قطر حليف خطير وعلاقتها مع إيران وتركيا «تحالف السيئين»

وثائقي أميركي يكشف النوايا الخبيثة لتنظيم «الحمدين»

■ «الإخوان» المدعومون قطرياً نشروا الفوضى في فترة حكمهم لمصر | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدرت شركة «بيك ميديا» الأميركية الرائدة في مجال الإعلام فيلماً وثائقياً يفضح دعم قطر للإرهاب، ويفند ادعاءها بأنها تقف إلى جانب الدول المكافحة له، بعنوان «قطر.. حلف خطير» عن علاقة قطر بتمويل الإرهاب وإيواء المتطرّفين ونشر أفكارهم.

ويأتي الجزء الثالث للفيلم الوثائقي تحت عنوان «تصاميم خطيرة»، وفيه تحدث الباحث البارز في معهد هيودسن الأميركي لي سميث عن الإشكالية الكبيرة التي يجسدها التحالف مع قطر بالنسبة إلى الأميركيين، أمّا جوناثان شانزر، نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيّات، فيقول إنّ القطريين والأتراك يؤمنون بكون جماعة الإخوان الإرهابية هي المسار المقبل للشرق الأوسط، برغم سعيها إلى تغيير الأنظمة في المنطقة تحقيقاً لرؤية مشروعهم.

ويشير سميث إلى أنّ أهم موضوع يجب أن تقلق إزاءه أميركا على مستوى النظرة إلى قطر، هو طريقة تفاعلها مع جيرانها في مجلس التعاون الخليجي، ويؤكد السفير الباكستاني السابق إلى الولايات المتّحدة حسين حقّاني ضرورة أن تقلق واشنطن من تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، وهي تصطفّ إلى جانب قطر، ويتحدث شانزر عن أنّ انتشار المجموعات المتطرفة في المنطقة سيشكّل وسيلة أنقرة والدوحة لتوسيع نفوذهما.

يقول حقاني: «إنّ تركيا وإيران مسؤولتان عن إضعاف مفاعيل مقاطعة قطر، إذ إنّهما لو لم تقدما يد العون للدوحة، لاضطرت الأخيرة إلى التفاوض مع المملكة العربية السعودية وحلفائها الآخرين وتعديل سلوكها». وأضاف أنّ ما يجري هو نوع من التحالف بين أصحاب السلوك السيئ.

تجارب «الإخوان»

من جانبه، دعا شانزر المشاهدين كي يلقوا نظرة على الدول التي وصل فيها «الإخوان» إلى الحكم من أجل أن يكوّنوا فكرة عمّا يمكن أن تصل إليه الأمور لو انتشر هؤلاء في كلّ المنطقة، مشيراً إلى أن حركة حماس مثلاً كانت في السلطة داخل قطاع غزة منذ سنة 2007 حين استولت عليها بالقوة، وحين ينظر المرء إلى كيفية إدارتها للحكم، يدرك أنّ الحركة لا تسمح بحرّية الصحافة، وهي إلى جانب مهاجمتها المسيحيين، لا تسمح بالمشاركة السياسية الواسعة. كذلك، تقوم بتحويل أموال الشعب والحكومة لمصلحة أهدافها العسكرية الخاصة.

وينتقل شانزر للحديث عن مصر، حيث كان الشعب المصري تحت حكم «الإخوان» مدة سنة في عهد محمد مرسي، وتبيّن كيف كان الأمر عبارة عن أزمة ماليّة وسوء إدارة كبيرين، لأنّ الإخوان لم يكونوا مستعدين لحكم مصر، وهذا ما تسبّب في الانفجار الذي أدى إلى إطاحة مرسي، وتحدّث التقرير عن تعزيز التحالف بين قطر وتركيا من خلال التعاون على تأسيس قاعدة عسكرية في الدوحة، وهو الأول لأنقرة في منطقة الخليج العربي، وقال المسؤولون الأتراك إنّ هذه القاعدة هي جزء من اتفاق دفاعيّ بين البلدين للمساعدة على مواجهة أعداء مشتركين، وهنا تساءل معدو البرنامج: من هم الأعداء المشتركون؟

قطر وتركيا

ولفت حقاني النظر إلى أنّ الحلف القطري التركي المتجسّد في هذه القاعدة العسكرية سيكون تهديداً لجميع الدول العربية التي رأت قطر لاعباً سيّئاً وتهديداً لأمنها الخاص. من جهته، يجد سميث أنّ قطر تتصرّف بهذه الطريقة طوال الوقت من خلال تبني سياسة مزدوجة مع الولايات المتحدة، ويؤكّد الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط أليكس فاتانكا أنّ تركيا وقطر شريكان تكتيكيان، والشيء الوحيد الذي يجذبهما هو التفاهم المشترك على أنّ الإخوان موجودون هنا ليبقوا، وذلك بعد الدعم المالي والدبلوماسي الكثيف الذي قدماه لهذا التنظيم.

ازدواجية

شدّد الباحث الأميركي لي سميث على أن سياسة الدوحة تعتمد سياسة الازدواجية، مشيراً إلى أنّ الدعم الأميركي مهم جداً بالنسبة إلى قطر، كما أنّها تقدّم خدمات مفيدة للأميركيين، من بينها استضافة قاعدة العديد العسكرية، لكنّها تدعم في الوقت نفسه الأشخاص الذين يريدون قتلهم، بحسب سميث الذي أكّد أنّ لقطر تاريخاً طويلاً في هذا الشأن.

Email