المفاوضات، وإرجاع القضية الفلسطينية إلى مربعها الأول.

وأشار الباحث والمفكر السياسي د. حسين بن فهد الأهدل إلى أن القمة مطالبة بأن تكون في مستوى التحدي، للتأكيد أن القدس هي جوهر القضية الفلسطينية التي تعد جوهر قضية المسلمين. لكنه تساءل عما إذا كان بوسع القمة اتخاذ قرارات جريئة مثل تقليص العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية مع الولايات المتحدة الأميركية.

موقف موحد

وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. جمال أبو نحل، إن المطلوب في هذه المرحلة موقف عربي إسلامي موحّد إزاء القرار الأميركي، خاصة انه لا توجد عملية سلام في الوقت الحالي.

ولن يسمح الإسرائيليون بإعطاء الفلسطينيين أي شيء، بل لديهم رغبة بطردهم من الأرض. وأوضح أن أهمية القرار والموقف العربي الموحد تكمن في قوة مساندة الشعب الفلسطيني التي ستكون ضاغطة على ترامب للتراجع عن قراره، ويكون ذلك بخطوات على مستوى السفراء.

وقالت المحللة السياسية أغادير بركات إن الانسحاب من عملية السلام هو أفضل رد على قرار ترامب، لأن عملية السلام أساسها وراعيها أميركا، وبما أنها خالفت القرارات الخاصة بالسلام وقرارات الأمم المتحدة والقدس التي أدرجت ضمن حلول الوضع النهائي.

هنا يكون أفضل حل هو الانسحاب للرد على ترامب، ويتوجب أن تكون الاجتماعات المقبلة على مستوى العرب بمشاركة الرؤساء وليست وزراء الخارجية لاتخاذ موقف جدي.

وقالت المحللة السياسية تمارا حداد إن الوحدة العربية الإسلامية مطلوبة، مع الابتعاد عن عملية السلام تحت الأمر الواقع، لأن الشعب الفلسطيني في وضع ضعيف ومشتت.

بارقة أمل

وأعرب رئيس لجنة فلسطين النيابية الأردنية، يحيى السعود عن اعتقاده بأن القرارات التي ستنتج عن القمة سيكون لها وقع مختلف وواضح، وستعمل على ممارسة الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف أن العالم أجمع على المستوى الشعبي والرسمي رافض لقرار ترامب، وهذا ظهر جلياً خلال الاعتصامات والمسيرات المتواصلة.

ورأى الكاتب المختص في الشأن الفلسطيني حمادة فراعنة أن قرار ترامب والإجراءات المرافقة له فيها من من الخطورة أنها لم تحصل من قبل، فهي المرة الأولى منذ إقامة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي تعلن الولايات المتحدة الأميركية اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

قطع العلاقات

ويؤكد الباحث في الشأن الفلسطيني، عبد الله حمودة أن هذه القمة من المفترض أن تسلط الضوء وتتخذ إجراءات جدية على أرض الواقع، حتى تكون لهذه المناداة والمباحثات أهمية. وأضاف أن من أهم المحاور التي يجب أن تركز عليها قطع العلاقات مع العدو الصهيوني وهذا القطع يتضمن العلاقات بكل أشكالها.

Email