أزمة إنسانية في العاصمة اليمنية

الصليب الأحمر: الوضع الإنساني في صنعاء «مرير»

■ المدنيون يتعرضون لتفتيش مذل من قبل عناصر الحوثي | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثرت المواجهات المسلحة الدائرة في صنعاء بين ميليشيات الحوثي والقوات والقبائل الموالية لحزب المؤتمر الشعبي على طبيعة سير الحياة اليومية في العاصمة، وسط ذعر الأهالي والمدنيين وإحجامهم عن الحركة المعتادة لقضاء حاجاتهم الضرورية.


وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الآلاف من سكان العاصمة صنعاء عالقون في منازلهم، مع القليل من الطعام أو الماء، ولا يستطيعون الخروج خوفاً من الاشتباكات بين ميليشيات الحوثيين وقوات المؤتمر الشعبي والمستمرة منذ الأربعاء الماضي.
وضع مرير
وأوضح مكتب اللجنة في اليمن عبر حسابها في تويتر، أن النساء الحوامل لا يستطعن الوصول إلى المستشفى خوفاً على حياتهن، ووصف الوضع بالمرير.

ومن جهتها قالت منظمة أطباء بلا حدود إن المستشفيات المدعومة منها في صنعاء أُعيد فتحها بشكل جزئي بعد إغلاقها بسبب الاشتباكات، لكنها أشارت إلى أنه ورغم ذلك فلا يزال العديد من المرضى غير قادرين على الوصول إليها.وتصاعدت حدة القتال جنوب وشمال العاصمة، ما جعل العديد من المدنيين عالقين في منازلهم، ضمن مربع المواجهات من شارع الجزائر وحتى شارع الستين وبغداد وفي بيت بوس.
قنص ودبابات


وأكد عدد من السكان الذين تحدثت معهم وسائل اعلام محلية في الحي السياسي الواقع بمنطقة حدة (جنوب العاصمة)، أنهم لم يتمكنوا من الخروج من منازلهم لشراء احتياجاتهم اليومية، بسبب المواجهات الدائرة وانتشار القناصة فوق أسطح المباني وإغلاق الطرق، فضلاً عن قذائف الدبابات التي تدوي بين وقت وآخر.
إخلاء الجرحى
وفي السياق، حذرت المنظمات الإنسانية العاملة في صنعاء من خطورة الموقف على المدنيين، وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في صنعاء في بيان إن «القتال يقيد حركة الناس داخل المدينة ولا يمكن لسيارات الإسعاف والفرق الطبية الوصول إلى الجرحى».

وكانت الحال في الأحياء الشمالية والشرقية من العاصمة والغربية أحسن حالاً مع المواجهات المحدودة، وسط إقبال على شراء المواد الأساسية لتخزينها تحسباً للأسوأ في مقبل الأيام.


وشوهدت طوابير السيارات أمام محطات الوقود في انتظار التزود بالبنزين الذي زاد سعره من 8 آلاف ريال خلال يوم واحد لكل 20 لتراً، إلى نحو 10 آلاف ريال (نحو 25 دولاراً)، وهو مبلغ باهظ بالنسبة لحالة الناس المعيشية. كما زادت أسعار الخضار بنسب تصل إلى 20 في المئة في معظم المحلات، مع وجود صعوبة نقل البضائع من الضواحي الزراعية في أطراف العاصمة، وكذا الخوف من التوجه إلى الأسواق الرئيسية القريبة من المواجهات.


ومنذ ليل السبت (الأحد)، واجه السكان والناشطون معضلة أخرى في التواصل والاطلاع على آخر المستجدات والوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أوقف الحوثيون خدمة الإنترنت «ثري جي» من على الهواتف الجوالة، كما حجبوا المواقع الإلكترونية الموالية لحزب الرئيس المغدور.
مواقع محجوبة
ولجأ الناشطون إلى الاستعانة ببرامج كسر الحجب للوصول إلى «فيسبوك» والمواقع الأخرى لمتابعة الأخبار وتناقل المعلومات حول مستجدات الأوضاع الأمنية والسياسية.


أحد السكان في شمال العاصمة وهو صاحب متجر لبيع المواد الغذائية، أكد أن عناصر الحوثيين بدأوا منذ الليل في إجبار أنصارهم في بعض الحارات على تسليم أولادهم للزج بهم في المواجهات. كما يتخوف أنصار المؤتمر الشعبي والرئيس السابق صالح من أعمال انتقامية تالية سيقدم عليها الحوثيون ضد المدنيين.

Email