استطلاع «البيان »: إجماع على موقف عربي إسلامي لمواجهة قرار ترامب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت نتائج استطلاعات للرأي أجرتها «البيان»، الأول على موقعها الإلكتروني، والثاني على حسابها في «تويتر»، والثالث على حسابها الرسمي في «الفيسبوك»، بشأن أهم الخطوات الضرورية لمواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي يقضي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

والاعتراف بالأخيرة عاصمة لإسرائيل، إجماعاً حول ضرورة اتخاذ موقف عربي إسلامي موحد، إزاء الخطوة الأميركية المستفزة، وهو ما عبر عنه 77 في المئة من المستطلعة آراؤهم في موقع «البيان»، و80 في المئة على موقع «البيان» في «تويتر»، و70 في المئة من المستطلعة أراؤهم على حساب «البيان» في «فيسبوك».


وأكد المستطلعة آراؤهم في استطلاعات رأي «البيان» الثلاثة على هذه الخطوة، غير أن آخرين رؤوا أن ترافق هذه الخطوة خطوة أخرى، تتمثل في الانسحاب من عملية السلام، وهو ما عبر عنه 23 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع «البيان»، مقابل 20 في المئة على «تويتر» و30 في المئة على حساب «البيان» في الفيسبوك.
انحياز تام
وفي قراءة لهذه النتائج يرى، وزير الإعلام الأردني الأسبق، نصوح المجالي، أنه من الأفضل ألا يتم الإعلان عن الانسحاب من عملية السلام، لعدد من الأسباب، أهمها ألا يسجل على العرب أمام العالم، عدم رغبتهم بالسلام، وأيضاً حتى لا يؤثر هذا الخيار في العملية مستقبلاً، وفي الحقيقة، لا يوجد سلام حتى ننسحب منه.


وأوضح أن «قرار الرئيس الأميركي، هو انحيازه للطرف الإسرائيلي بوضوح تام، وهذا بدوره سيعيق من عملية السلام، ومن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة كلاعب أساسي.. لذا، من العقلانية التوجه لموقف عربي إسلامي موحد، والعمل مع الدول الأوروبية لاستقطابها، خاصة أنها رافضة لهذه الخطوة، إضافة إلى ردع الدول الأخرى بشكل دبلوماسي، حتى لا ينقلوا سفاراتهم».


وفي السياق ذاته، يقول الكاتب الصحافي المختص في الشأن الفلسطيني، كمال زكارنة، إن التوجه إلى موقف عربي إسلامي موحد، هو الخطوة الأفضل التي من الممكن اتباعها لمواجهة قرار ترامب، فمن خلال الضغط السياسي والدبلوماسي على دول العالم، ومن خلالها على مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة لإبطال مفعول خطوة ترامب الأحادية الجانب، .

والإبقاء على قضية القدس كما هي، في إطار قرارات الشرعية الدولية، باعتبارها أراضي عربية فلسطينية محتلة، خاصة أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، يستبق عملية المفاوضات ونتائجها، علماً بأن إسرائيل اتفقت مع الجانب الفلسطيني على تأجيل قضية القدس، ضمن قضايا الوضع النهائي.


ويضيف زكارنة: «الموقف العربي الإسلامي الموحد، المطلوب الآن هو العمل على إقناع عواصم القرار العالمية، مثل موسكو وبرلين ولندن وباريس وغيرها، بالاعتراف الرسمي والعلني بدولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية».
نسف مباشر
ونزل قرار ترامب بشأن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، كوقع الصاعقة على مسامع العالمين العربي والإسلامي بشكل خاص، لما يمثله ذلك القرار من اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبما يشكله أيضاً من نسف مباشر وواضح لعملية السلام، وسط نذر تداعيات مختلفة، تلقي بظلالها على المنطقة برمتها خلال الفترات المقبلة، في ضوء أصوات الغضب المتعالية ضد ذلك القرار الأميركي الفردي، الذي يعصف بكل القواعد والقرارات الدولية ذات الصلة.


ونسف قرار ترامب الأخير، عملية السلام، ووضع على الطاولة العديد من السيناريوهات والمسارات المختلفة، في إطار المواجهة العربية والدولية أيضاً لقرار ترامب، بما يحتم وجود موقف عربي مشترك وفاعل، فيما تلوح في الأفق مطالب بالانسحاب من عملية السلام، التي ماتت عملياً حسب وصف الجامعة العربية ذاتها، عشية إعلان ترامب عن القرار.


ودعا رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، سعد الجمال، إلى ضرورة وجود «موقف عربي موحد» قوي وحازم، إزاء القرار الأميركي الخاص بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يتم خلاله اتخاذ مختلف الإجراءات تجاه واشنطن، سواء على الصعيد القانوني، من خلال المسارات القانونية المختلفة ضد ذلك القرار، أو من خلال الإجراءات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية.


وأكد على ضرورة وجود موقف عربي موحد وحازم، يتم خلاله حشد ودعوة العالم للتضامن مع الموقف العربي، دفاعاً عن القدس في مواجهة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ومقدساته، وفي مواجهة تداعيات قرار ترامب، مطالباً المنظمات العربية والإسلامية المعنيّة، بتحمل مسؤوليتها، والعمل في إطار اتخاذ مواقف مشتركة داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.


ومثل القرار الأميركي تطوراً سلبياً للغاية على مسار عملية السلام. ورغم أن القادة والزعماء العرب قد حذروا ترامب من مغبة اتخاذ ذلك القرار قبل اتخاذه، إلا أن ترامب ضرب بتلك التحذيرات عرض الحائط، وقام باستيفائه كوعد انتخابي قطعه على نفسه إبان مرحلة الانتخابات الرئاسية.
جهود دبلوماسية
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، محمد العرابي، إن المرحلة المقبلة، تتطلب جهوداً دبلوماسية واسعة، تتجاوز مسألة التنديد والشجب وإعلان الرفض، بل المطلوب أن تكون هنالك خطوات عملية، يتم خلالها العمل على حشد جهود المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته ضد هذا القرار، الذي يؤدي لإجهاض عملية السلام برمتها.


وأوضح العرابي أن من بين المسارات، في إطار مواجهة قرار ترامب، هو اللجوء إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية في مواجهة القرار الأميركي الذي تم اتخاذه بصورة منفردة، عاصفاً بكل القرارات الدولية ذات الصلة، مشدداً على أن الجانب الأميركي بذلك القرار، لا يمكن أن يتم اعتباره وسيطاً في عملية السلام التي صارت على وشك الانتهاء، مشدداً كذلك على ضرورة اتفاق الدول العربية وصمود الشعب الفلسطيني.
مقاطعة اقتصادية
وطُرحت خلال الأيام الأخيرة، العديد من الوسائل والأدوات التي يمتلكها العرب في إطار الرد على القرار الأميركي، من بينها خيارات «المقاطعة الاقتصادية»، والتي أشار إليها عضو الاتحاد الدولي للمصريين بالخارج، محمد الجمل، لتكون أداة ضغط على ترامب ومسانديه.
       



 

Email