مشاركة الإمارات .. التزام بالعمل المشترك وتقدير لدولة الكويت

ت + ت - الحجم الطبيعي

دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها وحتى الآن، على تسخير كل جهد ممكن من أجل تطوير عمل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والارتقاء بإنجازاته من أجل بلوغ الأهداف التي أنشئ من أجلها في تحقيق آمال وتطلعات شعوب دول الخليج العربي في التكامل والتوحد.

وتشارك دولة الإمارات في قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الـ38 التي انطلقت مساء أمس في قصر بيان بدولة الكويت الشقيقة، انطلاقاً من التزامها بالعمل الخليجي المشترك، وحرصها الصادق على المصير المشترك الذي يجمع بين دول الخليج العربية وشعوبها، كما تأتي مشاركة دولة الإمارات في هذه القمة أيضاً تقديراً لدولة الكويت الشقيقة وأميرها صباح الأحمد الجابر الصباح.

«قائد العمل الإنساني»، الذي يبذل جهوداً كبيرة في سبيل إنجاح العمل الخليجي المشترك، ونظراً للعلاقات المتميزة التي امتدت بين البلدين لعقود مضت على يد المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه جابر الأحمد الجابر الصباح، وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تماسكاً ورسوخاً في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة.

وهي العلاقة التي تعد مثالاً يحتذى للروابط القوية المتأصلة في وجدان شعبي البلدين وفي ضوء تاريخهما المشترك. وكان لدى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قناعة كبيرة بفوائد توحيد دول الخليج العربية، انطلاقا من إيمانه بما تحقق من اتحاد إمارات الدولة السبع في العام 1971، والذي شكل فعلياً النواة لتكوين مجتمع خليجي عربي واحد، تتشارك دوله في العوامل التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

حافز

وقال، رحمه الله، في هذا الصدد، إن نجاح المسيرة الاتحادية بدولة الإمارات، كان حافزاً لبلورة فكرة قيام مجلس التعاون، لقد وضعنا في دولة الإمارات تجربتنا الاتحادية نموذجاً حياً أمام جميع الأخوة في منطقة الخليج، وتطلعنا بعد ذلك إلى الاتحاد الأكبر بين الأشقاء في المنطقة، فجاء تجاوب إخواننا بتوجهاتنا الاتحادية بمثابة دور نور على نور لتحقيق آمال وطموحات شعوبنا بقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وبدأت فكرة الوحدة والاندماج في أعقاب القمة الخليجية التي عقدت على هامش القمة الإسلامية في الطائف، إذ تم الاتفاق المبدئي على قيام المجلس بناء على مشاركة الدول الست، ليتبع ذلك سلسلة من اللقاءات والاجتماعات التحضيرية إلى أن كان لقاء وزراء الخارجية لدول الخليج العربية الست في الرابع من فبراير 1981 ليوقعوا على ما يسمى «وثيقة إعلان قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية».

حلم حقيقة

وفي يوم 25 مايو من العام نفسه أصبح حلم الوحدة الخليجية حقيقة ملموسة، عقب اجتماع الدول الست في مدينة أبوظبي وتوصلها إلى صيغة تحقق التنسيق والترابط بينها في كل الميادين وصولاً إلى الوحدة. وكان قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمراً حتمياً، نظراً لامتلاك هذه المنطقة مقومات كثيرة للوحدة بين مواطني هذه الدول، ويأتي الموقع الجغرافي معززاً لهذه الوحدة، لذلك كانت الرؤية التي يتمتع بها قادة الدول الست هي رؤية استشراف للمستقبل.

روح أخوية

وأكد «إعلان أبوظبي» الصادر في يوم 25 مايو 1981 على الروح الأخوية القائمة بين دول المجلس وشعوبهـا، والسعي إلى تطوير التعاون وتنمية العلاقات وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط، وتعميق وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين الشعوب في مختلف المجالات، وإنشاء المشاريع المشتركة ووضع أنظمة متماثلة في جميع الميادين الاقتصادية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والتشريعية. وتعمل دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً بشكل دائم، على دعم مسيرة المجلس وتفعيل الجهود الجماعية الرامية إلى ترجمة وتطبيق قرارات وتوصيات قمم القادة والزعماء على أرض الواقع، بما يعود بالخير والمنفعة المشتركة على شعوب ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى مختلف الصعد وفي جميع الميادين.

Email