تقرير إخباري

اعتقال زعيم «المحاميد» ينذر بموجة عنف في دارفور

ت + ت - الحجم الطبيعي

حالة من الجدل أثارها إلقاء القبض على زعيم قبائل المحاميد وقائد مليشيا الجنجويد في دارفور موسى هلال من قبل قوات الدعم السريع التابعة للجيش السوداني، إذ تباينت ردود الأفعال ما بين مؤيدة للخطوة، ومعارضة لها.

ووفق مصادر مطلعة ومتابعة لتطورات الأوضاع في دارفور، فإن تحولات كبيرة في أسلوب إدارة الصراع بالإقليم المضطرب منذ أكثر من عقد، بدأت تطرأ بعد تضعضع الحركات المتمردة وانقساماتها الداخلية.

نهب

وعلى الرغم من انخفاض وتيرة العنف في إقليم دارفور خلال الآونة الأخيرة، إلا أن مظاهر التسلح وعمليات النهب المتقطعة لا تزال تمثل المهدد الأكبر للمدنيين في الإقليم، الأمر الذي شكل في الوقت ذاته هاجساً أكبر أمام الحكومة السودانية التي تسوق لانتهاء التمرد في دارفور وتسعى وبكل ما أوتيت من قوة لإعادة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم الأصلية بعد أن شردتهم الحرب داخلياً وخارجياً، وهو الأمر الذي أكده الرئيس السوداني عمر البشير أكثر من مرة أن التمرد في دارفور قد انتهى إلى غير رجعة، وأن ما تبقى فقط مرحلة نزع السلاح غير القانوني من أيدي المليشيات والمتفلتين.

ويرى مراقبون مؤيدون للقبض على الزعيم القبلي موسى هلال، أن من شأن الخطوة التأكيد على جدية الحكومة في حملتها لجمع السلاح، حتى وإن استدعى ذلك استخدام القوة ضد المليشيات الموالية لها مثل مليشيا حرس الحدود التي يقودها موسى هلال.

والتي لعبت أدواراً بارزة بجانب القوات الحكومية في بداية الحرب على الحركات المتمردة في الإقليم. ويمضي المراقبون إلى القول إن اعتقال موسى هلال وتفكيك مجلس الصحوة الثوري الذي أنشأه عقب خلافاته مع الحكومة، يمثل رادعاً أيضاً لمليشيات مشابهة رافضة تسليم سلاحها للسلطات الحكومية وتنفذ عمليات سلب ونهب في الإقليم.

زلزال

في المقابل، يشير آخرون إلى أن اعتقال هلال لن يمر دون إحداث زلزال جديد في الإقليم، وذلك لما يتمتع به الرجل من نفوذ ممتد ليس في دارفور فحسب بل حتى في الدول المجاورة، متوقعين أن تعيد العمليات الحربية التي شهدتها منطقة مستريحة معقل هلال الإقليم إلى دائرة الصراع مجدداً وبشكل أشد عنفاً لما يمكن أن تحدثه الخطوة من استقطاب قبلي وإثني في منطقة تمثل الصراعات القبيلية فيها أبرز التحديات الأمنية.

عنف

ويذهب زعيم حركة تحرير السودان المتمرد مني اركو مناوي في هذا المنحى بعد انتقاده بشدة اعتقال موسى هلال، معتبراً أن من ذلك ينذر موجة جديدة للعنف في الإقليم، محملاً الحكومة مسؤولية ما جرى بمنطقة مستريحة في شمال دارفور خلال عملية اقتحام مقر هلال. وقال مناوي في بيان، إن ما حدث يمثل جريمة ضد الإنسانية، ويهدف لتحجيم نشاط موسى هلال خوفاً من أن يقدم شهادته للمحكمة الجنائية، مطالباً بعثة «اليوناميد» التحرك فوراً لتقصى الحقائق حول الأحداث، وإجراء تحقيق أممي مستقل، وإطلاق سراح هلال.

Email