روسيا تتحكم في هندسة عودة النازحين

«داعش» على بعد كيلو مترات من إدلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تطور مفاجئ على الساحة السورية الميدانية، بات «داعش» على أبواب 10 كيلو مترات من إدلب بعد وصول عناصره إلى منطقة قلعة الحوايس، إذ سيطرت مجموعات من التنظيم المتشدد على أراض شمالي المحافظة، بعد أيام فقط من دخول قوات تركية إلى المنطقة، فيما تواصل روسيا مشروع هندسة عودة النازحين في سوريا.


وتمكن مسلحو «داعش» من استعادة أراض في المحافظة، إثر اشتباكات مع تنظيم آخر، وذلك بعد نحو أربع سنوات من طردهم من المنطقة.


وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحي التنظيم سيطروا على قرية باشكون، بعد اشتباكات مع تنظيم «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً).


وجاء ذلك بعد أيام من المواجهات بين تنظيم داعش و«هيئة تحرير الشام» في محافظة حماة المجاورة، تمكن خلالها التنظيم المتطرف من السيطرة على مجموعة قرى في شمال شرقي المحافظة، بحسب المرصد.


وبحسب ناشطين سوريين؛ فإن التنظيم الإرهابي لم يعد يفصله عن محافظة إدلب سوى 10 كيلو مترات.
ظاهرة خطرة
واعتبر مراقبون عودة التنظيم إلى تلك المناطق قد يشكل ظاهرة خطرة، خصوصاً في ظل التقارب بين تنظيم داعش وما يسمى بـ«هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً)، معتبرين أن هذه العناصر تدور في فلك واحد.


وقالت مصادر عسكرية لـ «البيان» إن تقدم داعش باتجاه إدلب سيعيد خلط الأوراق في المناطق الشمالية، وربما ستكون هناك مواجهة طويلة بين هذا التنظيم وفصائل الجيش الحر في المنطقة.


من جهته، قال المحلل العسكري أحمد حمادة، إن التنظيم بات يبحث عن ملاذ آمن له في ظل الضربات المتتالية، وهذا يعني خسارته بشكل كامل على الأراضي السورية، خصوصاً بعد أن أعلن العراق أنه انتهى من التنظيم.
تمدد «داعش»
وأكد أن تمدد داعش إلى تلك المناطق، سيفتح على السوريين مواجهة جديدة مع التحالف الدولي، خصوصاً أن التحالف وروسيا تعهدتا بملاحقة التنظيم أينما وطأت قدمه، داعياً إلى وحدة الفصائل ضد هذا التنظيم.
مشروع روسي


من جهة أخرى، واصلت روسيا مشروع ما يسمى بالمصالحات في المناطق، التي يسيطر عليها الفصائل، إذ حققت عودة العديد من النازحين السوريين في إطار تهدئة الأوضاع، وضمان عودة المهجرين إلى بيوتهم.


وتطرق التقرير الدوري الصادر عن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا، والذي يتخذ من قاعدة «حميميم» مقراً له، للأوضاع في بعض المحافظات السورية.


وأشار التقرير وفقاً لوزارة الدفاع الروسية إلى استمرار العمل المشترك القائم بين المركز الروسي للمصالحة والإدارات المحلية في بعض المناطق في سوريا من أجل تسهيل عودة النازحين إلى ديارهم.
وخلال الـساعات الأخيرة عاد 57 نازحاً إلى بيوتهم، منهم 29 شخصاً إلى ريف حلب و28 آخرون إلى ريف حمص، وقدم أطباء عسكريون روس خدمات طبية لـ 27 شخصاً منهم، فيما تسعى روسيا إلى إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في ما يتعلق بالنازحين من دير الزور.

Email