«موفق السلطي» البديل الأقرب لقاعدة «العديد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء التحرك الأميركي بعد موافقة الكونغرس على مخصصات مالية إضافية لـ"البنتاغون" لتأهيل وتوسيع مساحة القاعدة الاستراتيجية الأردنية التي تحمل اسم قاعدة "موفق السلطي"، وتخصيص مبلغ 143 مليون دولار من البنتاغون، لتطوير هذه القاعدة الموجودة بالأزرق بالقرب من الحدود الأردنية مع كل من سوريا والعراق، خطوة في سياق التأكيد على أمن المنطقة والذهاب أبعد نحو بديل لقاعدة العديد في قطر على اعتبار أن الأخيرة لا تعمل على مكافحة الإرهاب.

وأظهرت الصحف الأميركية نية الحكومة إبقاء قوتها العسكرية في سوريا بأعداد كبيرة، لاسيما في إطار استمرار ضرباتها ضد تنظيم داعش الإرهابي مما زاد من احتمال اعتماد الولايات المتحدة على القاعدة الأردنية بديلاً عن قاعدة العديد.

موقع استراتيجي

أكد رئيس قسم العلوم السياسية، د. محمد خريشة أن الأردن يعد أحد الحلفاء الرئيسين بالنسبة للولايات المتحدة ، وأن هذا التحرك الأميركي جاء من قبيل تقديم المساعدات والدعم الأمني، وبالنسبة لهم يهمهم بالدرجة الأولى أن يكون لهم قواعد في موقع استراتيجي كالأردن.

يضيف خريشة: منذ فترة تم تبني هذا المشروع، وقد جاءت المصادقة عليه من قبل الكونغرس بالتزامن مع مجموعة من العوامل ابرزها الظروف الإقليمية التي تمر بها المنطقة، والاستراتيجية الأميركية لمكافحة الإرهاب اضافة الى زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أخيراً الى واشنطن التي تضمنت سلسلة من اللقاءات المهمة.

ظروف سياسية

بدوره،قال الخبير العسكري، د. أديب الصرايرة إن هنالك عدة أسباب لاختيار الأزرق وهي أسباب جغرافية واخرى سياسية. فقاعدة الأزرق استخدمت في السابق في الحرب ضد تنظيـم داعش وحققت دوراً مهماً حيث يعد موقعها المتوسط القريب من العراق وسوريا وغيرها من دول موقع مهماً يؤهلها لتكون قاعدة جوية. اضافة الى طقسها المعتدل يصلح للطيران في معظم أيام السنة.

ويضيف الصرايرة: ومن الأسباب السياسية في أن الأردن من الدول المستقرة وعلاقته مميزة مع الولايات المتحدة ، وفي الوقت الذي اصبح هنالك تشويش واضح في العلاقات الأميركية التركية، قد تصبح هذه القاعدة بديلاً لقاعدة «إنغرليك» التركية.

أيضاً الظروف الراهنة التي فرضت معادلات جديدة أدت بمحصلتها الى تحركات جديدة على الساحة فالمقاطعة التي قامت بها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ضد قطر أثر بشكل حقيقي على قاعدة «العديد»، وبالتالي من المرشح أن تكون هذه القاعدة بديلاً لـ«العديد».

البديل الأول

وخاصة أن ترامب أعلن أكثر من مرة أن هنالك عشرة بدائل عن قاعدة «العديد» ومن ضمن البدائل المتوقعة في المرحلة القادمة النقب، فهنالك اصرار أميركي لإثبات وجودهم في المرحلة المقبلة في الشرق الأوسط بما يعادل الوجود الروسي الإيراني، والوعود بحل القضية الفلسطينية، فهذه القاعدة تعزز الرؤية الأميركية وتؤكد على دورهم المقبل.

أما الخبير الاستراتيجي، د. فايز الدويري فبين أن هذه القاعدة تعتبر مكسباً بالنسبة للولايات المتحدة بسبب موقعها الاستراتيجي، وقربها من سوريا والعراق والسعودية، سواء أميركا لديها رغبة بالاستغناء عن قاعدة العديد أو انغرليك أو كليهما، فهي تسعى بأن يكون لها قاعدة ضمن هذا الموقع المتوسط المناطق الملتهبة.

في الوقت الذي بينت به نشرة «سترايبس آند ستارز» العسكرية المتخصصة، أن تكون إجراءات توسعة وتأهيل القاعدة الأردنية، في نطاق الاستغناء التدريجي عن الفعاليات الرئيسة التي تتولاها قاعدة «العديد» بعد أن شكلت المقاطعة العربية لقطر واقعًا جديدًا استدعى البحث عن بدائل محتملة.

وقد أظهرت نشرة «سترايبس» نقلا عن الوكالة الأميركية للطاقة الذرية، إن قاعدة موفق السلطي تحتاج إلى الكثير من المخصصات والبرمجة لتحل محل قاعدة «العديد» ولو جزئيًا وتدريجيًا، لاسيما وأن قاعدة العديد تضم مقر القيادة المركزية الجوية للولايات المتحدة، ومجموعة القوات الاستكشافية رقم 83، وجناح المشاة الجوية رقم 379، بإجمالي قوات تقل الآن عن 11 ألف جندي وحوالي مئة طائرة تشغيلية.

Email