الخليج ومصر.. مواقف منسجمة في مواجهة التحديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتخذ دول الرباعي العربي - المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين - مواقف منسجمة في مواجهة التحديات المشتركة، وإدراكًا لطبيعة التهديدات غير المسبوقة التي تواجه المنطقة والتي تتطلب تكاتفًا وتنسيقًا في شتى المجالات، وذلك في ضوء التنسيق القائم بينها والذي ينطلق من عدد من الحقائق، أبرزها نظرية الأمن المشترك وأن أمن واستقرار المنطقة من أمن واستقرار مصر.

ظهر ذلك التنسيق والتناغم والمواقف المنسجمة بصورة واضحة من خلال عملية مقاطعة قطر والتي كشفت بجلاء عن حجم التنسيق بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وتعاونهم في مواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار المنطقة، وإصرارهم على تلك المواقف المبنية على أساس الدفاع عن الأمن القومي في مواجهة العناصر والكيانات الإرهابية والدول والجهات الداعمة لهم.

انسجام

يشير مساعد وزير خارجية مصر الأسبق السفير محمد المنيسي، إلى المواقف المنسجمة بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين، والتي تجلت بوضوح في الموقف القوي المتخذ في إطار الدعوة لمكافحة الإرهاب وعملية مقاطعة قطر التي كشفت عن قوة تلك المواقف والتناغم الحادث بين الدول الأربع بما يصب في مواجهة التهديدات المشتركة ومواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار تلك الدول.

كما يشير المنيسي إلى التعبير الذي استخدمه الرئيس السيسي في وقت سابق والذي لخص علاقة مصر بأشقائها من أن أمن منطقة الخليج من أمن مصر، وأن المواقف المنسجمة والتنسيق والاتفاق حول مختلف القضايا والملفات بين تلك الدول بشأن كل ما يهدد أمنها واستقرارها أمر حتمي تدركه الدول الأربع.

فهذه اللحمة وهذا التنسيق والعمل معًا في مواجهة التحديات دليل قاطع على عدم وجود أي تعارض أو تناقض في المواقف بين هذه الدول الشقيقة وإدراكها لخطورة الوضع ووجوب المواجهة بالتنسيق معًا والتكاتف.

ويشدد على أن هنالك حرصًا مصريًا دائمًا على التنسيق مع دول الخليج، باستثناء تلك الدولة المغردة خارج الصف العربي وهي قطر، وما الموقف المتخذ ضد قطر إلا ترجمة عملية لذلك التنسيق بين الرباعي العربي في مواجهة دولة خارجة عن السرب العربي، وداعمة للإرهاب.

نواة عمل

ويصف خبير العلاقات الدولية بالقاهرة د. سعيد اللاوندي عمل السعودية والإمارات ومصر والبحرين معاً، وما يصدر عنهم من تناغم ومواقف منسجمة بكونه «نواة حقيقية وقوية لعمل عربي مشترك يمكن أن تنخرط فيه دول أخرى كثيرة بشكل أو بآخر، وكأنه جامعة عربية بمفرده، يتم من خلال ذلك التعاون والتنسيق التأكيد على أن العرب لهم كلمة واحدة، وأنهم متفقون حول أدوات مكافحة الإرهاب وحتمية سد منابع تمويله ومن بينها مواجهة قطر التي ثبت دعمها للإرهاب».

ويعتبر الرباعي العربي آلية عمل فعالة ومهمة في إطار العمل على أمن واستقرار المنطقة، يتم من خلاله التأكيد على الموقف العربي الرافض للإرهاب والمناهض لكل دعم أو تمويل للإرهاب في المنطقة، وهو ما عبّرت عنه المطالب التي تم توجيهها إلى قطر والتي لم تستجب لها.

تناغم

وإلى ذلك، يوضح عضو وفد مصر الدائم بالأمم المتحدة سابقًا السفير جلال الرشيدي، أن التناغم الحادث في العلاقة بين مصر والإمارات جنباً إلى جنب والمملكة العربية السعودية والبحرين كانت له آثار واضحة في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الأخيرة، لاسيما أن المواقف المنسجمة بينها أسفرت عن تضييق الخناق على الإرهاب الممول من الدوحة، على اعتبارها دولة داعمة وممولة له، وتؤكد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مراراً وتكراراً على التماسك في مواجهة المخططات التي تحاك للمنطقة، وأنهم لا يعملون بشكل منفرد ومنعزلين عن العالم أو المنطقة.

ذلك التناغم –بحسب الرشيدي- يأتي انطلاقًا من الإدراك الكامل لطبيعة التحديات المشتركة، وتدعم الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب بعضها البعض وتنسق في عمليات مكافحة الإرهاب.

Email