تحديات ضخمة تنتظر بغداد في مرحلة ما بعد «داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، «انتهاء الحرب» ضد تنظيم داعش في البلاد، إلا أن هذا النصر الكبير يحتاج أيضاً إلى القضاء على الأسباب التي أدت إلى بروزه، وفق ما يشير خبراء.

وخاض العراق معركة عنيفة ضد المتشددين الذين هددوا وجوده في عام 2014.

ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط لدى معهد «إيريس» للشؤون الدولية والاستراتيجية في باريس، كريم بيطار «لا يزال يتعين القيام بالكثير لتجفيف المصادر التي أتاحت بروز تنظيم داعش. حرموا من الظهور وهزموا عسكرياً، لكن المنبع الذي خرجوا منه لا يزال خصباً».

ويعتبر بيطار أنه يجب «أولاً تعزيز قوة السلطات المركزية، مع اتباع سياسات شاملة لا تهمش أي طائفة». ويضيف أنه بعد ذلك «سيكون من الضروري معالجة مشاكل إعادة الإعمار، والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، ومحاربة الفساد..من دون نسيان استئناف المفاوضات مع حكومة إقليم كردستان».

حالة ضعف

ويبدو العراق اليوم في حالة ضعف، بانتظار يد العون التي تساعده على النهوض مجدداً. ومن المرتقب أن يعقد اجتماع للمانحين فبراير المقبل في الكويت، بهدف تقديم المساعدة لإعادة إعمار البلد، في عملية تقدر كلفتها بمئة مليار دولار. ويشير الخبير في الشؤون العراقية والأستاذ في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف، محمد ولد محمدو، إلى أن «حل مشكلة تنظيم داعش ليس عسكرياً فحسب».

ويقول ولد محمدو إن مسألة تنظيم داعش لن تختفي ودحر المتشددون من غالبية البلاد، لكنهم انسحبوا إلى الصحراء، ولا يزالون يملكون خلايا في بعض المدن، بحسب ما أظهرت الهجمات الأخيرة. لذا، يلفت ولد محمدو إلى أنه يضاف إلى ذلك، أن عملية إعادة الإعمار، ستكون في هذه الحالة اجتماعية أكثر منها مسألة بنى تحتية. ويضيف أن الحروب الإقليمية بالوكالة وضعف الحكومات المركزية، لن تسمح في هذه المرحلة بقلب صفحة التطرف المسلح نهائياً.

تعميق الصدع

ويرى بيطار أن ما يسمى بالنظام التأسيسي الذي وضعه الأميركيون بعد 2003، عمد إلى تعميق خطوط الصدع، ما يعني أن التوازن السياسي للسلطة، أصبح الآن منحرفاً تماماً بالانتماءات الطائفية.

الملف الآخر الذي سيكون محط جدل كبير، هو مستقبل مليشيات الحشد الشعبي.

Email