قطر وميانمار.. وجهان لعملة التطهير

المال القطري في ميانمار يدوس على آلام الروهينغا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن اجتماع سفير قطر لدى ميانمار حسن بن محمد العمادي، مع رئيس الأركان العامة للجيش في ميانمار ميا تون أو، الخميس الماضي أول فصول العلاقة المريبة بين تنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة والحكومة الميانمارية، التي تمارس تطهيراً عرقياً ممنهجاً ضد أقلية الروهينغا المسلمة.

فكثيرة هي أوجه الشبه بين النظامين في سلوكهما تجاه المعارضين، فبينما تعمل ميانمار على إبادة الروهينغا تمارس الدوحة تطهيراً ناعماً بحق قبائل «آل مرة» و«شمل الهواجر» وغيرهما من العشائر التي ترفض الرضوخ لسلطة الإخونجية، عبر سحب الجنسيات والتجريد من حقوق المواطنة.

لذلك لم يكن من المستغرب أن يلتقي العمادي مع قادة الجيش المنتهك لحقوق الروهينغا، فأنّى سالت الدماء كانت الدوحة حاضرة تؤجج النيران وتسلح المتطرفين وتلعب بالمال لعبة البيضة والحجر.

عاملان غائبان

ويشير محللون وفق تقرير نشرته «بوابة العين» إلى أن عبارة «توطيد العلاقات»، التي وصف بها لقاء سفير قطر مع رئيس أركان الجيش الميانماري، تتعدى الخطابات الدبلوماسية الاعتيادية إلى إمكانية تقديم الدوحة لدعم لوجستي للجيش الذي يحرق القرى في إقليم راكان ويغتصب النساء ويشرد الأطفال.

فالوازع الأخلاقي والديني يعتبران عاملين غائبين في قاموس الاستثمارات القطرية التي تٌعلي الأرباح على ما عداها من الاعتبارات الأخرى، لذلك لم يستبعد خبراء في الشؤون العسكرية أن تقوم الدوحة بدعم جيش ميانمار بالسلاح.

كما أن أطماع قطر في ميانمار، حيث حقول الغاز الطبيعي لا حصر لها، وتدار جميعها في المبنى المستقل المكون من 3 طوابق بـ«15 اينيا ميانغ روود» بمدينة يانغون، حيث يدير العمادي أعماله كسفير لجشع «الحمدين»، والذي توج قبل عدة أعوام باحتكار شركة «أوريدو» القطرية للاتصالات.

أجندات كثيرة

والمتتبع لتحركات العمادي في يانغون يرى أن لقاءاته المتكررة مع المسؤولين الميانماريين كانت تحمل أجندات كثيرة، ليس من بينها ولو مناشدة خجولة بوقف تعسف ميانمار في وجه الروهينغا.

فجدول العمادي في يانغون مكتظ باستثمارات «قطر ناشيونال بانك» والمتابعة شبه الاستخباراتية لإنتاج الغاز في البلد الآسيوي الغني، وانتهاء بتقديم كل ما من شأنه عقد المزيد من الصفقات، حتى ولو اضطر الأمر لمصافحة الجنرال المسؤول عن قمع الروهينغا.

Email