الإمارات تحذر من خطورة الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل

رفض عربي إسلامي عالمي للمساس بالقدس

Ⅶ مشهد عام لمدينة القدس يبدو فيه الحرم القدسي الشريف ا إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشعل اعتزام الولايات المتحدة، نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، غضب العالم، وسط تحذيرات من تسبّب هذه الخطوة في تأجيج مشاعر المسلمين، ونسف فرص السلام، فيما تدرس الرئاسة الفلسطينية، الدعوة لعقد قمة عربية طارئة وعاجلة، حال إقدام واشنطن على هذه الخطوة.

وأعرب أحمد عبد الرحمن الجرمن مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون حقوق الإنسان والقانون الدولي، أمس، عن قلق دولة الإمارات البالغ والعميق مما يتردد في وسائل الإعلام بشأن عزم الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

وأوضح أن الإقدام على هذه الخطوة، يعد إخلالا كبيرا بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي، ويخالف القرارات الدولية والتي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس التي لا يمكن المساس بها، أو محاولة فرض أمر واقع عليها.

وقال إن هذه الخطوة ستمثل تغييراً جوهرياً وانحيازاً غير مبرر في موقف الولايات المتحدة المحايد، في الوقت الذي يتطلع فيه الجميع إلى أن تعمل الولايات المتحدة على تحقيق الإنجاز المأمول في مسيرة عملية السلام.

وحذر الجرمن من أنه سيكون لهذه الخطوة تداعيات بالغة الخطورة، وإضفاء المزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتعطيل الجهود الحثيثة القائمة لإحياء عملية السلام، ومن شأنها استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم في ظل محورية القدس وأهميتها القصوى.

وأكد الجرمن موقف دولة الإمارات الثابت من القدس ووقوفها الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني، لينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعلن البيت الأبيض، أن الرئيس دونالد ترامب لن يعلن الآن قراراً بشأن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، برغم انتهاء مهلة أمامه لفعل لذلك. وقال الناطق باسم البيت الأبيض، هوغان غيدلي: «الرئيس كان واضحاً حيال هذه المسالة منذ البداية: السؤال ليس هل ستنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، بل السؤال هو متى سيتم نقلها».

رفض وتحذير

وفي موقف حازم، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن سعي الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس خطوة مرفوضة ولها تداعيات خطيرة، وذلك بعد تلقيه اتصالا هاتفيا من ترامب.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينة، إن عباس تلقى اتصالاً هاتفياً من ترامب أطلع الرئيس، على نيته نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن عباس حذّر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن في المنطقة والعالم.

إلى ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل هاتفيا بالرئيس عباس ليبلغه تأييد روسيا لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بما في ذلك وضع القدس.

اعتداء صريح

وعلى الفور، قال مجلس الجامعة العربية في بيان، أمس، إن أي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يعتبر اعتداءً صريحاً على الأمة العربية وحقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف البيان الصادر بعد اجتماع غير عادي للمجلس على مستوى المندوبين، أن من شأن الاعتراف غير القانوني بالقدس عاصمة لإسرائيل، أن ينسف فرص السلام وحل الدولتين، وتعزيز العنف.

وطالب مجلس الجامعة، الولايات المتحدة وجميع الدول، الالتزام بكافة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، المتعلقة بالمدينة المقدسة، ومبادئ القانون الدولي، التي تعتبر كل الإجراءات والقوانين الإسرائيلية المستهدفة، تغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس ومقدساتها وهويتها وتركيبتها الديموغرافية، لاغية وباطلة.

عبث

بدوره، حذّر الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، من أن العبث بمصير القدس، بما لها من مكانة في قلب كل العرب، من شأنه تأجيج المشاعر ونعرات العنف والعداء والكراهية بطول العالمين العربي والإسلامي.

قمّة طارئة

من جهتها، أعلنت الرئاسة الفلسطينية، أنّها تدرس الدعوة لعقد قمة عربية طارئة وعاجلة، حال إعلان موقف أميركي يمس بوضع مدينة القدس. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن تطوراً مثل هذه الخطوة، تتطلب أن يتحمل الجميع مسؤولياته، تجاه أي مساس بالقدس عاصمة دولة فلسطين.

تداعيات خطيرة

وأفادت وكالة الأنباء السعودية، بأن المملكة عبرت عن أملها في ألا تعترف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وحذرت من أن مثل هذا القرار، ستكون له تداعيات بالغة الخطورة. ونسبت الوكالة إلى مصدر بوزارة الخارجية،أنّ مثل هذه الخطوة سيكون لها تداعيات بالغة الخطورة، واستفزاز لمشاعر كل المسلمين.

تهديد تركي

وحذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه في حال اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، فقد يؤدي ذلك إلى قطيعة في العلاقات بين أنقرة وإسرائيل. وقال إن تركيا، التي تترأس حالياً منظمة التعاون الإسلامي، ستدعو إلى قمة فوراً حال إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأضاف في خطاب: «سيد ترامب! القدس خط أحمر للمسلمين».

حل تفاوضي

وفيما أعلنت وزيرة الخارجية الأوروبية، فيديريكا موغيرني، عن أنّ وضع القدس يجب أن يحل عبر التفاوض، حذر وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابريل، من العواقب بعيدة المدى، حال اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.

قلق فرنسي

وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره الأميركي من الإقدام على الخطوة. وقال ناطق باسم الإليزيه، إنّ ماكرون أعرب خلال محادثة هاتفية مع ترامب، عن قلقه إزاء التحرك المحتمل، وقال إنه يتعين حسم وضع القدس عبر المفاوضات.

زيارة

كما قال الديوان الملكي الأردني إن ترامب اتصل هاتفياً بالملك عبد الله الثاني، أمس، لإبلاغه نيته المضي قدما في قرار نقل السفارة.

ونقل الديوان الملكي عن العاهل الأردني إبلاغه ترامب بأن هذا القرار سيكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ، وسيقوض جهود واشنطن لاستئناف العملية السلمية ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين.

في الأثناء، يعتزم العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، زيارة تركيا اليوم، للاجتماع مع أردوغان، وبحث احتمال الإعلان الأميركي.

ويتأهّب الفلسطينيون لموجة من التظاهرات والاحتجاجات. وقال ناطق باسم التعبئة والتنظيم لحركة فتح: «في حال أعلنت واشنطن موقفها رسمياً بشأن القدس، فإنّ تظاهرات ستندلع، ليس في الضفة فقط، وإنما في غزة والقدس ومناطق 48».

مشاركة

شارك المهندس جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، في أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين التي عقدت أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة، لبحث التطورات التي تمس بمكانة مدينة القدس ووضعها القانوني والتاريخي.

Email