في ندوة «كلنا الإمارات» بأبوظبي تناولت دور جمعيات النفع العام:

الأزمة مع قيادة الدوحة وليست مـــع الشعب القطري

المتحدثون خلال ندوة «الأزمة القطرية ودور جمعيات النفع العام» | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت جمعية «كلنا الإمارات» صباح أمس، ندوة بعنوان «الأزمة القطرية ودور جمعيات النفع العام» في تعزيز الوعي المجتمعي في جامعة خليفة بأبوظبي، تحدث فيها عدد من الشخصيات الاجتماعية وحشد من وسائل الإعلام المختلفة.

وألقى الشيخ مسلم سالم بن حم العامري رئيس مجلس إدارة جمعية كلنا الإمارات، كلمة الجمعية، وأكد خلالها أن دولة الإمارات العربية المتحدة، انتهجت ومنذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مبادئ حسن الجوار والانحياز للقضايا العادلة ومناصرة الشعوب المظلومة ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين في جميع أنحاء العالم.

وأضاف: إن الإمارات حافظت على حرمة الجار وصلة الأرحام ونشر مبادئ التسامح، للحفاظ على البيت الخليجي، وأكد أن الأزمة مع قطر هي مع القيادة القطرية وليست مع الشعب القطري الشقيق.

استقرار الخليج

من جانبه، أكد د. سعيد بن هويمل العامري، في كلمة المشاركين أن القيادة القطرية بأفعالها التي تستهدف أمن واستقرار الدول الخليجية والعربية حتّم على الدول الخليجية والعربية من اتخاذ موقف حازم تجاهها وبخاصة من المملكة العربية السعودية ومن الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر، وبتأييد عربي وعالمي واسع، بسبب إصرارها على زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وبسبب انتهاجها سياسات تؤدي إلى الوقيعة بين شعوب المنطقة.

وأضاف العامري أنه انطلاقاً من الواجب الوطني، وتأكيداً على دور جمعية كلنا الإمارات والجمعيّات ذات النفع العام، والمؤسسات الأهلية في الإمارات التي تشكل نسيجاً اجتماعياً مترابطاً فإننا تداعينا لهذه الندوة التي تضم باحثين ومتخصصين لقول كلمة حق، وتعزيز الوعي المجتمعي، وتوسيع مشاركة الإنسان الإماراتي للوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الرشيدة والحكيمة.

وشدد على أن حماية الوطن واجب وطني وشرعي على كل أفراد المجتمع، وأن حماية الشباب من تأثير التطرف على عقولهم وأفكارهم بتأكيد الانتماء للوطن وحمايته هي مسؤوليتنا جميعاً وهي مسؤولية وطنية.

ثوابت الإمارات

وبدأت أعمال الندوة مع الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ محمد خلفان الصوافي، وقدم فيها د. عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية ورئيس المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، ورقة عمل بعنوان ثوابت لتعامل الإمارات مع الإرهاب والجماعات الإرهابية، وركز خلالها على عدة محاور، أهمها التعامل المبكر والاستباقي مع الإرهاب والجماعات الإرهابية.

وأكد أن محاربة الإرهاب تتطلب محاربة التطرف والغلو والتشدد والكراهية فكراً وسلوكاً، وأن الحرب على الإرهاب تتطلب الذهاب إلى عقر الجماعات الإرهابية والتهديدات الإرهابية أينما كان، كما أشار إلى أن الحرب على الإرهاب ليست بعمل فردي بل جهد جماعي دولي يتطلب بناء شراكات دولية وشبكة عالمية وقرارات أممية، فبقدر ما هي مسؤولية وطنية هي مسؤولية عربية ودولية.

وقال د. عبدالخالق عبدالله: إن مقاطعة قطر تؤكد جدية الإمارات في محاربة الإرهاب وتحملها مسؤولياتها حتى لو كان مصدره الأشقاء، والمواجهة مع قطر جزء لا يتجزأ من ثوابت الإمارات في محاربة الإرهاب مهما كان الثمن.

وأكد أن مواجهة الإرهاب لا تقتصر على العمل العسكري والسياسي، بل إنه على المدى البعيد لابد من التعامل مع البعد العقدي والعقائدي والأيديولوجي والفكري للإرهاب، فالإرهاب الفكري بنفس ضرر الإرهابي المسلح، وأن التعامل الفكري مع الإرهاب يتطلب نشر قيم التسامح والانفتاح والاعتدال بين الأفراد في المجتمع، والإمارات هي النموذج الصاعد في التسامح والاعتدال والافتتاح في المنطقة.

