«الجامعة» تدعو العالم إلى الاعتراف بفلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية

العرب يرفضون قرار ترامب: باطل بقوة القانون

■ جانب من اجتماع الوزراء العرب في القاهرة | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت جامعة الدول العربية أن القرار الأميركي بشأن القدس باطل ولا يرتب أي آثار على الوضعية القانونية للقدس، مشددة خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة أن القرار يضع الشك في الدور الأميركي حول السلام وأن هناك إجماعاً دولياً عبر مجلس الأمن بمنع أي تغيير في وضع القدس إلا من خلال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وشدد الوزراء العرب على أن القرار الأميركي يقوض الثقة العربية بالولايات المتحدة كراعٍ لعملية السلام، داعين دول العالم للرد على القرار الأميركي عبر الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وشارك معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في أعمال الاجتماع الطارئ للجنة مبادرة السلام العربية الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية للدول الأعضاء باللجنة برئاسة المملكة الأردنية للنظر في التطورات الخاصة بالقدس في ضوء إعلان الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة على تويتر قبيل بدء الاجتماع بأن يخرج المجلس بخطة عمل واضحة تجاه التحدي الجسيم الذي تواجهه القدس.

الجبير: استفزاز أميركي

وفي مجريات الاجتماع، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في كلمة له خلال جلسة طارئة لجامعة الدول العربية بشأن قرار ترامب الأخير حول القدس، إن القرار الأميركي بشأن القدس استفزاز للمسلمين. ودعا الإدارة الأميركية للتراجع عن قرارها، منوهاً بالإجماع الدولي الرافض لقرار الرئيس الأميركي.

تقويض الثقة

وقال أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن القرار الأميركي حول القدس يقوض الثقة العربية في الطرف الأميركي. وأضاف الأمين العام خلال جلسة طارئة لجامعة الدول العربية بشأن قرار ترامب الأخير حول القدس، أنه لا سيادة لإسرائيل على القدس. وشدد على أنه وبحسب القانون الدولي أرض محتلة لا سيادة لدولة الاحتلال عليها.

وأضاف: «القرار الأميركي بشأن القدس باطل بقوة القانون الدولي، ولا يرتب أي آثار على الوضعية القانونية للقدس»، لافتاً إلى أن القرار بشأن القدس يدين الولايات المتحدة ويشكك في دورها في تعزيز السلام في المنطقة والعالم وهو قرار مستنكر ومرفوض ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة أو بأي منطق.

وأردف: «مجلس الأمن الدولي أكد في ديسمبر الماضي أن أي تغييرات على القدس لن يتم الاعتراف بها إلا في حال اتفق عليها الفلسطينيون والإسرائيليون عبر المفاوضات»، مؤكداً أن القرار الأميركي سيطلق يد الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان أكثر. وشدد على أن القدس في نظر القانون الدولي هي دولة محتلة لا سيادة للمحتل عليها.

واعتراف الولايات المتحدة بسيادة الاحتلال لا يغير من الحقيقة شيئاً. ودعا أبو الغيط «دول العالم للرد على القرار الأميركي عبر الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وأكد أن الموقف من القدس معيار في علاقة الدول العربية بالدول الأخرى، مطالباً الدول بعدم نقل سفارتها إلى القدس المحتلة.

وشدد أحمد أبو الغيط، على أن هذا الجور على مبادئ التسوية يدعونا إلى مراجعة حساباتنا بعقل مفتوح وحساب دقيق للمكاسب والخسائر.

شكري يحذّر

في السياق، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن الإرهابيين سيحاولون استغلال القرار الأميركي لتبرير أعمالهم، والقرار الأميركي يعيق حل الدولتين. لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني ينتفض دفاعاً عن حقه المشروع. وانتقد صمت المجتمع الدولي على هذا الإجراء بالقول: «المجتمع الدولي يتشدق عن حقوق الإنسان إلا عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين».

في الأثناء، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار إلا إذا نعم به الفلسطينيون. وأضاف الصفدي خلال الاجتماع الطارئ : «لا يمكن أن تظل القدس ساحة لظلم الفلسطينيين ويجب حث المجتمع الدولي للاعتراف بدولة فلسطين».

عدوان على القانون

من جهته، قال وزير خارجية فلسطين رياض المالكي إن قرار ترامب يُظهر عدوانية الولايات المتحدة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب إن القرار يجرد الولايات المتحدة من أهليتها في صنع السلام في المنطقة ومكافأة للاستعمار. وأوضح المالكي أن ما قامت به أميركا بخصوص القدس اعتداء على القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني.

وأردف: «نرفض رفضاً قاطعاً قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي وترامب أقدم على خطيئة بقراره»، لافتاً إلى أن قرار ترامب إعلان غير قانوني ونؤكد أنه لا يؤثر على المكانة القانونية للقدس التي هي أرض محتلة وفق القانون الدولي، والقرار يشجع منتهكي حقوق الإنسان.

وأضاف:«نأمل تكليفاً وزارياً عربياً لتحرك دولي خصوصاً تجاه الدول الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية».

بدوره، أكد وزير خارجية جيبوتي، محمود يوسف، رفضه القرارات الأحادية التي اتخذتها الولايات المتحدة بشأن القدس، لافتاً إلى أنه يجب أن نبني على الرفض الدولي للقرار الأميركي بشأن القدس. وأوضح يوسف، خلال الاجتماع أن قضية فلسطين ستبقى قضية العرب والمسلمين، مؤكداً دعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني وضمنها الدولة الفلسطينية المستقلة.

Email