الرئيس الفلسطيني يجري اتصالات مع عدد من قادة الدول

دعوات إلى اجتماعات عربية وإسلامية لحماية القدس

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحركاً دولياً كثيفاً، أجرى فيه محادثات عاجلة مع عدد من زعماء دول العالم، رداً على انتشار تقارير عن عزم الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، وبالتزامن دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إلى عقد اجتماع طارئ لمندوبي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الدائمين، لبحث عزم الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمةً لإسرائيل.

وذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية الرسمية أن عباس «يقود، منذ مساء يوم السبت، حملة اتصالات هاتفية عربية ودولية، شملت عدداً من زعماء العالم، أطلعهم خلالها على ما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر، وما هو المطلوب من أجل حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية».

ولي العهد السعودي

وأجرى الرئيس الفلسطيني اتصالاً هاتفياً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إذ طلب «تدخل المملكة العربية السعودية العاجل لما لها من مكانة على المستويين العربي والدولي، من أجل حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية».

وأكد محمد بن سلمان، حسب «وفا»، «أن هذا الموضوع يحظى بأولوية خاصة لدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولديه شخصياً ولدى المملكة العربية السعودية، وأنه سيتابع الموضوع مع الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية».

كما أجرى عباس اتصالاً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تم خلاله تأكيد الأهمية الملحة لحماية مدينة القدس في ظل المخاطر التي تحدق بها.

وهاتف الرئيس الفلسطيني أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، و«استعرض المخاطر التي تهدد المدينة المقدسة، وضرورة التحرك على كل المستويات لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية».

العاهل الأردني

وهاتف الرئيس الفلسطيني العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، واتفق الرئيس والملك على مواصلة التشاور في الأيام القليلة المقبلة. وقالت وكالة «وفا»: «ثمن الرئيس الجهود التي يبذلها الملك ومواقفه الداعمة لشعبنا وللقضية الفلسطينية، وتحديداً تجاه مدينة القدس».

وأجرى عباس، بعد ذلك، مكالمة هاتفية مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، لبحث التطورات الأخيرة حول مدينة القدس، واتفقا «على استمرار التواصل خلال الأيام المقبلة، للوقوف على آخر المستجدات».

واستمرت هذه الحملة باتصال الرئيس الفلسطيني بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، إذ طلب عباس منه «بصفته رئيس القمة الإسلامية، التحرك العاجل من أجل مواجهة التحديات المحدقة بالقدس والمقدسات». وحسب ما نقلته وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، أكد أردوغان دعم بلاده لفلسطين فيما يخص قضية القدس، مشدداً على ضرورة إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

الرئيس الفرنسي

كما استمرت حملة الرئيس الفلسطيني بمحادثاته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ أشار فيها عباس إلى «المسؤولية الدولية في عدم تغيير الوضع القائم فيها وفق الاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي الذي ينص على أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية». وأكد الرئيس الفلسطيني «ضرورة عدم اتخاذ أي مواقف تجحف بنتائج مفاوضات الحل النهائي سلفاً، وضرورة التحرك على كل المستويات من أجل ضمان ذلك».

دعوة لاجتماعات

ودعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إلى عقد اجتماع طارئ لمندوبي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الدائمين، لبحث اعتزام الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال موقع وزارة الخارجية الفلسطينية إن هذه الدعوة جاءت خلال اتصالات أجراها وزير الخارجية رياض المالكي «بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، كما أجرى اتصالاً آخر بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني».

وأضافت أن المالكي أطلع الأمناء العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي على ما يتم تداوله بشأن عزم ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

كما بدأ الأردن مشاورات مع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للدعوة لاجتماعين طارئين على مستوى وزراء الخارجية، لبحث التطورات.

البيت الأبيض: لا قرار بعد

أعلن جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أن ترامب لم يتخذ حتى الآن قراراً بخصوص الاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو قرار يتوقع البعض إعلانه يوم الأربعاء.

وقال كوشنر في مؤتمر سنوي عن السياسات الأميركية في الشرق الأوسط نظمه معهد بروكنجز للأبحاث في واشنطن: «لا يزال يدرس الكثير من الحقائق المختلفة، وحينما يتخذ قراره سيكون هو من يبلغكم به وليس أنا».

Email