عشرات الجرحى بالرصاص.. والاحتلال يدفـــع بتعزيزات تخـــــوّفاً من «جمعة الغضــــب»

الأراضــي الفلسطينية تشتعل بالمواجهــات وإضراب شامل يعمّ الضفة والقدس

■ جنود الاحتلال يمطرون المتظاهرين في بيت لحم بالغاز السام والمياه العادمة | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

عمّ الاضراب الشامل الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس، احتجاجاً على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتزام نقل السفارة الأميركية إليها، بينما اشتعلت المناطق الفلسطينية كافة بالتظاهرات والاشتباك مع قوات الاحتلال، وسط دعوات إلى «انتفاضة جديدة»، فيما دفع الاحتلال بتعزيزات من قواته إلى الضفة والقدس تخوفاً من «يوم غضب» اليوم (الجمعة).

واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين في مدن عدة بالضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق الـ48، أصيب خلالها اكثر من 100 شخص، ورشق شبان فلسطينيون قوات الاحتلال بالحجارة قرب دوار المنارة في مدينة الخليل جنوبي الضفة، ورد جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع.

وفي مدينة بيت لحم، واجه جيش الاحتلال الفلسطينيين، الذين نزلوا إلى الشوارع احتجاجاً على القرار الأميركي، بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع. وأصيب أكثر من 15 شاباً بالرصاص والاختناق بالغاز السام المسيل للدموع في مواجهات في مدينتي طولكرم وقلقيلية، وفق ما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني.

ونظم تجمع حاشد في رام الله في الضفة، حيث دعي العاملون في مؤسسات السلطة الفلسطينية للخروج من أماكن عملهم والمشاركة في المسيرات. ودعت القوى السياسية والفصائل، الفلسطينيين للنزول إلى الشوارع والساحات العامة في مراكز المدن، للتنديد بقرار الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وكانت خرجت مسيرات ليلية في بيت لحم وجنين ورام الله ونابلس، وأحرق المتظاهرون في غزة أعلاما أميركية وإسرائيلية وصوراً لترامب. وأفاد شهود أن شوارع القدس المحتلة كانت خالية تماماً، وأغلقت المحلات التجارية والمدارس. وقال صلاح زحيكة (55 عاما) في شارع صلاح الدين، المركز التجاري للشطر الفلسطيني من القدس، «أميركا نزلت من أكبر دولة إلى اصغر دولة في العالم. من أميركا العظمى إلى مستوى دولة صغرى». ورأى أن الفلسطينيين «لن يستقبلوا مثل هذا القرار بالورود. هذا قرار يستفز المشاعر».

مواجهات في غزة

وفي قطاع غزة، أصيب 3 فلسطينيين في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي على حدود جنوبي القطاع، وفق ما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية. وأطلقت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة باتجاه المزارعين ورعاة الأغنام قبالة مناطق حدودية للقطاع.

وأفاد شهود عيان أن الأبراج العسكرية وكذلك قوات راجلة على الحدود، أطلقت النار بشكل مكثف نحو المزارعين ورعاة الأغنام شمال شرقي منطقة جحر الديك ومخيم البريج وسط قطاع غزة ومنطقة القرارة شمال شرق خانيونس دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. كما نفذت الطائرات الحربية غارات وهمية في أجواء القطاع ما أحدث دوي انفجارات كبيرة.

تعزيزات عسكرية

وتحسباً من تظاهرات «يوم الغضب» التي تنطلق بعد صلاة الجمعة اليوم، أرسل جيش الاحتلال، تعزيزات عسكرية إلى الضفة والقدس وحدود قطاع غزة. وقال جيش الاحتلال في بيان إنه تم إصدار قرار بنشر تعزيزات من عدد من الكتائب في الضفة الغربية، ووضع قوات أخرى في حالة تأهب، مؤكدا أن هذا يأتي في إطار الاستعداد لـ«تطورات محتملة».

سياسياً، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أن القرار الأميركي «مستفز». وقال في كلمة ألقاها خلال اجتماع حكومته في غزة، إن الإجراءات الأميركية بشأن القدس إجراءات مستنكرة ومرفوضة ومستفزة، وتقوّض كل الجهود المبذولة لإحياء المفاوضات وتؤجج الصراع...

القدس تتعرض لمحاولة لاغتيال هويتها. واعتبر أن «الوحدة الوطنية وحدها هي صمام الأمان في هذه المرحلة»، كما اعتبر أن «إعادة غزة إلى الشرعية بمثابة حماية للقدس». وشدد على ضرورة أن يكون الرد العملي على ترامب هو «الإسراع في عودة اللحمة الوطنية». وتعهد بأن تعمل حكومته على إيجاد «الحلول لكافة الموظفين» في غزة.

بنس غير مرحب

وأعلن جبريل الرجوب، المسؤول بارز في حركة فتح، إن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي من المقرر أن يزور المنطقة هذا الشهر غير مرحب به في فلسطين. وقال «أنا بقول باسم فتح لن نستقبل نائب ترامب في الأراضي الفلسطينية وهو طالب يشوف الأخ أبو مازن (عباس) في 19 الشهر (الحالي) في بيت لحم لن يكون هذا اللقاء. واحنا بنطلب من بقية العواصم العربية ألا تلتقي مع زعيم أميركي طالما بيقول القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل».

اعتقلت قوات الاحتلال 20 فلسطينياً غالبيتهم من قرية قصرة قرب نابلس في الضفة الغربية، والتي شهدت الأسبوع الماضي استشهاد شاب على يد عصابات المستوطنين. وقال سكان من القرية إن قوات إسرائيلية حاصرتها بعد منتصف الليل وداهمت العديد من المنازل واعتقلت 20 من سكانها.

Email