قيادة حكيمة

واختتم د. عبدالخالق عبدالله مشاركته بالتأكيد على أن الإمارات التي يرعاها رب العالمين وتديرها قيادة حكيمة، هي الدولة الوحيدة التي لم تتعرض لأي عمل إرهابي رغم انفتاحها على العالم أكثر من أي دولة أخرى، ورغم أنها تعيش في منطقة عنيفة مليئة بالوحوش الإرهابية الضارية.

وقال د. سيف الجابري، أستاذ الثقافة والمجتمع بالجامعة الكندية في دبي، إنه ليس بجديد ولا بعيد أن تعاني شعوب ما من سياسة حكامها، ولقد ظهرت لنا دولة شقيقة بوجه آخر غير المعروف عن أصالة شعبها وحكامها.

ولكن يأتي إلى سدة الحكم من لا يقدر عواقب الأمور، مما يتسبب في شتات الشعب والتأثير على مسيرة حياته العامة والخاصة والظاهرة كالركود الاقتصادي والحالة النفسية التي يعاني منها الفرد نتيجة تعسف حكومته، وهذا هو ما حصل في الحكومة القطرية التي تسببت في إيذاء أهلها وجيرانها ومن حولها. وأكد أنه لابد من وقفة صادقة ضد «نظام الحمدين» الذي فكك أواصر الأخوة بين الأشقاء.

وتناول رئيس تحرير صحيفة الاتحاد محمد الحمادي، الذي شارك في الجلسة الثالثة دور جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني في مثل هذه الأزمات، والتي ترأسها رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية خالد الضنحاني، مشيراً إلى أن قناة الجزيرة والقيادة القطرية هي من بدأت في استفزاز دول عدة في المنطقة، وكل من يتابع قطر يدرك أنها هي سبب التوتر والمشكلات.

شعور المواطنة

وفي الجلسة الأخيرة من الندوة التي ترأسها د. سيف الجابري، قدم د. سعيد بن هويمل العامري، أستاذ القانون التجاري، عضو مجلس إدارة جمعية كلنا الإمارات، ورقة عمل بعنوان تعزيز الثقافة الوطنية وتعميق الشعور بالمواطنة وحب الوطن والانتماء له والولاء للقيادة الرشيدة، ركز خلالها على مفهوم الوطن والوطنية من منظور اجتماعي وتأصيل حب الوطن.

وأكد بن هويمل أن قيم المواطنة الصالحة تكمن في عدة نقاط أهمها حب الوطن والانتماء له، وتعزيز الثقافة الوطنية واحترام القيادة السياسية للبلاد، وتهذيب السلوك والأخلاق والدفاع عن الوطن، وأكد أن هذه المقومات هي ما يتميز به أبناء الإمارات وهي التي توحد توجههم وتبرز الوجه المشرق لدولتنا الفتية أمام العالم.

وأكد أهمية تعزيز الوعي المجتمعي حول موضوع الأزمة القطرية والانخراط في دعم القيادة الرشيدة، حيث أكد أنه من الصعب التفريق بين القطري وشقيقه الخليجي، وتساءل: كيف يغيب عن حكام قطر أن أمن الخليج هو أمنها ومستقبل الخليج هو مستقبلها وعدو الخليج هو عدوها.

وتحدث د. سعيد بن الهويمل عن دور المؤسسات الأهلية ذات النفع العام والمجتمع المدني في تعميق الشعور بالمواطنة، مؤكداً أهمية الدور الاجتماعي والوطني الذي تقوم به الجمعيّات ذات النّفع العام والمجتمع المدني لتكون الحصن الحصين في مواجهة المحاولات القطرية في النيل من مجتمع الإمارات، ودور هذه الجمعيات في إعداد جيل واع ومدرك لما يجري حوله من تحولات.

وفي نهاية الندوة كرم الشيخ مسلم سالم بن حم العامري، رئيس مجلس إدارة كلنا الإمارات، والدكتور سعيد بن هويمل، المشاركين في الندوة من الباحثين والخبراء والإعلاميين.

Email