قرقاش: التزام الخليج بالقضية الفلسطينية والقدس الشريف مبدئي وموثق

فلسطين تشتعل غضباً..وأميركا تلمّح إلى تقسيم القدس

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاولت الولايات المتحدة امتصاص الغضب الشعبي والرسمي فلسطينياً ودولياً على قرار اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي بإظهار تريّثها في تنفيذ نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة لمدة قد تصل إلى عامين، لكن من دون أن يكون لذلك أي أثر على القرار نفسه رغم موجة الاحتجاجات الشعبية والرسمية، ملمحاً أيضاً إلى خيار تقسيم القدس. وفيما انتقدت الأمم المتحدة القرار الأميركي في جلسة خاصة لبحث الملف، حذرت فرنسا من اندلاع انتفاضة جديدة في فلسطين رداً على القرار المخالف للقانون الدولي معتبرةً أن واشنطن وضعت نفسها في عزلة عن عملية السلام.

وعشية اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية في القاهرة اشتعلت الأراضي الفلسطينية بالغضب أمس بتظاهرات عمّت كافة المدن الفلسطينية وامتدت إلى دول عربية وعالمية تنديداً بالقرار الأميركي نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة. وسقط شهيد فلسطيني وجرح المئات خلال مواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال.

التزام

وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية أنّ «التزام دول الخليج العربي وشعوبها بالقضية الفلسطينية وبالقدس الشريف مبدئي ومّوثق». وأضاف معاليه في تغريدة على تويتر: «المواقف السعودية في هذا السياق تتصدر العالمين العربي والإسلامي، وفِي ظل هذه الحقائق لنتجاهل ونهمش تطاول الحاقد والحزبي والمريض».

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة بحث فيها تداعيات القرار الأميركي حيث رفضت مصر الاعتراف بالإجراء الأميركي، مؤكدة في كلمة للمندوب المصري أن القرارات الدولية ترفض الاحتلال الإسرائيلي للقدس، وأن المدينة تحت الاحتلال. وأكد المندوب البريطاني في الاجتماع أن وضع القدس يجب أن يتحدد بناء على المفاوضات. وأضاف أن السفارة البريطانية ستبقى في تل أبيب، وأن لندن تدعم حلاً على أساس أن تكون القدس عاصمة لدولتين فلسطينية وإسرائيلية. بدوره أكد المندوب الفرنسي في الاجتماع، أن بلاده تدعم حل الدولتين، وهذا يقضي بعدم تغيير وضع مدينة القدس.

وأكد منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، أن القدس رمز للديانات الثلاث، مؤكداً الموقف الأممي بأن تغيير وضع مدينة القدس قد يقوض عملية السلام. وقال ملادينوف إن وضع القدس يجب أن يقرر من خلال المفاوضات، منتقدا القرار الأميركي.

وأعرب ملادينوف عن «قلقه الشديد»، إزاء مخاطر تصعيد العنف، بعد قرار واشنطن حول القدس، محذرا من «مخاطر شديدة من احتمال حدوث تصرفات أحادية تبعدنا عن السلام». وأضاف: «الأمم المتحدة أكدت مرارا أن تغيير وضع القدس يمكن أن يقوض عملية السلام، وضع القدس يجب أن يقرر من خلال المفاوضات».

إلى ذلك، حاولت الولايات المتحدة امتصاص الغضب الشعبي والرسمي عالمياً على القرار بالإيحاء أن القرار ليس للتنفيذ الفوري لكن من دون الإشارة إلى إمكانية التراجع عنه. وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، إن نقل السفارة إلى القدس لن يتم قبل عامين على الأقل. وقال تيلرسون بعد محادثات في باريس مع نظيره الفرنسي جان-ايف لودريان، «هذه خطوة لن تحصل هذا العام وربما ليس العام المقبل، لكن الرئيس يريد أن تكون الإجراءات ملموسة وبوتيرة ثابتة».

وأشار تيلرسون إلى خطوات نقل السفارة من تل أبيب للقدس التي تتضمن العثور على موقع، وضع خطط، الحصول على موافقة من الكونغرس على المصاريف المتوقعة «ثم بناء السفارة فعلياً».

وتابع أن «الرئيس في بيانه لم يشر إلى أي وضع نهائي للقدس، فعلياً، لقد كان (ترامب) واضحاً جداً أن الوضع النهائي، بما فيه ملف الحدود، سيترك للأطراف المعنية للتفاوض واتخاذ القرار بشأنها».

روسيا وفرنسا

على صعيد المواقف الدولية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي في فيينا، إن القرار الأميركي يخالف المنطق السليم، فيما دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى «الهدوء».

بدوره، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، من «خطر» اندلاع انتفاضة في الأراضي الفلسطينية.

وقال إن هذه المبادرة «مخالفة للقانون الدولي. نحن لا نوافق عليها ونرغب فعلاً في أن يسود الهدوء رغم كل شيء». ورداً على سؤال عن إمكانية اندلاع «انتفاضة جديدة»، بعد دعوة في هذا الاتجاه أطلقتها حركة حماس قال: «هذا هو الخطر».

مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «وحيدة ومعزولة في هذه القضية».

Email