التحالف باقٍ في سوريا والعراق انتظاراً لتقدم في «جنيف»

روسيا: أميركا تتظاهر بقتال «داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاودت موسكو قصفها الكلامي على واشنطن، إذ اتهمتها بالتظاهر بمحاربة تنظيم داعش وتوفير الغطاء لعناصره في سوريا، وفيما كشف التحالف الدولي عن أنّه لن يغادر سوريا والعراق طالما لم يحرز تقدّم في مفاوضات جنيف، لا يزال الجمود سيّد الموقف حول معضلة تجديد تفويض التحقيق الدولي في هجمات الأسلحة الكيماوية.

واتهمت روسيا غريمتها الولايات المتحدة بالتظاهر بمحاربة تنظيم داعش. ونقلت وسائل إعلام روسية رسمية عن وزارة الدفاع الروسية قولها، إن «الموقف على أرض الواقع يكشف أن أميركا تتظاهر بمحاربة تنظيم داعش والإرهاب في الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أنّ سلاح الجو الأميركي حاول عرقلة ضربات جوية روسية على «داعش» حول البوكمال. وأضافت الوزارة: «هذه الحقائق دليل دامغ على أن الولايات المتحدة، في حين تتظاهر بقتال دون هوادة ضد الإرهاب الدولي أمام المجتمع الدولي، تقدم في واقع الأمر غطاء لعناصر داعش».

ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن الوزارة، أنّ العملية التي قامت بها قوات النظام السوري لاستعادة السيطرة على البوكمال، فضحت حالات من التفاعل المباشر من جانب التحالف الدولي مع إرهابيي تنظيم داعش ودعمهم»، موضحة أنّ الولايات المتحدة رفضت توجيه ضربات لمقاتلي «داعش» عند خروجهم من البوكمال، متذرعة بأنّ معاهدة جنيف حول معاملة أسرى الحرب تنطبق عليهم.

بقاء التحالف

بدوره، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أنّ التحالف الدولي لن يغادر سوريا والعراق طالما لم تحرز مفاوضات جنيف للسلام في سوريا تقدماً. وقال ماتيس للصحافيين: «لن نغادر في الحال، قوات التحالف ستنتظر إحراز عملية جنيف تقدماً». وأضاف ماتيس خلال مؤتمر صحافي مرتجل في البنتاغون: «يجب القيام بشيء ما بخصوص هذه الفوضى وليس فقط الاهتمام بالجانب العسكري والقول حظاً سعيداً للباقي، سنتأكد من أننا نهيئ الظروف لحل دبلوماسي، مشدداً على أنّ الانتصار على داعش سيتحقق حينما يصبح بإمكان أبناء البلد أنفسهم تولي أمره.

جمود مواقف

على صعيد متصل، قالت روسيا إنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة لتجديد تفويض تحقيق دولي للأمم المتحدة في هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا، إلّا أنّ واشنطن ردت بأنّ موسكو رفضت أن تشارك في قرار وضعت الإدارة الأميركية مسودته.

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: «نتحدث مع الولايات المتحدة، لم ينته الأمر بعد، من المهم تجديد تفويض آلية التحقيق المشتركة لكن بتفويض معدل لأنه يجب تصحيح الأخطاء الممنهجة التي رأيناها في التقرير الأحدث وهذا هو الهدف من قرارنا».

وأكّد ناطق باسم بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، أنّ روسيا رفضت أن تشارك في مسودة بلاده التي تتفق الأغلبية العظمى من أعضاء المجلس على أنّها النص الأكثر قابلية للاستمرار، على الرغم من محاولات متعددة لبحث المخاوف الروسية. وأضاف أنّ مسودة النص التي تقدمت بها روسيا دون أي مفاوضات غير مفيدة، ولا تحظى بالدعم ولا يمكن أخذها على محمل الجد».

إحباط هجومين

ميدانياً، أحبطت فصائل المعارضة هجومين لقوات النظام للتقدم باتجاه بلدتين في ريف دمشق. وقال قائد عسكري في قوات تابعة للجيش الحر: «تصدت الفصائل لهجوم شنته قوات النظام والمسلحون الموالون لها لاقتحام بلدة بيت جن في ريف دمشق الجنوبي الغربي، مشيراً إلى أنّ قوات النظام بدأت الهجوم من محاور تلة بردعيا، والشيارات، والظهر الأسود ومهدت الهجوم بقصف مدفعي براجمات الصواريخ من اللواء 68 والفوج 137، إلا أن قوات جبل الشيخ تمكنت من إفشال الاقتحام والتصدي للنظام.

ارتفاع حصيلة

في الأثناء، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إنّ حصيلة قتلى الغارات على سوق في بلدة الأتارب، ارتفعت إلى 61 بينهم خمسة أطفال. ورجّح المرصد ارتفاع حصيلة القتلى مع استمرار عمليات انتشال العالقين والمفقودين ووجود أعداد كبيرة من الجرحى، حالات بعضهم خطرة. وأظهرت صور التقطها بقعاً من الدماء على الأرض فيما صناديق الفاكهة والخضار مبعثرة بين الركام ويكسوها التراب. وفي صورة أخرى، ظهرت جثة رجل ممددة في وسط الشارع.

Email