خبير بحريني لـ « البيان »: الدوحة مرتبكة لاستياء الشعب منها

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكلت نتائج الاستطلاع الذي نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الأسبوع الماضي، صدمة لتنظيم الحمدين، ما زالت مفاعيلها تقض مضجعه. فنسبة الـ 81 من القطريين الذين طالبوا تميم بن حمد بالتنازل والقبول بحل وسط، ليس رقماً عابراً، فمهما كان هامش الخطأ كبيراً، على حد زعم الحمدين، فإن الغالبية الرافضة لسياسات قطر المعادية للجوار الخليجي تبقى كاسحة، خصوصاً في ظل حملة القمع التي تطال القطريين من سجن واعتقال وإسقاط للجنسية، حتى بات التغيير حلماً يراود معظم القطريين.

وقال الكاتب والمحلل السياسي البحريني، فريد أحمد حسن، إن المسؤولون القطريون تفاجؤوا بنتائج الاستطلاع الذي نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مؤخراً، بموقعه على الإنترنت، والذي خلص إلى أن «80 % من الشعب القطري يرفضون سياسات حكومتهم تجاه الدول العربية وتقربها من طهران».

وأكد حسن في تصريح لـ «البيان» أن المسؤولين القطريين لم يجدوا غير التشكيك في نتائجه والقول إن أحداً من القطريين لم يشارك فيه، مضيفاً «كما أنهم سارعوا بتوجيه المحسوبين عليهم إلى نشر تغريدات وبث تصريحات وتدبيج مقالات ترفض الموضوع برمته، وتشكك في نتائجه، وتؤكد أن القطريين لم يقولوا ما ورد فيه».

تنافر الشعب والقيادة

وبيّن بأن مدير «منتدى فكرة» في معهد واشنطن ديفيد بولوك، قال إن الاستطلاع أظهر أن هذه النسبة من القطريين يعارضون سياسات إيران الإقليمية الحالية، وأنهم ينظرون بشكل أسوأ إلى وكلاء إيران الإقليميين، حيث حصل كل من «حزب الله» والحوثيين في اليمن على تقييمات سلبية من 90 % من الشريحة السكانية البالغة في قطر.

ويرى حسن أنه بالرغم من أن الاستطلاع أظهر أن تركيا تحظى اليوم بشعبية كبيرة في قطر، وأن هذا يفترض أنه يفرح المسؤولين القطريين، إلا أن الجزئية المتعلقة بسياسات قطر وبالعلاقة مع إيران، تجعلهم يرفضون الاستطلاع كله، ويشككون فيه وينفون مشاركة القطريين فيه، وبالتأكيد فإنهم، المسؤولين، لا يوافقون على النتيجة التي تؤكد موقف الشعب القطري السلبي من «الإخوان المسلمين»، وتؤكد رفض الغالبية منه للدعم الذي تحصل عليه هذه الجماعة من حكومة بلادهم.

استطلاع فريد

وقال المحلل السياسي البحريني: «من اطلع على نتائج الاستطلاع، لاحظ أن المعهد كان يتوقع هذا الموقف السلبي من قبل السلطة القطرية»، حيث قال بولوك «يقيناً، إنّ قطر ليست دولة ديمقراطية، لذلك، فإن لغالبية الرأي العام هناك، تأثيراً غير مباشر على السياسة العامة. ولكن يتعيّن حتى على هذه الملكية المطلقة، أن تولي بعض الاهتمام للمواقف الشعبية».

وبالتأكيد، فإن هذا الأمر الأخير غير وارد في قطر حالياً، فلا مكان للمواقف الشعبية في السياسة القطرية التي ينفرد بها مجموعة صغيرة تتفاوت خبرات أفرادها، ولكن تتفق في قصر النظر تجاه تطورات الأحداث في المنطقة وفي العالم.

وأكد حسن أن هذا الاستطلاع، يعتبر فريداً من نوعه، إذ إنه يضم طريقة عشوائية حقاً وذات أرجحية جغرافية، ومقابلات وجهاً لوجه، إلى جانب عيّنة وطنية ممثلة، شملت ألف مواطن قطري، وقد أجرته شركة رائدة متخصصة في أبحاث الأسواق العربية في أغسطس 2017، تتمتع بخبرة تمتد على عقود في المجتمعات الخليجية العربية، كما جاء في التقرير الذي نشر أخيراً.

وأوضح أن الأمر الأكثر أهمية، الذي أكد عليه التقرير، ويعتبر نتيجته الأهم، هو أن «أغلبية ساحقة من سكان قطر الذين يناهز عددهم 300 ألف نسمة، يرغبون بتسوية هذا النزاع بطريقة ودية.

هذا الرأي أيضاً لا قيمة له لدى المسؤولين في قطر وسبب أزمتها، والذين يقودون بعنادهم وإصرارهم على القول إنهم بريئون من كل التهم الموجهة إليهم، يقودون قطر وشعب قطر إلى المجهول، ويروجون إلى أنهم الطرف المنتصر في النهاية، وإنه ليس على الشعب القطري سوى المزيد من الصبر والصمود». ويشير حسن إلى أن «السلطة التي ترفض نتائج استطلاع في هذا المستوى، بل تشكك في إجرائه، وتنفي مشاركة قطريين فيه يصعب التفاهم معها، والسلطة التي لا تعترف بالشعب، ولا تعتبر رأيه رأياً لا يمكن أن تستمع إلى صوت العقل والحكمة، ما يعني للأسف أن الأزمة القطرية ستطول».

Email