خبراء بحرينيون لـ« البيان »: قطر أصغر من أن تعرقل مسيرة المجلس

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا خبراء بحرينيون الدول الخليجية المقاطعة لقطر، لأن تمضي بطريقها بشكل يحقق التكامل الخليجي المنشود، موضحين بأن الأزمة القطرية صغيرة فعلاً، ويجب عدم المبالغة في النظر بحيثياتها، فالشروط والمطالب واضحة، والحقائق أيضاً.

وبينوا خلال تصريحات لـ«البيان» أن «المشكلة القطرية صغيرة جداً جداً قبالة ما مر به المجلس من أزمات عاتية، كالحرب العراقية الإيرانية، والغزو العراقي الغاشم للكويت».

قلعة العروبة

وقال عضو مجلس النواب البحريني جلال كاظم إن «مجلس التعاون الخليجي العتيد، يمثل أنموذجاً عربياً رائداً ضارباً في جذور التاريخ، ومعبراً عن تلاحم البيت الخليجي، ووحدة كلمته، ومصيره، وإرادته نفسها». وبين كاظم لــ«البيان» أن وحدة البيت الخليجي هي كالقلعة الحامية والحاضنة لتطلعات الشعوب الخليجية، بل هي صمام أمان لنهضتها وازدهارها، وتعظيم مكتسباتها التنموية والحضارية.

وعليه لا يمكن هدم أركانها من قبل دولة قطر البالغة الصغر، والتي تحاول أن تتحرك بمساحة يفوق حجمها على خريطة الجغرافيا والتاريخ.

وهو ما وضعها بعزلة استثنائية، جزاء على ما اقترفه أقطاب الحكم الراديكالي هناك. وتابع أن «37 دورة لقمة مجلس التعاون الخليجي قدمت لشعوبها الأمن والأمان، والنهضة الشاملة، ناهيك أن المجلس يمثل ثقلاً اقتصادياً وسياسياً عالمياً، فكلمته مسموعة، وحضوره بالغ ومؤثر، واتفاقياته الدولية ينظر إليها بعين الاحترام والتقدير، وله شركاء فاعلون ومؤثرون على مستوى العالم».

التكامل الخليجي

وأكد المحلل السياسي أحمد جمعة أنه «يجب أن نأخذ بالاعتبار البيت الخليجي بالصورة التي نطمح لها، وبالأسس التي أقيم لأجلها، والرامية في الوصول للوحدة الخليجية، ولكن الحاصل وللأسف الشديد بأنه وخلال الفترة الماضية، وبالرغم من وجود الرغبة الحقيقية نحو تحقيق التكامل الخليجي، دأب عنصر فاسد داخل هذا البيت على محاولة التدمير والهدم لكل يتم بناءه، وأعني قطر».

وأضاف أنه «الآن وبعد الانتفاضة التي قامت بها الدول الخليجية الثلاث ومعها مصر، تغير الحال تماماً، وكل المتغيرات السياسية الأخيرة المثلجة للصدور، والتي تمت رغماً عن أنف قطر، تؤكد بأن البيت الخليجي أصبح اليوم أقوى من أي وقت مضى، وبأن السياسة الخليجية لدول المقاطعة والتي تقوم على عزل قطر، وتحييد إعلامها الأصفر وتعريته، نجحت وآتت ثمارها».

وأردف أن «الدول الخليجية، مدعوة بأن تمضي بطريقها بشكل يحقق التكامل المنشود، فالأزمة القطرية صغيرة فعلاً، ويجب عدم المبالغة في النظر بحيثياتها، فالشروط والمطالب واضحة، والحقائق أيضاً».

وأكمل جمعة، «متفائلون من تكامل البيت الخليجي خلال المرحلة المقبلة، والذي يرتكز على المرحلة الحالية والتي نفخر ونفاخر بها جميعاً، وإذا لم يدرك البعض واقعية سياسة الدول الخليجية المقاطعة الآن، سيدرك ذلك مستقبلاً، وكذلك هو ذات الحال بالنسبة للشعب القطري الشقيق».

قطر الصغيرة

وقال المشرع والقانوني فريد غازي رفيع إن «منظومة مجلس التعاون الخليجي والتي تضم ستة دول خليجية، ولأكثر من سبعة وثلاثين عاماً، تمثل تطلعات شعوب الخليج، وكل الإنجازات التي حققها الأجداد والآباء، هي ملك للشعوب وأي مشكلة جانبية بالنسبة لقامة المجلس الكبيرة، تعتبر من الأمور التي لا قيمة لها».

وزاد غازي أن «المشكلة القطرية صغيرة جداً جداً قبالة ما مر به المجلس أزمات عاتية، كالحرب العراقية الإيرانية، والغزو العراقي الغاشم للكويت.

وحروب متعددة ضد الإرهاب، وضد التغول الإيراني المجرم، وعليه فإن الأزمة القطرية أصغر من أن تعثر مشاريع المجلس، لأنه أكبر وأقدر وأنضج منها». وأضاف أننا «نتطلع بأن تنجح هذه القمة من أجل خير الشعوب الخليجية والعربية، وأن تثب بنا لواقع جديد مغاير، مستقر، وآمن».

مكتسبات المجلس

ثمنت الكاتبة الصحفية منى المطوع مبادرات أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، مشيرة إلى أن دوره الإيجابي في الأزمة، يعود لرغبته في إكمال مسيرة الكويت المضيئة في العمل الخليجي، وتعزيز مسيرته التنموية، وبالثبات على الأركان التي أسس لأجلها مجلس التعاون الكبير.

وأشارت المطوع إلى أن التعاون العسكري القائم بين دول المجلس، لا سيما قوات درع الجزيرة، جاء أساساً للحفاظ على مكتسبات ومقدرات دول المجلس، ضد المخاطر التي تحدق بها هنا وهناك، ولقد أوتي ثمرات هذا التعاون في حرب الخليج الأولى، وفي الحرب ضد المليشيات الحوثية باليمن، وعليه فإن بقاء مجلس التعاون الخليجي، واستمراريته، والدفع به نحو التكامل أمر استراتيجي لا مناص منه.

وزادت أن «النظام القطري يدفع اليوم نتائج أفعاله المشينة نحو جيرانه، ومشكلة قطر ليست مصيرية، بل فردية، وأكبر دلالة على ذلك هو استمرار دول الخليج العربي بنهجها التنموي والريادي، بمعزل عن قطر».

Email