عمرو موسى لـ« البيان »: فُرقة البيت العربي أضاعت القدس

قرقاش: الخيارات في أزمة القدس عقيمة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن «عقم الخيارات العربية في مواجهة أزمة قرار القدس هو نتيجة طبيعية للاستقطاب الذي تسبب فيه الربيع العربي»، مشيراً في تغريدة على صفحته في «تويتر» أن «حالنا الْيَوْمَ لا يسر والعلاج ليس في جلد الذات».

وأعلنت الرئاسة المصرية أن قمة ثنائية ستجمع اليوم في القاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس لبحث سبل التعامل مع القرار الأميركي. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان إن السيسي وجه الدعوة لعباس «لعقد قمة ثنائية تشاورية في القاهرة الاثنين لتناول التطورات الخاصة باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وسبل التعامل مع الأزمة بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته الوطنية وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».وأجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس اتصالاً هاتفياً بعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بحثا خلاله تطورات القضية الفلسطينية.

عبدالله الثاني بالرياض

ويصل الملك عبدالله الثاني إلى الرياض الثلاثاء، في زيارة تدوم عدة ساعات، لعقد قمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لبحث تداعيات القرار الأميركي بشأن القدس.

وقال مصدر في الرياض إن مباحثات الملك عبدالله الثاني مع خادم الحرمين وولي العهد ستتركز على «التداعيات المحتملة على مستقبل عملية السلام والتطورات التي شهدتها الساحة الفلسطينية مؤخراً، فضلاً عن تبادل الرؤى وتنسيق المواقف بين الرياض وعمّان».

مبادرة جديدة

من جانبه كشف القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد، أن قرار ترامب «لا رجعة فيه»، إلا أنه أشار إلى «مبادرة سلام جديدة» مطلع العام الجاري. وأوضح، في تصريحات صحافية، أن قرار ترامب لا علاقة له بحدود السيادة الإسرائيلية في القدس ولا تأثير لها على نتائج المفاوضات أو الوضع النهائي الذي سيتمخض عنها.

وأضاف أن هذه الخطوة هي «اعتراف بواقع الحال على حد تعبيره وليست بديلا للتفاوض ولا ترسم الحدود الجغرافية للقدس». كما أكد التزام الإدارة الأميركية بالمضي قدما في عملية السلام، لكنه رفض الكشف عن أي تفاصيل بخصوص المبادرة جديدة.

وقال البيت الأبيض إن من المؤسف أن يرفض الفلسطينيون مقابلة نائب الرئيس مايك بنس خلال جولة مقبلة في المنطقة في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال جارود آجين نائب كبير موظفي بنس والناطق باسمه «من المؤسف أن السلطة الفلسطينية تضيع فرصة مناقشة مستقبل المنطقة لكن الإدارة لا تزال مستمرة دون عائق في جهودها للمساعدة على تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفريقنا للسلام لا يزال يعمل بجد لوضع خطة».

وحدة الصف

من جانبه، دعا الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى الدول العربية والإسلامية للتوحد صفاً واحداً، ونقل ملف مدينة القدس بصفة الاستعجال إلى الأمم المتحدة، وعدم التهاون بذلك. وأكد موسى في تصريح خص به «البيان» من العاصمة البحرينية المنامة على هامش مشاركته بمنتدى حوار المنامة والذي اختتم جلساته أمس أن «التفتت الحاصل في المواقف العربية.

وعدم توحد العرب على القضايا المصيرية والأساسية التي تجمعهم، والفرقة الحاصلة بالبيت العربي، هو الذي شجع الأميركان على تسليم مدينة القدس لقمة سائغة للإسرائيليين».

وبين موسى أن الموقف الأميركي سلبي ليس مع الفلسطينيين فقط، بل مع العرب أنفسهم، ومن الأهمية بمكان النظر بشكل جاد تجاه ما يجري، وتجاه الولايات المتحدة كحليف استراتيجي.

حل الدولتين

إلى ذلك، أكد الاتحاد البرلماني الدولي، أن قرار ترامب بخصوص القدس يتناقض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، وستكون له عواقب على عملية السلام في الشرق الأوسط.

وأعرب الاتحاد البرلماني الدولي، في بيان له أمس رداً على رسالة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون لرئيسة الاتحاد حول قرار الرئيس الأميركي، عن أسفه للقرار الذي اتخذته الإدارة الأميركية بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس.

وأشار إلى أن القرار يقوض الوضع القانوني والسياسي لتسوية سلمية بين إسرائيل وفلسطين، وأية آمال في إقامة حل الدولتين.

وأكد الاتحاد البرلماني الدولي، أنه سيواصل متابعة جهوده الرامية إلى تعزيز الحوار والسلام بين الطرفين إسرائيل وفلسطين، وفي منطقة الشرق الأوسط.

خارج السرب

لكن يبدو أن الرئيس التشيكي ميلوش زيمان يغرّد في سرب آخر، إذ رحب بقرار الولايات المتحدة لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، ودعا الحكومة التشيكية إلى أن تحذو حذو أميركا. واتّهم زيمان الاتحاد الأوروبي بالتحيز للفلسطينيين، واصفاً التحالف بأنه «جبان»، في ما يتعلق بالخطوة الأميركية للاعتراف بالقدس، عاصمة لإسرائيل.

ونقلت وكالة أنباء التشيك «سي. تي. كيه» عن زيمان قوله السبت «يفعل الاتحاد الأوروبي الجبان كل شيء حتى تكون الحركة الإرهابية المؤيدة للفلسطينيين مهيمنة، في ما يتعلق بالحركة المؤيدة لإسرائيل التي أمثلها»، حسب تعبيره.

وانتقد بشكل خاص ظهور الفلسطينية ليلى خالد، التي كانت قد خطفت طائرة لشركة «العال» الإسرائيلية، في برلمان الاتحاد الأوروبي أواخر سبتمبر الماضي.

ورفض رئيس وزراء التشيك الجديد، أندريج بابيس بالفعل تلك الخطوة. وقال بابيس «إننا لسنا قوة عظمى يتعين أن تسوي تلك المشكلة»، مضيفاً إنه «على الرغم من أن إسرائيل حليف مقرب، فالخطوة التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمق فحسب الصراع في المنطقة». وحذر من أنه «سيكون هناك المزيد من القتلى وسيكون هناك المزيد من الهجمات».

Email