خبراء لـ «البيان »: إيران ملاذ الجماعات الطائفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعبر السلوك الإيراني تجاه المملكة العربية السعودية، وتحديداً بعد عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، عن تخبط طهران الواضح أمام استراتيجية المواجهة التي اتخذتها الرياض في الاستجابة لطلب الحكومة اليمنية لاستعادة الشرعية أمام عصابات الانقلابيين.

ويؤكد خبراء ومحللون سياسيون سعوديون لـ«البيان» أن الرياض على قناعة راسخة بأنها هدف لإيران من خلال ميليشيات الحوثي الموالية لها في اليمن، وذلك في إطار استراتيجيتها التوسعية لبسط نفوذها في العالمين العربي والإسلامي.

وقال عضو مجلس الشورى السعودي السابق والخبير السياسي د. محمد آل الزلفة إن ايران لم توقف تهديداتها للسعودية طوال السنوات الماضية، فمنذ اندلاع ثورة الخميني لم تكتف طهران بالتهديدات اللفظية بل حاولت عشرات بل مئات المرات إثارة الوضع الداخلي في السعودية خاصة في المنطقة الشرقية من المملكة في إطار مساعيها للفتنة الداخلية.

وأضاف آل الزلفة ان تاريخ إيران حافل بالانتهاكات السافرة، في ما يتعلق بتدخّلاتها المرفوضة في الشأن الداخلي للمملكة ولبقية دول مجلس التعاون الخليجي انطلاقا من مرتكزين أساسيين أحدهما مذهبي والآخر قومي «فارسي»، من خلال التغرير بالسذج وتحريضهم على الخروج على سياسات بلدانهم وجرهم لمستنقعات الفتنة والحروب الداخلية، لتحقيق أحلام المد الإيراني الذي أفشلته دول الخليج العربية.

أجندة تخريبية

من جهته قال د. عبدالله بن عبدالعزيز القرشي خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية إن اكتشاف القوات السعودية لأسلحة وأموال إيرانية طوال الأعوام الماضية ما هو إلا دليل لدور طهران التخريبي في زعزعة الأمن في المملكة وترويع أبناء الشعب السعودي والمقيمين، مشيرا الى أن طهران كانت قد احتضنت جماعات طائفية من أجل دعمها لتنفيذ سياستها التخريبية في المنطقة .

حيث أوجدت مواقع لتدريب أعضاء تنظيمي «القاعدة» و«داعش» وإيوائهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، وتوفير غطاء أمني لهم بغض النظر عن خلافها المذهبي معهما.

وأضاف القرشي ان ايران قامت من أجل زعزعة الأمن السعودي بإنشاء خلية لـ «حزب الله الحجاز» أو «حزب الله السعودي» هو الذراع العسكري لإيران في شبه الجزيرة العربية، وهي منظمة سياسية أسسها عدد من عملاء إيران.

ورقة طائفية

أما الباحث والمحلل السياسي عبد الله بن محمد العبدلي فقد اعتبر أن التهديد الخطير الذي يمثله تنظيم الحوثي الذراع الإيراني في اليمن على المملكة العربية السعودية لم يعد خافيا على احد في العالم، فالصواريخ التي استهدفت مكة المكرمة تكررت اكثر من مرة، ما ينفي صحة تهديدات وزير الدفاع الإيراني باستثناء مكة المكرمة والمدينة المنورة من الضربات الصاروخية الإيرانية.

وأضاف ان إيران في تهديداتها المتواصلة للسعودية استخدمت ولا تزال تستخدم «الورقة الطائفية» باعتبارها من أهم أدوات تنفيذ الاستراتيجية القومية للدولة الإيرانية التي تهدف لجعل الانتماء والهوية المذهبية تسمو فوق كل الولاءات الأساسية الاخرى، وذلك لخلق طابور خامس يعمل لخدمة الاستراتيجية القومية للدولة الفارسية، وهو ما فشلت فيه إيران أمام سياسة المواجهة الاستراتيجية التي تنتهجها المملكة.

أمن قومي

اعتبرت الكاتبة والمفكرة السياسية، د. سهيلة زين العابدين حماد، أن إيران تسعى لمحاصرة المملكة استراتيجياً، وذلك عبر تعزيز نفوذها في الدول المتاخمة لها وعلى رأسها العراق واليمن .

واستخدام الورقة المذهبية من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة وتوفير الدعم المباشر وغير المباشر لتنظيمي القاعدة وداعش للقيام بعمليات إرهابية داخل السعودية، لكنها فشلت أمام استراتيجية المملكة. وأشارت الى أن سياسة تصدير الثورة ملازمة للعقيدة العسكرية والسياسية الإيرانية ما يجعلها اكبر مهددات الأمن القومي العربي.

Email