البيان تفتح ملف تدخلات نظام الملالي في المنطقة والعالم (12)

فلسطين بنظر إيران.. قضية عادلة لأهداف شريرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

(لمشاهدة ملف "إرهاب إيران" pdf اضغط هنا)

مطامع إيران في الدول العربية لم تتوقف يوماً من الأيام عند حد من الحدود، حيث تدس سمومها هنا وهناك، وتدعم فئات على حساب فئات أخرى، وتحاول دائماً إيجاد ورقة قوة لها في كل منطقة. وكان لفلسطين حصة كبيرة في هذه السياسة التي ساهمت في زعزعة المشهد الفلسطيني، ودعمت الانقسام، وموّلت كل من خرج عن إطار السلطة الفلسطينية الشرعية، وطالما استخدمت طهران عدالة هذه القضية لأهدافها الشريرة.

وتدرجت إيران بتدخلاتها في فلسطين بعد فتور علاقتها مع السلطة الفلسطينية، واتجاهها لتمويل ودعم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولا سيما بعد صعود حركة حماس على منصة الحكم إثر فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006، وانهالت بعدها الأموال على «حماس» من إيران، لتقويتها على السلطة الفلسطينية.

وكانت العلاقة بين «حماس» وإيران بدأت بعد مضي ثلاثة أعوام على تأسيس الحركة، حيث سجل أول حضور لها مع وصول القيادي خليل القوقا، المبعد من غزة عام 1988، للمشاركة في المؤتمر الأول لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران عام 1990.

ثم تطورت العلاقة في العام التالي في المؤتمر الثاني لدعم الانتفاضة، حيث طلب وفد «حماس» من القيادة الإيرانية إنشاء تمثيل رسمي للحركة في طهران، وهو ما تم بالفعل بافتتاح مكتب، وتعيين القيادي المبعد عماد العلمي ممثلاً للحركة في طهران، وذلك بالتزامن مع فتور علاقة طهران مع منظمة التحرير الفلسطينية.

قفزة جديدة

وحققت العلاقة الثنائية قفزة جديدة بزيارة زعيم ومؤسس الحركة الشهيد أحمد ياسين لإيران خلال جولة عربية وإسلامية، بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال بصفقة مع الأردن عقب محاولة فاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل عام 1998.

واختلفت تحركات إيران تجاه فلسطين، ما بين دعم مالي لـ «حماس»، ودعم عسكري لجناحها العسكري «كتائب القسام»، وما بين دعم إقامة حسينيات في بعض منازل قطاع غزة. يقول المحلل السياسي د. ناصر اليافاوي: إن إيران تحاول أن تضع بصماتها على فلسطين، وهناك مجموعة من المخالب تتحرك من خلالها، وتحاول أن تخرّب وجه المنطقة من خلال تلك المخالب، ويتمثل ذلك بالدخول إلى قطاع غزة عبر المال السياسي.

ولمس اليافاوي هذا التواجد الإيراني في غزة بشكل واضح، بالإضافة إلى أنه في الآونة الأخيرة ظهرت جماعات في القطاع تحمل اسم كتائب «الرسول الأعظم» و«كتائب الأنصار»، وأسماء تحمل في طياتها فكراً لا يتناسب مع طبيعة الحياة والتركيبة العرقية في غزة.

وتستغل إيران الحصار المفروض على قطاع غزة وحالة الفقر المنتشرة لتنفيذ أجنداتها.

ولفت إلى أن حركات المقاومة في غزة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار تسعى لفكر تحرري، ولكن هناك فصائل تاريخية ارتأت وأدركت مخططات المخابرات الإيرانية، وانسحب البعض من التعامل مع إيران لأن مواقفهم لا تنسجم مع المواقف الإيرانية، وتم رفع الغطاء المالي الإيراني عنهم.

دعم مطلق

ويرى رئيس جامعة القدس المفتوحة د. يونس عمرو، وهي جامعة تتبع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن دور إيران في دعم «حماس» مطلق لحد كبير، وأن دور إيران سلب لأبعد الحدود فيما يخص القضية الفلسطينية، خاصة وأن منظمة التحرير الفلسطينية سلكت مساراً تفاوضياً مع إسرائيل. وأضاف: «حماس فرزت فئة من قياداتها للتعامل مع إيران، وتلقت الدعم والمساعدة، ما أسهم لحد كبير بمسار الانفصال والانقسام، إلى أن تنبّهت حماس للوضع السياسي والإقليمي، وعادت لأحضان الشرعية».

وقال أمين سر مجلس أمناء جامعة الأزهر المهندس حاتم أبو شعبان، إن إيران لها أهداف سياسية ودينية في المنطقة، وهذا يتضح من دعمها لبعض الجماعات المتوائمة مع توجّهاتها، وهذا بحد ذاته خلق زعزعة في المنطقة وخلافاً مذهبياً في المنطقة.

ويعتقد أن ما تقدمه إيران من دعم مالي ومعنوي لبعض الجهات هدفه تنفيذ التعليمات الإيرانية دون مراعاة للمصالح الوطنية، وبالأساس هذه الجهات مأجورة تنفذ تعليمات مقابل السلاح والمال.

وأضاف: «إيران تحاول استقطاب بعض العناصر من حماس ليكونوا من أتباعها، وهذا بحد ذاته خلق انشقاقاً في صفوف الحركة تجاه ما يجري حالياً على صعيد المصالحة».

اقرأ أيضاً:

غاب عرفات وحضرت الأصابع الإيرانية

طهران تحاول خلق بديل فلسطيني موالٍ لها

أذرع الإرهاب الإيراني تعبث باستقرار الأردن

Email