اعتبروا أنه يوازي «وعد بلفور» المشؤوم

محللون فلسطينيون لـ « البيان »: إعلان ترامب يمهد لقرارات أخرى أصعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

رأى محللون سياسيون فلسطينيون، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لـ «إسرائيل»، الذي وصفوه بـ «وعد بلفور» جديد، سيتبعه قرارات أخرى أصعب على القضية الفلسطينية في سبيل الوصول لـ «صفقة القرن».

مؤكدين أن لهذه الخطوة، التي تأتي ضمن سلسلة خطوات أميركية مقبلة، مخاطر جمة في كل ما يتعلق بالعملية السياسية والاستقرار والأمن في المنطقة، ومن شأنها أن تقطع الطريق على الدور الأميركي في أي جهود سياسية مستقبلية.

ويرى محللون فلسطينيون، أن القرار الأميركي بخصوص القدس، سيتبعه قرارات أخرى أصعب، حيث قال الكاتب أشرف العجرمي، «إننا مقبلون على مغامرة أميركية كارثية لطرح أفكار أو مشروع لحل الصراع، ستعقد الوضع أكثر مما هو عليه، وسيترتب عليه إحباط وخيبة أمل جديدان».

وأكد أن «ذلك يخلق مزيداً من التوتر في المنطقة، ولعل الإدارة الأميركية لا تدرك مدى حساسية التلاعب بمسألة القدس، ولعلها لم تتعلم الدرس من البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي، التي كادت تشعل المنطقة لولا تراجع إسرائيل في اللحظة الأخيرة بإزالة البوابات والكاميرات».

سلسلة قرارات

من جهته، قال المحلل السياسي أكرم عطا الله، إن القرار الأميركي هو بداية لقرارات أخرى، ومقدمة لواقع معين، ولم يكن مصادفة، بل سيتبعه قرارات وخطة أكثر شمولاً لإنهاء الصراع، بما يتوافق مع الرغبة الإسرائيلية، والخطوط التي حددتها إسرائيل للتسوية.

وأوضح أن خطوط التسوية وضعتها إسرائيل، وتعتبرها جزءاً من الثوابت لديها، مثل «القدس عاصمة لإسرائيل»، وسيتبعه الحديث عن الإبقاء على غور الأردن بيد إسرائيل، والإبقاء على المستوطنات، وتبادل الأراضي لصالح إسرائيل مقابل قطاع غزة.

وأضاف أن «السلطة لن تقبل بهذه القرارات، وموقفها ثابت، وهناك خطوط حمراء لديها، في الوقت الذي يعلن فيه ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل، وإعطاء أوامره بالبدء ببناء مقر السفارة في المدينة، لأن أميركا لن تنتظر ردود فعل عربية، ولكن لا خيار أمام الشعب الفلسطيني سوى التحرك وأخذ الأمر على عاتقه». وأشار عطا الله، إلى أن كل الخيارات مفتوحة أمام الفلسطينيين ومقاومتهم.

وفي السياق، قال المحلل السياسي هاني حبيب، إن مضمون خطاب ترامب يدلل على أنه سيواصل جهده من أجل عملية سياسية، وهذا يتناقض مع القرار نفسه، لأن أميركا بعد هذا القرار، ستفقد دور الوسيط، لأنها ليست وسيطاً نزيهاً، وباتت تقف في صف المواجهة.

وتابع أن «إعلان الرئيس الأميركي الالتزام بعملية السلام وقراره الأخير، متناقضان، ولا يتماثلان مع الرغبة الدولية، ما يبعده عن أي دور حقيقي في الصراع، لأن قرارات أميركا، تصب في صالح إسرائيل، وبينهما تحالف استراتيجي».

وبين حبيب، أن «كافة الحلول التي ممكن أن تطرحها الإدارة الأميركية على ضوء ما تسرب من سيناريوهات للحل، وقول أميركا إنها تدرس بعض المشاريع، جميعها لصالح إسرائيل بشكل مطلق، ومن هنا، جاء الرفض الفلسطيني».

وبعد انتهاء دور أميركا كوسيط لعملية السلام، يقول المحلل السياسي ناصر اليافاوي، إن كل ما تقوم به الولايات المتحدة من إجراءات، لا يأتي عشوائياً، بل ضمن خطة إدارته المتماهية مع المشروع الصهيوني، مشيراً إلى أن «القادم أصعب، حيث أسقط ترامب كل الرهانات، وأعطى الضوء الأخضر للقوى المتطرفة أن تتنامى.

وتنسف كل مشاريع التسوية، وسيدخل المنطقة في دوامة عنف، وسيحرق الكثير من المواقف المعتدلة، باعتبار أن قراره يوازي وعد بلفور». وأكد اليافاوي أن «القيادة الفلسطينية سيكون لديها خيارات مفتوحة للمواجهة، منها تحقيق وإتمام المصالحة، وتغيير التحالفات الماضية.

والتقرب من جهات دولية أخرى، وإعطاء هامش أكبر للمقاومة بكل السبل المتاحة، ومواجهة القرار الأميركي في المحاكم الدولية، والمطالبة بوضع استراتيجية عربية وإسلامية للخروج من مأزق وتداعيات التصريح المشؤوم».

Email