تقارير البيان

«إيساف».. ملفات معقدة وتحديات تُصعّب المهمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت عشر من دول القارة الإفريقية في الانضواء تحت لواء قوات طوارئ شرق أفريقيا (إيساف) في تنفيذ عدة تمارين ميدانية آخرها تمرين «سلام الشرق 2» الذي استضافته منطقة جبيت العسكرية شرقي السودان كأضخم تمرين لإيساف منذ تشكيلها في العام 2004، والذي اختتم أمس بتأكيد السودان على لسان وزير دفاعها عوض بن عوف الحاجة للتضامن من أجل هزيمة الإرهاب في إفريقيا،ولكن يبقى السؤال الذي يطرحه الخبراء العسكريون، حول مدى استطاعة هذه القوات ونجاحها في تحقيق ما رسم لها من أهداف في المنطقة الأكثر هشاشة في القارة، والتي تواجه الكثير من التحديات والمهددات الأمنية.

فالمنطقة ذات الموقع الاستراتيجي من القارة الإفريقية ظلت الصراعات والنزاعات الداخلية تحكم سيطرتها على العديد من بلدانها بجانب بروز التنظيمات الإرهابية المتشددة التي تحاول التمدد في عمق مجتمعات المنطقة، وبروز تحديات تهريب المخدرات وتنامي ظاهرة الاتجار بالبشر ما جعلها مهددا أمنيا ليس للقارة الإفريقية فحسب وإنما خطرا للسلم والأمن الدوليين.

مهام مقبلة

وبحسب المدير التنفيذي لسكرتارية قوات طوارئ شرق أفريقيا عبدالله عمر بو فإن الهدف الأساسي من تنفيذ تمرين «سلام الشرق2» الذي مقرر أن تختتمه قوات طوارئ شرق أفريقيا اليوم يتمثل في إعداد القوات لتنفيذ ما يوكل لها من مهام تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، ويشير بو إلى أن التمرين يمثل خطوة كبيرة في اتجاه إعداد القوات لمهام مقبلة، كأغراض التدخل لدحر التمرد والانفلاتات الأمنية والتأمين في حال حدوث انهيار للأمن في إحدى دول الإقليم والسعي لمعالجة تداعياته الأمنية والاجتماعية من خلال مكونات القوات الثلاثة (العسكري والأمني والشرطي).

بالمقابل، يرى الخبير العسكري ونائب رئيس الأركان السودانية الأسبق محمد بشير سليمان، يرى في حديث لـ«البيان» بأن قوات إيساف لا تعدو عن كونها مظهرا من مظاهر أشواق الأفارقة، ويشير إلى صعوبة نجاح هذه القوات في تحقيق أهدافها في ظل ما تواجهه المنطقة من هشاشة وتداخل وتدخل إقليمي ودولي، إلى جانب أن المنطقة واحدة من أكثر المناطق في أفريقيا تأثرا بما يجري في منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد بروز الحركات المتشددة والجماعات الإرهابية المتطرفة التي تمثل المهدد الأمني الأخطر في المنطقة.

تقاطعات مدفونة

ويشير سليمان إلى أن هناك صراعات وتقاطعات مدفونة بين عدد من حكومات المنطقة وهو ما يمثل عائقا أمام القوات في حال بدأت تنفيذ مهمتها بشكل عملي، إلى جانب انعدام الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في عدد من دول شرق أفريقيا ما يزيد من تداعيات مهددات الأمن القومي لهذه الدول، بالإضافة إلى أن دول شرق أفريقيا لا تمتلك القدرات المالية الكافية لجعل هذه القوات قادرة على التدخل السريع.

تدخُّل سريع

ويذهب الخبير الأمني السوداني عبدالرحمن أرباب في حديثه لـ«البيان» إلى أن قرار إنشاء قوات طوارئ شرق أفريقيا صدر عن الاتحاد الأفريقي وبالتالي فإن قرار تدخلها لإنهاء أية أزمة يأتي عبر الاتحاد ودعمه وسنده، ويشير أرباب إلى أن الهدف الأساسي لإيساف التدخل السريع لحفظ السلام ومعالجة تداعيات الحرب من خلال مكوناتها الثلاثة، ولم يستبعد أن تواجه القوات صعوبات غير أنه أكد بأنها يمكنها أن تسهم وبشكل كبير في حفظ السلام والاستقرار في الإقليم، باعتبار أنها قوات أفريقية مدركة لطبيعة المنطقة ومجتمعاتها، وأضاف «هي تجربة وأتوقع نجاحها وتحقيق مطلوبات تكوينها إذا صدقت النوايا».

Email